كتب/ وليد المشيرعي –
لايعلم الذين يمارسون أعمال الإرهاب بإسم الدين الإسلامي الحنيف أنهم إنما يسيؤون لهذا الدين القيم الذى نهى عن القتل وترويع الامنين والمستامنين .. ومن المؤسف أن هؤلاء النفر الذين عميت أبصارهم عن الأدلة الشرعية القاطعة التي تحرم قتل النفس وترويعها قد استمرأوا السير في طريق الضلالة وباتوا لايفرقون بين معاهد أو مسلم في عملياتهم التي يزعمون انها جهاد لإعلاء راية الدين والدين منها براء .
الشاب النمساوي دومينيك نيبور الذي قدم إلى صنعاء لدراسة اللغة العربية والاقتراب من الثقافة الإسلامية وجد الكثير من الناس يصافحونه ويبتسمون له ويغدقون عليه كرم الأخلاق الإسلامية وروحها الفياضة بالخير لترتسم في ذهنه صورة مشرقة عن هذا المجتمع وثقافته الرائعة فأخذ ينقلها إلى أهله البعيدين وأصدقائه على بعد آلاف الأميال مؤكدا◌ٍ لهم عظمة الإسلام وروعته ودماثة أبنائه .
عصابات الإرهاب كعادتها كانت بالمرصاد لهذه الصورة الجميلة فأبت إلا تعكيرها وبإسم الإسلام قامت بخطفه من قلب العاصمة صنعاء واقتادته إلى جهة مجهولة منذ نهاية العام الماضي قبل أن تظهره على اليوتيوب وبندقية في رأسه معلنة (هذا ديننا) ومطلبنا 10 ملايين دولار فقط ..ويالها من مصيبة فادحة ألحقت أخطر الضرر بصورة أبناء هذا البلد المسلم .
وفيما تتجه الأنظار إلى علماء بلادنا بانتظار تدخلهم لإدانة هذه الجريمة المسيئة للإسلام والمسلمين ومناشدة الخاطفين بإطلاق سراح الرهينة كما فعل شيخ الأزهرالدكتور أحمد الطيب قال الأستاذ نصر طه مصطفى مدير مكتب رئاسة الجمهورية ¡ إن قضية المختطف النمساوي تأتي من الاولويات الشخصية للرئيس عبدربه منصور هادي وأنه يتابع القضية شخصيا .
وأكد مصطفى أن كافة الجهات المعنية تولي هذه القضية اهتماما بالغاº مشيرا◌ٍ إلى أن الأجهزة الأمنية باشرت فور تلقيها بلاغا باختطافه باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة للبحث عن الخاطفين وتعقبهم وضمان الإفراج عنه بسلام.
واعتبر مصطفى اختطاف أي مواطن أجنبي عملا◌ٍ مدانا◌ٍ ومرفوضا◌ٍ من جميع أبناء اليمن ويتنافى مع أخلاقيات مجتمعنا الفاضلة وقيمه النبيلة ¡ فضلا عن كونه محرما شرعا ومجرما قانونا .
والدا الشاب النمساوي دومينيك نيبور ناشدا الخاطفين سرعة الافراج عن ابنهم ¡ وفي تسجيل على اليوتيوب
قالا «باسم أسرة دومينيك أناشد من أعماق قلبي من أجل الإفراج السريع الآمن عن ابني أرجو أن تظهروا كرمكم وتعيدوه إلينا».
وتقدما بالشكر لشيخ الأزهر أحمد الطيب على مناشدته التي قدمها للخاطفين من أجل الإفراج السريع عن ابنهم البريء الذي كان تحت حماية المجتمع اليمني المسلم¡ كما تقدما بالشكر للجالية المسلمة في النمسا لإدانتها الاختطاف.
من جانبها توسلت أم دومينيك للمساعدة في إعادة ابنها دومينيك إلى وطنه سالما¡ وقالت إن دومينيك يحترم و ي◌ْجل ثقافة بلدكم ويكافح من أجل دراسة اللغة العربية¡ إنه ابن طيب إلى أبعد حد ويحمل قيما عالية تجاه أسرته¡ واضافت إن أخاه الأصغر وجد◌ِøه◌ْ الذي سيبلغ المائة من العمر وجدته وأنجيلا وأباه وأنا كلنا جميعا يائسون ونعاني بسبب الخوف والشك¡ أناشدكم مساعدتكم لإعادة ابني إلى أسرته سالما».
واختتمت كلامها بالقول دومينيك¡ «إننا نفكر فيك دائما¡ إننا نحبك وسنقوم بأي شيء لمساعدتك».