تنديد دولي واسع بالجريمة ..والمجالس الإسلامية في اليمن تعتبرها مطابقة لجرائم داعش
السعودية تعدم الشيخ النمر وتؤجج نيران الفتنة الطائفية في العالم الإسلامي
الثورة/ متابعات
أثارت جريمة النظام السعودي إعدام الشيخ العلامة نمر باقر النمر موجة عاصفة من الغضب الشعبي والرسمي بامتداد العالم الإسلامي ، وعبر الكثير من رجال الدين والسياسيين عن صدمتهم بهذه الجريمة التي اعتبروها بمثابة صب المزيد من الزيت على نار الفتنة الطائفية بين المسلمين في شتى أنحاء العالم .
وتشهد مدن شرق السعودية حالة من التوتر الشديد حيث تمكن المئات من المواطنين السعوديين، أمس السبت من الخروج والتظاهر في منطقة القطيف التي أعلنت النفير العام داخل المدينة ، احتجاجاً على إقدام نظام آل سعود على ارتكاب جريمة إعدام العلامة المجاهد نمر باقر النمر ومجموعة آخرين من المناهضين لنظام العائلة الحاكمة في السعودية.
يأتي ذلك، وسط استنفار من قبل قوات الأمن والجيش السعودي ، حيث توجهت مدرعات سعودية الى محافظة القطيف التي أغلقت فيها مراكز الشرطة عقب ارتكاب السلطات للجريمة وخوفها من التداعيات .
وكانت السلطات السعودية أعلنت أمس إعدام الشيخ نمر باقر النمر الذي اعتقل قبل 3 سنوات خلال الاحتجاجات التي عمت شرق السعودية العام 2012 للمطالبة بحقوق المواطنين ورفع الظلم الواقع عليهم من قبل السلطات.
جريمة الإعدام التي دشن بها النظام السعودي العام 2016 ، ضمت إلى جانب الشيخ النمر 46 سعوديا تمت إدانتهم بتهم الإرهاب في محاكمات افتقدت إلى أبسط الإجراءات القانونية ـ بحسب منظمات حقوقية دولية ـ .
المجالس الإسلامية في اليمن تدعو إلى مزيد من التوحد
وفي هذا السياق أدانت المجالس الإسلامية في اليمن( الزيدي والصوفي والشافعي) الجريمة النكراء التي أقدمت عليها السلطات السعودية بتنفيذ حكم الإعدام بحق العلامة الشيخ نمر باقر النمر.
وحملت المجالس الإسلامية في بيان تلقته وكالة (سبأ) السلطات السعودية تبعات إقدامها على إعدام الشيخ النمر لأسباب سياسية بحتة تتعلق بحق التعبير عن الرأي .. مشيرا إلى أن هذه الجريمة لا تختلف عن جرائم عناصر ما يسمى “داعش”.
ودعا البيان أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى مزيد من التوحد والوقوف صفاً واحداً لرفض أبواق الفتنة والتضليل الصهيوني التي تسعى من خلال أدواتها الوهابية في المنطقة ” مملكة آل سعود ووسائل إعلامهم، وتنظيم داعش وأدوات توحشها” لإثارة الانقسامات والحروب بين أبناء الأمة الإسلامية تحت شعارات مذهبية وطائفية مفتعلة وكاذبة.
وأكد المجلس الزيدي الإسلامي والمجلس الصوفي الإسلامي والمجلس الشافعي الإسلامي أن السبيل الوحيد لإنعتاق الأمة من ويلات التقاتل والاحتراب هو الوعي بطبيعة الصراع مع العدو الصهيو- أمريكي الذي يدفع المسلمين باتجاه الفتنة والصراع الداخلي فيما بينهم، فيما هو يفرض سيطرته على الأرض وينهب المزيد من ثروات الأمة والشعوب.
وقال البيان ” حان الوقت لأن يعرف الجميع بأن نظام آل سعود ليس إلا أداة طيعة بيد العدو الصهيوني المحتل لأرضنا ومقدساتنا في فلسطين، ويجب أن يتعامل كل مسلم غيور على دينه ومقدساته في فلسطين ومكة على أساس أن آل سعود خانوا الله وخانوا أماناتهم وأنهم مجرد عملاء لأعداء الإسلام والمسلمين “.
