,الحذر من الحيوانات الضالة والمجهولة وتجنب محاولة إثارتها إحدى الأسس الضرورية للوقاية
إعداد/وهيبة العريقي –
,الحذر من الحيوانات الضالة والمجهولة وتجنب محاولة إثارتها إحدى الأسس الضرورية للوقاية من داء الكلب
داء الكلب مرض معدُ حيواني المصدر العامل المسبب له فيروس دماغي – نخاعي حاد ومميت يصيب الحيوان الأليف والوحشي على السواء بينما يصيب الإنسان بصورة عارضة على إثر عضة أو خدشة من كلب أو من أي حيوان آخر مصاب بهذا الداء أو لتلوث جرح ما في الجسم بلعاب حيوان مصاب.
يبدأ تواجد هذه الجرثومة في لعاب الحيوان خلال عشرة أيام قبل ظهور علامات المرض وفي النهاية يقود المرض إلى وفاة الحيوان المصاب.
الأعراض لدى الحيوانات
للمرض أعراض عديدة تختلف تبعاٍ لنوع الحيوان المصاب وبصفة عامة يمكن تلخيصها في مظهرين:
الهيجان والشراسة:
هذا المظهر له علامات مميزة وهي:
– مهاجمة الإنسان والحيوان من دون سبب.
– فرار الحيوان المصاب من المسكن أو القرية ومهاجمته لأي شيء يجده في طريقة.
– عدم القدرة على الأكل والشرب.
– إصدار صياح خاص ومتواصل.
– كثرة اللعاب.
– شلل الحيوان المصاب ومن ثم موته.
الصمت الأنطواء والغموض:
وعلاماته لا تشمل ظهور الهيجان بصفة واضحة وإنما تنحصر في لجوء الحيوان للجلوس إلى جوار الجدران أو تحت السيارات الواقفة. ويبدو عليه الخمول والكسل فإذا اقترب منه أحد عضهº وبعد ذلك يْشل الحيوان ويموت في غضون مدة قصيرة.
الأعراض لدى الإنسان
تبدأ شكوى المريض بالإحساس بالخوف والحمى والصداع وفقدان الشهية والغثيان وألم عند موضع جرح عضة الكلب أو الحيوان المصاب بداء الكلب.
وبتقدم المرض تتشنج عضلات البلع لدى المريض ويتوجس خيفة وهلعاٍ من الماء يعقب ذلك تشنجات بالجسم وهوس في يومين أو أكثر بعدها يصل المريض إلى مرحلة الشلل التي تنتهي بالوفاة خلال عشرة أيام.. إذ تنتج الوفاة أساساٍ من الشلل التنفسي.
فترة الحضانة
تتراوح حضانة المرض بين ( 3و8) أسابيع تختلف تبعاٍ لعدة عوامل:
– موقع الجرح من حيث كثرة وجود الأعصاب وقربه من المخ.
– شدة ونوع الجرح.
– العمر فكلما كان العمر أصغر قصرت فترة حضانة المرض.
– الحماية التي توفرها الملابس.
طرق العدوى
لا يعتبر داء الكلب من الأمراض السارية التي فيها قابلة للعدوى من إنسان إلى آخر باستثناء تعرض شخص لعضة من آخر مصاب على الأرجح أما انتقاله من حيوان إلى حيوان آخر أو منه إلى الإنسان فمن خلال الطرق التالية:
– عضة الحيوان المصاب بداء الكلب.
– خدش الجلد إن كانت بفعل قطعة أو ما شابهها من ذوات المخالب مستودعاٍ للعدوى يمكن بمخالبها الملوثة باللعاب أن تنقل العدوى.
– الأغشية المخاطية لشخص مصاب.
إجراءات للحماية
يتعين على من تعرض لعضة أو خدش من حيوان أليف أو متوحش أو حتى لحسة على موضع جرح سرعة اتباع الإجراءات الإسعافية والوقائية التالية:
– غسل موضع الإصابة جيداٍ بالماء والصابون.
– سرعة التوجه إلى أقرب مركز صحي لتلقي الإسعافات الأولية والنصح والإرشاد.
– العمل بتوصيات ونصائح العاملين في المركز الصحي إزاء الخطوات الواجب على المصاب اتباعها أو عملها.
– حجز وعزل الحيوان العاض – إن أمكن – وعرضه على البيطري – إن وجد – خلال الأربع والعشرين ساعة التي تعقب تلقي العضة لوضعه تحت الرقابة البيطرية أو خضوعه لرقابة مالكه لمدة عشرة أيام على الأقل. أما إذا كان الحيوان لا يعْلم له صاحبه ولا يعْرف له مكان فعندها يقْطع رأسه ويتم إيصاله إلى أقرب مختبر بيطري لفحصه في نفس اليوم.
– التوجه إلى أقرب مركز لمكافحة داء الكلب وتلقي اللقاح المضاد للمرض خلال فترة المراقبة.
– في حال إن مات الحيوان أو هرب أو تغير سلوكه أثناء فترة المراقبة يجب إبلاغ البيطري – إن وجد – أو السلطة المحلية والعمل على استكمال باقي جرعات اللقاح في مواعيدها المحددة.
– قتل الكلاب والقطط غير الملقحة إذا تعرضت للعض من حيوان مصاب بداء الكلب.
وفي حال أن أصيب شخص بمرض الكلب وجب عليه:
– ارتداء المرافقين القريبين من المريض والقائمين على رعايته قفازات مطاطية وملابس واقية وتطعيم كل من لديهم جروح مفتوحة أو غشاء مخاطي معرض للعاب المريض.
– تطعيم الأفراد الأكثر عرضة للخطر بلقاح داء الكلب.
– التطعيم بعد التعرض للإصابة وعلاج الجروح.
– المعالجة الموضوعية بالمصل للمصاب بالمرض.
– عزل المريض طيلة فترة مرضه وتوفير الرعاية الطبية المناسبة له وتطبيق التطهير بالنسبة للعاب والأدوات الملوثة به.
الوقائية وتدابيرها
الحذر من الحيوانات الضالة والمجهولة وتجنب محاولة إثارتها إحدى الأسس الضرورية للوقاية من داء الكلب وهناك مجموعة تدابير وقائية أخرى كتوفير الطعام الكافي لحيواناتنا الأليفة لاسيما ( الكلاب والقطط) ومنعها من التشرد مخافة إصابتها بداء الكلب المريع.
وكذلك الحرص على تطعيم الحيوانات الأليفة ضد داء الكلب وعلى وزارة الزراعة ممثلة بالإدارة العامة للبيطرة أن تتولى تطعيم الكلاب والقطط المملوكة مقابل رسوم رمزية.
في الختام.. لتعلم أخي القارئ أن داء الكلب مرض قاتل للإنسان والحيوان على حد سواء والتطعيم باللقاح المضاد له هو الوسيلة الوحيدة لتجنب وتلافي خطره وليكن بمعلوماتك أن تشرد الكلاب أو القطط التي في حيازتك تعرضها للقتل من طرف البلديات ورجال الأمن في حال انتشار هذا الداء لذلك يجب إبقاؤها حبيسة حتى لا تختلط بالحيوانات الأخرى تلافيا لخطر العدوى.
المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان.