لحظة يا زمن..تقطيعات .. وهواجس

محمد المساح
هذا الشجن المغلف بالرغبة .. التي تصل إلى العتبات وبعدها , تقف الرغبة هناك .. لا تدري أهو مقفل أم مفتوح .
وفي ذلك الانتظار اللا مجدي يظل الشجن يسري في العروق ينساب غامضاً وحزينا.
اللون الأسود حريري  ناعم الملمس , حين تقترب لتلمسه يفرد بعيداً , وتعود الأصابع منكسرة حيث لم تستطع لمسه .
أهو سواد اللون ..الذي يجعل من بداخله خفياً .. يرى ولا يرى .
مسألة لا أحد يقدر أن يفتي فيها أو يعض الحروف وحدها ..من توصف ولا تدخل في التفصيلات .
الحلم يستطيع تصويره الحكائيون والرواة لكنه في هذا الزمن انتظار للذي يأتي ولا يأتي فالحلم الآن أشبه برجل خرج من التاريخ ولم يكتب التاريخ عنه كلمة , ولا مراء ..في صدق القول لـ شوبنهاور حين قال:
“العالم حلم يجب أن نتوقف عن حلمه ”
كما يحدث للإنسان من تبدلات وتقلبات الأحوال , يحدث أيضاً للأمكنة ..أن تذبل .. وإن ظلت قائمة في حيزها .
وكما يحدث للإنسان في عبوره المستمر بين الحياة والموت ويترك البعض أثارهم, وروائحهم  المعتقة يحدث  ذلك للأمكنة نفس الحال .
لكنها الفرادة  والتميز الخاصيين اللتين تعطي للأمكنة عبقها التاريخي .. وتلك العتاقة الدائمة التي لا تزول .. تعطى للأمكنة التي اعتبرت أو في سبيل اعتبارها أنها ذبلت , تعود تلك الأمكنة في دورةٍ جديدة .. لتحتل الصورة والمشهد ..وكل إحلال أو تبديل  تظل مسألة عابرة ومؤقتة .

قد يعجبك ايضا