العدوان والاستهداف الممنهج
احمد الكاف
المتعارف عليه أن الصراعات السياسية أو الفكرية أو العسكرية تكون بين الأضداد قد يكونون مختلفين أو متشابهين في الفكر والانتماء أو منقسمين فقط وعادة فد تتساوي القوى المتصارعة أو تتارجح كفة احدهما وهنا قد تستعين إحدى القوى بقوى حليفة وهذا ما حدث ويحدث في كثير من الصراعات والحروب .
غير أن الحروب وإن كانت تبدأ بالقصف الجوي الاستباقي فان الدور الأهم هو للقوات البرية وتبقى الجوية للغطاء الجوي فقط ولنا شواهد في حرب العراق وأفغانستان والشيشان وحتى فيتنام ..بل وكل الحروب التي شهدها ويشهدها العالم اليوم.
بيد أن بلادنا الحبيبة والتي تواجه اليوم عدوانا سعوديا أمريكيا وحرب إبادة ممنهجة لاستهدف الجيش والمواقع العسكرية ولا تستهدف فئة أو جماعة وإنما تستهدف وطنا وشعبا ودينا وحضارة ويعتمد المعتدي الغازي على القصف الجوي والبحري والذي شمل الأبرياء من النساء والأطفال والمرافق الخدمية والتنموية وكل مقومات الحياة.
نعم إنها حرب فريدة من نوعها في عالمنا القديم والحديث والمعاصر أيضاً وخلال عشرة أشهر أو أكثر شنت ومازالت طائرات العدوان البربري تشن غاراتها العدوانية على كافة المدن والقرى اليمنية وتدمر البنى التحتية من مرافق صحية وتعليمية وطرقات وجسور ومرافق إنتاجية صناعية كانت أو زراعية وغيرها بل لم تسلم مقرات ذوو الاحتياجات الخاصة مع أن هذه المرافق لا تحوي أسلحة أو مجاميع مسلحة ولم تكن يوما من الأيام مواقع عسكرية حتى استهدف العدوان مواقع سكنية وأسواقاً شعبية بل لم يسلم من قصف العدوان من كانوا السبب في العدوان نفسه واصبحوا اليوم يقصفون بنيران صديقة وهذا ما يؤكد للجميع أن العدوان يستهدف الجميع ولا يستثني أحداً. وتضرر ويتضرر منه الكل.
واليوم تؤكد حقائق العدوان البربري الغاشم والذي تتعرض له التجمعات السكانية والمصانع والمزارع الإنتاجية بل وكل المدن والقرى اليمنية انه عدوان ممنهج وحرب إبادة جماعية وتدمير لكل مقومات الحياة باستخدام شتى أنواع الأسلحة التدميرية والمحرمة دوليا وأمام صمت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية.
وأمام هذا الواقع الأليم يبقى اليمنيون اليوم أمام خيار واحد هو الدفاع عن النفس والأرض والعرض, كما أن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه ما يتعرض له وطننا الغالي وطن العروبة والمحبة والسلام والحضارة الإنسانية.