وابتهل البيان إلى المولى عز وجل الرحمة والغفران لشهداء المسلمين جميعاً، وأن يوحد شمل الأمة وينصرها على عدوها الصهيو- أمريكي وأذياله في المنطقة، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
أنصار الله : النظام السعودي تجاوز كل الحدود
كما أدان المجلس السياسي لأنصار الله الجريمة البشعة التي أقدم على اقترافها النظام السعودي المجرم بإعدام الشيخ نمر باقر النمر .
وأكد المجلس السياسي لأنصار الله في بيان صادر عنه أمس، تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، أن الجريمة التي أقدم عليها نظام آل سعود المجرم تأتي في سياق توجهاته وسياساته الهوجاء في المنطقة .. لافتا إلى أن النظام السعودي يسعى دائما إلى إثارة المشاكل وافتعال الأزمات والحروب ويحرص على إعطاء هذه الفوضى التي يصنعها خدمة لأعداء الأمة بعداً طائفياً أو مذهبياً أو مناطقياً أو عرقياً بهدف تعميق الفوضى وتعزيز الانقسامات في جسد الأمة .
وأشار البيان إلى أن النظام السعودي العميل والخائن لدينه وأمته وشعبه قد تجاوز الحدود في كل شيء حيث أوغل كثيرا في دماء الأمة ودماء شعبه المظلوم الذي صبر طويلاً على أذى هذا النظام المتجبر لأمته وشعبه وهو يعربد في كل الأرجاء قتلا وفجورا وخرابا.. مؤكدا أن صبر الشعب المسلم المظلوم والمضطهد والحر والأبي في المملكة لم يعد له متسع ولا للصمت مكان وإن غضبته اليوم لن يجد منها هذا النظام المستبد والعميل ملجأ أو عاصما ولن تنفعه أمريكا ولا إسرائيل حيث لا عاصم اليوم من أمر الله.
وقال المجلس السياسي في بيانه ” إن مشكلة الاستعباد ومصادرة الحقوق والحياة والحرية والكرامة هي نفسها التي تعاني منها أمتنا اليوم ، مشكلة الاستعباد الذي تريده أمريكا وإسرائيل لأمتنا، والتحكم في كُلّ شيء في واقعها وحياتها، حيث تسعى جاهدة إلى تفكيكها وبعثرتها وتمزيقها بغية السيطرة التامة عليها وإخضاعها وإذلالها واستعبادها، وبُغية الاستغلالِ لها إنْـسَـاناً وأرضاً وخيراتٍ وثروة” .
وأضاف “إن مشروع البعثرة والتفكيك اليوم هو مشروع رئيسي للأَعْـدَاء، وللأسف إنه يتَحَـرّكُ في داخل الأُمَّــة على أيد محسوبة عليها سواء كانت جماعات أو أنظمة كالنظام السعودي الجائر ، وَالجماعات التي أنتجها وفرّخها وصنعها مع أَمريكا وإسرائيل في أوساط الأُمَّــة، بهدف بعثرتها وتفكيكها وتجزئتها وتفتيتها طائفيا ومذهبيا ومناطقيا وعرقيا بما لا يبقى لها أي كيان وتصبح حينها مطوعة للأعداء يفعلون بها ما يشاؤون ، في هذا السياق وانطلاقا من هذا المشروع يرتكب نظام آل سعود ومن خلفه أمريكا وإسرائيل جرائمه في كل المنطقة حتى بحق أبناء شعبه كالجريمة التي ارتكبها اليوم بإعدام أحد علماء المسلمين من أبناء شعبه وهو الشيخ الشهيد المظلوم نمر باقر النمر”.
ولفت البيان إلى أن تحالف العدوان مستمر في أعمال القتل والتدمير والحصار والخراب ويتخد من المجتمع الدولي مظلة لاستمرار أعمال الإبادة والقتل والغزو المباشر لدولة ذات سيادة دون أي مبرر أو مسوغ سوى الإرادة الشريرة في استهداف الشعب اليمني والسعي إلى استعباده ومصادرة حقه في الحياة والوجود بحرية وكرامة ..
