لدينا أكثر من نصف مليون نازح في المحافظة وضمير المجتمع الدولي لم يصح بعد

حجة/ معين حنش

قالت الوحدة التنفيذية بمحافظة حجة إن عدد النازحين بالمحافظة بلغ  “86258” أي بواقع “508733” فرداً نازحاً بينهم “262956” من الإناث بينما الذكور وصل عددهم إلى “245777”.
وأكد مدير عام الوحدة التنفيذية بمحافظة حجة خالد العبالي إن الوحدة تواجه صعوبات عديدة أهمها “سد وتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين والمتمثلة بالغذاء والإيواء”.. مرجعا تلك الصعوبات إلى العدد الكبير للنازحين بالمحافظة.
وبين العبالي أن أغلبية النازحين من المديريات والمناطق المحاذية للحدود الجنوبية السعودية والتي استهدفها العدوان بشكل مباشر وكذلك من محافظة صعدة والمحافظات المجاورة.. شاكيا من عشوائية العمل لدى بعض المنظمات في عدم تنسيق وتقديم الخدمات التي ترفع للوحدة التنفيذية.. إليكم التفاصيل.

في البداية .. حدثنا عن عدد الشهداء والجرحى الذين تم استهدافهم في مخيمات النزوح ؟
– لقد غار العدوان بمحافظة حجة وخصوصا في مديرية حرض .. حيث استهدف مخيم المزرق بغارة عن النازحين فيه والذي أدى إلى سقوط (52) شهيدا منهم من تم التعرف عليهم والبقية دفنوا أشلاء في أماكنهم لأن أشلاءهم تناثرت ولم يتم التعرف على هوياتهم.
تجمعات سكانية بدل مخيمات
هل قمتم باستبدال أماكن تواجد النازحين بعد استهداف مخيماتهم من قبل العدوان الغاشم؟
– بعد استهداف المخيمات لجأ النازحون تجمعات سكانية باعتقادهم أنها أكثر أمانا وبدورنا خاطبنا المفوضية خلال الاجتماعات معهم بضرورة إعادة وضع المخيمات بما يليق بالنازحين وبانتظار تدخلهم في هذا الجانب وإلى الآن لم نتلق أي استجابة لمعالجة ذلك الوضع الذي وصل إليه النازحون.
الوضع الصحي
ماذا عن الوضع الصحي وسط النازحين وكيف تقيمون ذلك؟
– للأسف فإن الوضع الصحي متدن في اليمن بشكل عام وذلك  بسبب تداعيات العدوان والحصار و خاصة لدى النازحين.. خصوصا وأن لدينا حالات مرضية بين النازحين مزمنة وكل ما يقدم عبر منظمة أطباء بلا حدود في مركز المحافظة هو علاج للحالات الطارئة فقط أما المديريات الاخرى فلا تكاد تذكر فيها  أي خدمات صحية للنازحين .. مع العلم أن من بين النازحين من هم مصابين بالفشل الكلوي والسرطان .. وللأسف يقضي هذا النازح نحبه لأن الخدمات الصحية لا توجد وكذلك التجمعات السكانية لمعظم النازحين تحتاج إلى تدخل صحي عاجل.
إدانات غامضة
هل تلقيتم أي إدانات دولية لاستهداف المخيمات؟
– ما يخص استهداف المخيمات لا تنسى أن الإعلام المأجور غطى جريمة قصف المخيمات .. ولكن الوحدة التنفيذية حاولت ومن حينها إرسال التوثيق الخاص بقصف المخيمات إلى المفوضية السامية وحصلت إدانة من منظمة هيومن رايتس ولكنها غامضة وبالرغم من هذا فإن ضمير المجتمع الدولي لم يصح بعد للأسف وليس هناك أي مواثيق أو منظمات احتجت على ما تعرض له النازحون من قصف من قبل العدوان الغاشم.
أوضاع إنسانية وأسر مفقودة
من المؤكد أن بين النازحين حالات إنسانية فقدوا أسرهم،  صف لنا أوضاعهم؟
– للأسف هناك الكثير من الأطفال في المحافظة تسبب العدوان في فقدانه لآبائهم ومن يعولهم بعد الله لتتحول حياتهم الى مآس وجحيم والواقع خير شاهد على ذلك .. ويوجد في أوساط النازحين أكثر ألما وجرحا يمكن لفريقك الإعلامي أن يطلع عبر زيارة ميدانية لمن هم في الشريط الحدودي من النازحين ليجد الجواب الشافي لهذه المأساة الحقيقية التي خلفها العدوان لأطفال اليمن ولايزال يمارس نفس الطريقة الممنهجة لحرمان الأطفال من ولأبائهم وأسرهم ويرتكب أبشع جرائمه في حق المدنيين دون ذنب.
