احتلال مزدوج:
الثورة/ تقرير خاص
انتهت الحرب، وبدأ النزيف. هذا ما يمكن قوله تلخيصا لحال مدينة عدن، التي تتناهبها أطماع الغزاة، وطموحات أمراء الحرب وقادة المليشيات.
عدن التي كانت تحلم بالدولة المدنية، صارت شوارعها مراتع للقتلة، وحواريها أوكارا للتكفيريين، ومعسكراتها معاقل للغزاة والمرتزقة.
قدّم الغزاة والمرتزقة شباب عدن قرابين في “حرب التحرير” المزعومة، التي حررتها بالفعل من أمنها وتاريخ تسامحها، وانفتاحها على العمق اليمني وعلى العالم!!
* * *
وإنعاشا للذاكرة، تقدم “الثورة” يوميات العنف والفوضى في عدن، خلال 3 أشهر دامية. وهي جهد توثيقي ضم أغلب أو كل ما تم نشره في وسائل الإعلام من جرائم متنوعة. لكنها لم تضم ممارسات عناصر القاعدة وداعش في الفضاءات العامة، التي تندرج ضمن “قمع وتقييد الحريات”، كما لم تضم عددا من الجرائم التي تم التكتم عليها، ولم يتم التأكد من صحة وقوعها.
وتشمل هذه الحصيلة:
* الاغتيالات، وأغلبها ذات دوافع انتقامية؛ كالتي يتعرض لها رجال الأمن العام والأمن السياسي والقضاء، الذين كان لهم دور في ملاحقة العناصر الإرهابية، قبل أن تدخل البلاد مرحلة الفوضى.
* تصفية قيادات وعناصر الحراك الجنوبي الذين من الممكن أن يشكلوا عقبة أمام مشاريع الغزاة وأدواتهم.
* مهاجمة نقاط تابعة للحراك الجنوبي.
* جرائم جنائية ذات دوافع شخصية، منها القتل بدافع الثأر، أو بسبب نزاع شخصي.
* حوادث قتل غير عمد، مثل حوادث الوفاة والإصابة برصاص “راجع”؛ وسببها انتشار السلاح.
* جرائم اختطاف.
* البسط على الأراضي، ونهب الممتلكات العامة.
* تهديدات بالتصفية الجسدية.
* اقتحام منازل ومؤسسات حكومية ومكاتب إعلامية.
* قطع طرقات.
ونسبة كبيرة من هذه الجرائم، تصنف على أنها “جرائم إرهابية” كتفجير السيارات المفخخة وزرع العبوات الناسفة والهجمات الانتحارية بالحزمة الناسفة.
وتمثل هذه الحصيلة ردا على أبواق الغزاة التي ظلت تؤكد أن عدن “مدينة آمنة”، ولا تزال تردد هذه الكذبة، التي تفوح منها هي أيضا رائحة الدم، كذاكرة العدنيين!!
ظل بحاح يشكر العدوان على تأمين عدن، حتى فر منها مذعورا، بعد أن طالته أيادي الإرهاب التي نجا منها بأعجوبة، وظل محافظ هادي السابق في عدن ينثر الوعود لمعالجة الملف الأمني حتى تصيده التكفيريون، ولفظ أنفاسه محترقا داخل سيارته مع 6 من مرافقيه. وكاد خلفه يلقى المصير نفسه قبل أيام!
يومها فقط، تبخرت آمال المواطنين، وأدركوا بـ”عين اليقين” أن مدينتهم المحررة احتلها الإرهاب، بعد أن احتلها الجيران، لكن – للأسف- لا يربط الكثير من الناس بين طرفي هذا الاحتلال المزدوج إلا من باب الشكوك غير المؤكدة، بتأثير الإعلام الذي يصور الغزاة كأنهم جاءوا في مهمة إنسانية!
Prev Post