وقدم بيان المجلس السياسي لأنصار الله العزاء والمواساة إلى كل أبناء الشعب الشقيق والمظلوم في المملكة في استشهاد الشيخ نمر باقر النمر على أيدي نظام آل سعود الظالم والمتغطرس الذي لم يراع أي حرمة ولم يعد يتحرج تجاه ارتكاب أي جريمة ..موضحاً أن النظام السعودي يقتل كل يوم على مدى حوالي عشرة أشهر العشرات من العلماء والأطفال والنساء والرجال من أبناء شعبنا اليمني دون وجه حق ودون أي ذنب .
حزب الحق : الجريمة تحد صارخ لمشاعر ملايين المسلمين
عبرت اللجنة التنفيذية لحزب الحق عن إدانتها واستنكارها للإجراء الظالم الذي أقدمت عليه السلطات السعودية بتنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ المجاهد نمر باقر النمر، ضاربة عرض الحائط بكل الأعراف والشرائع الدينية والإنسانية، وفي تحد صارخ واستفزاز لمشاعر ملايين المسلمين ودعاة حقوق الإنسان في أنحاء العالم.
وأوضحت اللجنة التنفيذية لحزب الحق في بيان تلقته”سبأ ” أن هذه الجريمة، تضاف إلى سجل جرائم النظام السعودي بحق مواطني نجد والحجاز، وأبناء الأمتين العربية والإسلامية، والتي بلغت ذروتها بعدوانها الهمجي على اليمن وتحالفها مع أمريكا والكيان الصهيوني، في هذا العدوان الهمجي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ما بين شهيد وجريح وملايين المشردين والمتضررين وهدم البنى التحتية في طول البلاد وعرضها لتبرهن السعودية للعالم أنها صانعة وممولة الإرهاب والإجرام على مستوى العالم.
ودعا البيان القوى والأحزاب السياسية اليمنية إلى إدانة هذه الجريمة، والتعبير عن التضامن مع الحركة السياسية في إقليم الأحساء المطالبة بحقوق المواطنة المتساوية وتحميل الإدارة الأمريكية والغرب وما سُمِّي بمنظمات حقوق الإنسان المسؤولية عن هذه الجريمة لتواطئها مع النظام السعودي وصمتها عن جريمة اعتقال ومحاكمة الشيخ النمر الهزلية التي استمرت سنوات دون أن تحرك ساكنا.
وأهابت اللجنة التنفيذية لحزب الحق بأحرار المملكة التحرك في مواجهة صلف وغطرسة حكم آل سعود العميل وانتزاع حقوقهم المشروعة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
رابطة علماء اليمن
إلى ذلك اعتبرت رابطة علماء اليمن جريمة إعدام العلامة المجاهد نمر باقر النمر جزءاً من خطة صهيونية لإثارة الفتنة بين المسلمين يشترك حكام آل سعود في تنفيذها بشكل مباشر .
وقالت الرابطة في بيان لها أمس ” نؤكد على إدانتنا الشديدة للنظام السعودي واستنكارنا لتنفيذ حكم الإعدام الجائر بحق العلامة النمر، ونعتبره قتلاً للنفس المحرَّمة بغير حق وجزءاً من خطة صهيونية لإثارة الفتنة بين المسلمين يشترك حكام آل سعود في تنفيذها بشكل مباشر”.
وحمّل بيان الرابطة نظام آل سعود المسؤولية المباشرة جراء ردود الفعل الرسمية والشعبية الساخطة التي قال إنها لن تقف عند حد المظاهرات والمسيرات الغاضبة، بل ستتحول لثورة عارمة تقتلع جذور الفتنة والإجرام الوهابي التي صنعتها دوائر المخابرات البريطانية إبان فترة الاستعمار، كما قال البيان .
وأعربت الرابطة في بيانها عن تعازيها لأسرة الشهيد المجاهد الشيخ العلامة نمر النمر، كما هي لكل شهداء الأمة في معركة التحرر من الهيمنة والاستكبار الصهيوأمريكي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
طهران : السعودية ستدفع ثمنا باهظا
من جهته نشر المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، في حسابه على “تويتر”، رسالة تشيد برجل الدين الذي أُعدم في السعودية، أمس، قائلاً في عبارة بالإنكليزية مرفقة بصورة للنمر، أن “الصحوة لا يمكن قمعها”.