مشروع الدعم النفسي
هل لديكم برامج دعم للنازحين نفسيا وكيف تقيموها نفسيا؟
– لقد طرح هذا الموضوع من قبلنا لبعض المنظمات للتدخل في الجانب النفسي للأمهات والأطفال خصوصا في مناطق التماس والتي تتعرض لقصف يومي لأن هذا أثر كثيرا على نفسيات الأطفال وبانتظار تنفيذ مشروع الدعم النفسي للأطفال بمديريتي كشر ووشحة كخطوة أولى كون منظمة رام قدمت الدراسة لهذا المشروع وينقصها إمكانيات التنفيذ ونحن عبركم نناشد المنظمات والجهات ذات العلاقة بالتدخل العاجل والسريع لتنفيذ ذلك.
دور المنظمات ورؤية لخدمة النازحين
كيف تجدون دور المنظمات الإغاثية والإنسانية مع النازحين ؟
– دور المنظمات الإغاثية بطيء في الاستجابة وقد قامت الوحدة التنفيذية خلال فترة وجيزة بتقديم وتنسيق الجهود في تقديم رؤية يمكن أن تجعل دور المنظمات أكثر فاعلية في تقديم الخدمات للنازحين خصوصا وأن هناك مديريات بها نازحون لم تصلها هذه المنظمات بسبب اقتصار نشاطها على مديريات معينة فقط.
تجار المحافظة ودورهم
ماذا عن رجال الأعمال بالمحافظة ..ما الذي قدموه من مساعدات لهذه المخيمات ولنازحيها؟
– رجال الأعمال غالبا ما يتم التنسيق معهم وتقديم خدماتهم عبر حساب الوحدة التنفيذية بالمكتب الرئيسي وفي الوقت الراهن ونتيجة للعدوان والحصار .. فإن هذا الجانب فيه قصور شديد بسبب ما تمر به البلاد من عدوان ضاعف المعاناة على جميع فئات الشعب وإن شاء الله خلال العام 2016م ستقدم الوحدة التنفيذية رؤية لتفعيل هذا الدور.
صعوبات وعوائق
ماهي أبرز الصعوبات التي تواجهها الوحدة التنفيذية لإغاثة النازحين وكيف يتم حلها؟
– إن من أبرز الصعوبات تتمثل في العجز الكبير في سد احتياج النازحين من الغذاء والإيواء، العشوائية لدى بعض المنظمات في عدم التنسيق وتقديم الخدمات،  الارتفاع الكبير في عدد النازحين حيث والسلطات المحلية (البعض منها)  لا يفرق بين النازح والمضيف في القوائم التي ترفع للوحدة التنفيذية ، عدم وجود الإمكانيات المالية للوحدة التنفيذية للنزول والإشراف والمتابعة أكثر لتفقد وضع النازحين بالمخيمات.
إجمالي النازحين
ماذا عن إجمالي النازحين من والى المحافظة وعدد المخيمات ؟
– بلغ عدد النازحين (161142) أسرة بعدد أفراد (1127994) فرداً
ولدينا مخيمات أربعة بمديرية عبس يمكن أن نقول عنها تجمعات سكانية كونها لم تقدم لها الرعاية التي تستحقها.
رسالة للمنظمات
ماهي رسالتكم التي المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية والعالم؟
-الرسالة الأولى للمنظمات: أسرعوا في التدخل لأن النزوح متدفق بشكل يومي وكبير وما تكن استجابة كافية فستحدث كارثة إنسانية.
كلمة أخيرة
هل لكم كلمة أخيرة تحبون توجيهها في نهاية هذا اللقاء؟ ولمن تحبون توجيهها .. الكلمة لك؟
-أناشد عبركم المنظمات والسلطات ورجال الأعمال التدخل العاجل والسريع .. فوضع النازحين يزداد سوءاً وبالأخص في تهامة.
كما لا يفوتنا أن نشكر  الأخ  رئيس الوحدة التنفيذية الأستاذ أحمد الكحلاني والأخ مساعد رئيس الوحدة التنفيذية محمد سعد حرمل وكذلك قيادة المحافظة ممثلة بالأخ اللواء علي بن علي القيسي محافظ المحافظة والأخ الأمين العام نائب المحافظ الشيخ فهد مفتاح دهشوش والأخ مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بالمحافظة عبدالرحمن الملحاني على جهودهم ودعمهم ومساندتهم بما يخفف من معاناة النازحين في هذه الظروف الصعبة.
تصوير/ مازن رشاد

قد يعجبك ايضا