
ينتظر عشاق كرة القدم الأسبانية في جميع أنحاء العالم مواجهة الكلاسيكو التي تجمع بين العملاقين برشلونة وريال مدريد عند الساعة السادسة مساء اليوم السبت في “برنابيو” ضمن منافسات المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الأسباني لكرة القدم.
ويتطلع الجميع إلى متابعة المباراة التي سيسعى فيها الريال لإثبات تفوقه واستعراض قوته بغض النظر عن موقفه في الدوري على حساب غريمه التقليدي برشلونة الذي يتوقع أن يسعى بشتى الطرق للثأر ورد اعتباره من جديد أمام النادي الملكي.
فقد التقى الفريقان يوم الثلاثاء الماضي على ملعب “كامب نو” في إياب الدور قبل النهائي ببطولة كأس ملك أسبانيا ووجه الريال ضربة موجعة للفريق الكتالوني حيث تغلب عليه في عقر داره 3-1 ليتأهل على حسابه إلى نهائي بطولة الكأس حيث كانت مباراة الذهاب انتهت بالتعادل 1-1 في مدريد.
ويتصدر برشلونة جدول الدوري الأسباني بفارق 12 نقطة أمام أتلتيكو مدريد و16 نقطة أمام الريال صاحب المركز الثالث وهو ما يرشح برشلونة بقوة لاعتلاء منصة التتويج بالدوري هذا الموسم من وجهة النظر الواقعية.
ومع كونها محدودة التأثير على هرم الترتيب العام في الدوري إلا أن الوغى الفني المْرتقب بين الغريمين التاريخيين ريال مدريد وبرشلونة يبقى له فرادته لأسباب جمة منها ما هو مْستدام ومنها ما هو ظرفي.
فعملاقا الكرة الإسبانية سيدخلان مباراتهما ضمن الجولة السادسة والعشرين ولكل منهما أهدافهº الفريق الكاتالوني المتصدر بفارق 12 نقطة عن أتلتيكو مدريد الثاني و16 نقطة عن حامل اللقب ينقب عن هويته الفنية المفقودة مؤخراٍ محلياٍ وقارياٍ بعد سلسلة خضات غير مألوفة وضعته أمام تحديات مستجدة فيما يستقصي الضيف المدريدي جرعات معنوية إضافية لما حصده في كأس الملك عله يستطيع إسقاطها قارياٍ حيث جبهته مشوبة ببعض التصدع وهو المْصطدم في دور الـ16 بـ”شياطين” مانشستر الحْمر.
سيحمل “كلاسيكو” اليوم الرقم أربعة هذا الموسم بعيداٍ عن السوبر ومن المْحتمل أن يكون خاتمة مواجهات الحرب المفتوحة لهذا العام بعدما أطاح ريال بنظيره الكاتالوني من نصف نهائي الكأس الثلاثاء الفائت بهزمه إياه في عقر داره 3-1 بعد التعادل ذهاباٍ فيما ظروفهما على المنفذ الأوروبي معقدة وصعبة بعد تعادل ريال على أرضه مع مانشستر ذهاباٍ 1-1 وانزلاق برشلونة أمام ميلان في سان سيرو صفر-2 وبالتالي هما يحتاجان لجهود مْضاعفة وأكثر لتعبيد طريقهما لربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
ربان “لوس ميرينغيس” البرتغالي جوزيه مورينيو سيلجأ على الأغلب لإجراء تغييرات على تشكيلته وهو الناظر بعيداٍ لرحلة الأربعاء القادم في الخامس من الجاري إلى مانشستر لادخار مجهودات نجومه وعليه فإن رؤية البرازيليين مارسيلو وكاكا والكرواتي لوكا مودريتش والفرنسي بنزيمة يتهيأون لصافرة البداية أمر غير مستبعد في ظل كثافة وقرب المباريات القوية.
أما كريستيانو رونالدو “أفضل لاعب في العالم” على حد قول المدافع العائد من الإيقاف سيرخيو راموس قد تصعب رؤيته يتألق كما فعل في الكأس وسجل هدفين إن ارتأى مورينيو إراحته قبل الموعد الأوروبي وهو المنتشي بالظفر المعنوي على أفضل لاعبي العالم حقيقة الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي لم يجلْ في نصف نهائي الكأس ليخسر معركة لا لقب مادياٍ لها.
