ن …..والقلم..أحكام جاهزة …من رؤوس فارغة !!
عبدالرحمن بجاش
لا يفاجئك , بل يؤكد القاعدة السيئة لإصدار أحكام جاهزة على الآخرين بدون أدنى أساس !!! . لقد تعودنا , ولعبت الحزبية تحت الأرض دورها في تنمية وتشييد هذا البناء الحقير من الأحكام الجاهزة يطلقها أي كان في أي وجه !!! , كذلك الغبي الذي لا يدري عن الدين شيئا فتجده يضع نفسه في موقع الناصح , وهو لم يتقن إلى اللحظة كيف (( يحلق ذقنه )) , وتجده يمط شفتيه (( الدين النصيحة )) فيضع نفسه في موقع الناصح , ويضعك أمامه الطرف المنصوح , لتصرخ في وجهه (( من ينصح من ؟؟؟)) !!!. يأتي الأول فيرمي في وجهك قفازه المتسخ فتقرأ عليه عبارة أوسخ (( للأسف فقد خذل الناس ………..)) , تضحك من شر البلية , ففلان هذا لا يعرفك , وقرأ لك عبر احد أصحابه نصف مرة في العمر , تراه (( يعوج )) المشده ويطلقها (( للأسف فقد ارتمى في أحضان ……….)) , فتعلو ضحكتك أكثر , فيفاجئك أو يظهر أمامك فجأة أحدهم الآخر (( يا رجل بطل الطيبة واكتب بشجاعة )) فتفرد فمك على آخره , وتقول له : (( بأي حق تقيمني وأنت لست مؤهل لذلك )) فلا يدري ما تقول ولا يعرف ما يقول , لتلحقها في وجهه (( ملعون أبو الزمن اللي جعل احد مثلك يقيم واحد مثلي )) ,. وببلادة منقطعة النظير تراه لا يفقه ولا يدري ولا يُدرك , عليك أن تتركه كالبهيمة يعوي ما شاء له أن يعوي مع الاحترام الشديد للكلاب تحديدا !!! . ماذا يمكن لك أن تقول أمام هذا السيل الجارف من الأحكام الجاهزة يطلقها من ليس بالكفاءة التي تؤهله لتقييم الآخرين والأكبر منه قدرة وإدراكا , فقد جاء صاحبي يشكو بمرارة من حكم جاهز أطلقه احدهم في وجهه (( أنت بعت القضية )) , فقلت له فورا : لا عليك انتظر لبعض الوقت وسترى أين ستكون نهايته , كما قالها ذات مرة المرحوم د. عبد الكريم الارياني وقد دعا أحدهم ليصعد إلى جانبه في المنصة , لكنه رد : لا يشرفني أن أجلس تحت تلك اليافطة , رد الارياني بابتسامة معهودة : تعال والعبرة في المختم , ليختمها صاحبنا بالفعل بين أقدام أصحاب اليافطة !!! , صاحبي قلت له : انتظر صاحبك لأشهر وسترى , أتاني مؤخرا يضحك , قلت أكيد صاحبك انتهى إلى …….فلم يتركن أكمل : بل انتهى إلى ما دون الإقدام !!!! , قلت إذا يا صاحبي لا تعير أصحاب الأحكام الجاهزة وهم في جملتهم مزايدين أي اعتبار , اعمل اعتبار لذلك الذي يظل على مبدأ حتى وان قيمك فلك الفخر في تقييمه لك , أما ما دون ذلك فارم في أقرب سلة مهملات حتى لا أقول ما هو أسوأ…………, والأمر لله من قبل ومن بعد .