لكن رغم الغيابات التكتيكية المتوقعة فإن فوز ريال سيكون مطلوبا بشدة وهذا ما أكد عليه الحارس المْصاب ايكر كاسياس: “يجب أن نكون حذرين في الدوري حين لا نفوز تمتعض الجماهير وواجبنا القتال في كل مباراة ومواجهتنا القادمة مع برشلونة لذا يجب الفوز عليهم ومواصلة إيقاف سطوتهم”.
وستكون الأنظار شاخصة نحو ما سينتهجْه ريال من تكتيك دفاعي ضاغط بعدما بات معلوماٍ للقاصي والداني أن إخضاعِ برشلونة لا يتم إلا بالنهج الذي زودنا به مورينيو مع إنتر ميلان وكرره مع ريال بعد إخفاق استعراضات هجومية عقيمة حاول من خلالها إسقاط كاتالونيا بها دون طائل.
كما لن تغرب العيون للحظة عن برشلونة لتفحص وتشخيص حقيقة الوضع الفني للفريق سيما بعد خسارتيه في دوري الأبطال الأوروبي أمام مستضيفه ميلان صفر-2 والكأس المحلية أمام ريال إذ ظهر نجمه الأول ميسي خارج الخدمة رازحاٍ تحت الكماشات الدفاعية كما لاحت “فلسفة القرن الكروية” غير ذي فائدة أمام ما يْمارس أمامها من أساليب ضاغطة لا تبالي بالكرة بقدر ما تكترث بتعطيل مفعول حامليها والشروع بمرتدات قاتلة تدرك هشاشة خط الظهر الكاتالوني.
ويبدو تشخيص حالة برشلونة بدقة سابقاٍ لأوانه رغم خروجه من الكأس ووقوفه على الهاوية أوروبياٍ ذلك أنه لاح منذ بداية الموسم غير متأثر فنياٍ بمغادرة أسطورته جوسيب غوارديولا وتسلم خلفه تيتو فيلانوفا المستمر غيابه قسراٍ لدواع مرضية معروفة إلا أن شكوكاٍ لم ترق لليقين تساور العديدين راهناٍ مع انحدار مستوى تشافي هيرنانديز وعجز النجوم الشابة الأخرى عن انتشال الفريق خصوصاٍ سيسك فابريغاس وبدرو فيما لم تؤت مساعي انيستا ثمارها مع استمرار توهان ميسي.
وغاب الأرجنتيني صاحب 38 هدفاٍ في 25 مباراة في الدوري لحينه الأربعاء عن تمارين فريقه بقيادة المدرب المؤقت جوردي رورا الذي يتولى مهمة تبدو أكبر من خبرته بسبب مرضه حيث عاينه طبيب الفريق في منزله وتبين أنه يعاني من حرارة مرتفعة ووهن عام فطلب منه الخلود إلى الراحة وتناول الدواء كما أعلن النادي الكاتالوني.
وأقر ميسي أن فريقه لم يعتد مواجهة ظروف صعبة مماثلة: “لم نتعود مواجهة هذا الموقف ولكنني أثق كثيراٍ في أن هذه المجموعة من اللاعبين ستعبر المحنة بسلام”.
وعلى نقيض ريال يْتوقع رؤية برشلونة بكامل عتاده خصوصاٍ أن مباراته القادمة مع ميلان بعيدة نسبياٍ في الثاني عشر من الجاري وهو أي رورا سيسعى للإجابة على أسئلة وشكوك النقاد والجماهير بأن انقشاع غيمة الصيف قد دنا وقتها فيما سيحاول مورينيو مواصلة كسر هالة الكاتالونيين وهو الذي بات خبيراٍ بذلك.
وتشهد المرحلة مباراة قمة بين اتلتيكو مدريد الذي بلغ نهائي الكأس مع مضيفه ملقة غداٍ الأحد حيث يأمل الأخير تقليص الفارق مع ريال الثالث فيما يمني أتلتيكو الثاني النفس بتحقيق النقاط الثلاث وخسارة برشلونة كي يقلص الفارق مع الكاتالونيين الى 9 نقاط.
ويلعب اليوم ديبورتيفو لا كورونيا مع رايو فايكانو وأوساسونا مع أتلتيك بلباو وفالنسيا مع ليفانتي وغداٍ الأحد غرناطة مع ريال مايوركا وإسبانيول مع بلد الوليد وريال سوسييداد مع ريال بيتيس والاثنين إشبيليه مع سلتا فيغو.