وحملت صفحة خامنئي أيضا صورة تقارن بين السعودية وتنظيم “داعش”، في إشارة إلى أن الجانبين يقومان بإعدام المعارضين.
الخارجية الإيرانية أدانت كذلك إعدام المعارض السعودي نمر باقر النمر، متوعدة حكومة الرياض بدفع ثمن باهظ لهذا الإجراء الذي أقدمت عليه. وقال المتحدث باسم الخارجية، حسين جابر أنصاري، إن “السياسة اللامسؤولة للحكومة السعودية ستدفع بسببها ثمنا باهظا.
من جهته، استنكر آية الله خاتمي، عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني إعدام السعودية المعارض نمر باقر النمر، داعيا منظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ موقف إزاء ذلك.
وصرح خاتمي بأنه يتوقع من منظمة التعاون الإسلامي اتخاذ موقف واضح من عملية إعدام رجل الدين نمر باقر النمر، مشيرا إلى أنه سيطلب من الجهاز الدبلوماسي الإيراني اتخاذ موقف حازم بهذا الصدد.
المجلس الإسلامي في لبنان
وفي نفس السياق، استنكر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان تنفيذ حكم الإعدام في رجل الدين السعودي النمر ووصفه بـ “الخطأ الفادح”.
واعتبر نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان أن “إعدام الشيخ النمر إعدام للعقل والاعتدال والحوار”.
العراق .. تحذيرات من فتنة طائفية
في غضون ذلك، شجب الائتلاف العراقي الحاكم في العراق تنفيذ السعودية حكم الإعدام في الشيخ نمر النمر، وقال نائب في الائتلاف إن هذه الخطوة يراد منها إذكاء الفتنة الطائفية و”إشعال المنطقة”.
وقال محمد الصيهود النائب في البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون الحاكم إن “هذا الإجراء المتخذ من جانب الأسرة الحاكمة في السعودية يراد منه إشعال المنطقة من جديد وإذكاء نار الفتنة الطائفية وخلق أزمة جديدة إضافة للأزمات التي تشهدها المنطقة”.
المجلس الدولي لدعم
المحاكمة العادلة
كما أعرب المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان عن صدمته من إعدام آية الله الفقيه الشهيد الشيخ نمر النمر .
وقال المجلس في بيان له أمس ” إن تنفيذ الحكم تم في مطلع عام جديد كنا نريده عام سلام ومراجعة، كما كنا نأمل، إلا أننا فوجئنا بالإعلان عن تنفيذ أحكام الإعدام ضد ناشطين سياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان”. وأضاف إنه “يضع هذا الأمر برمته امام المجتمع الدولي وأمين عام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكافة الهيئات والمنظمات الدولية الحكومية والأهلية المعنية بحقوق الإنسان ليطّلعوا بمسئولياتهم التاريخية في التصدي لما يحدث من استهداف للأمن والسلم الدوليين ولحقوق بني البشر وحياتهم”.
وتابع بيان المجلس” نذكّر المجتمع الدولي والدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة الموقّعة على الاعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي تنصّ بنوده صراحة على حق كل إنسان التمتع بكافة الحقوق والحريات دون أي تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، بحسب المادة الثانية من الاعلان، وكما جاء في المادة الثالثة بأن لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه”.
واعتبر المجلس “إقدام السلطات السعودية على تنفيذ حكم الاعدام بحق عالم الدين الشيخ نمر النمر يمثل انتهاكاً صريحاً لمواد الإعلان العالمي لحقوق الانسان”.
الإتحاد الأوربي .. قلق بالغ حيال حرية التعبير
أعرب الاتحاد الأوروبي أمس عن “قلقه البالغ” بعد اعدام رجل الدين الشيخ نمر النمر في السعودية.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان ان “الحالة الخاصة للشيخ نمر النمر تثير قلقا بالغا حيال حرية التعبير واحترام الحقوق المدنية والسياسية الأساسية والتي ينبغي ان تصان في كل الحالات، بما في ذلك إطار مكافحة الإرهاب”.
واعتبرت موغيريني ان “من شان هذه الحالة ان تزيد من اشعال التوتر الطائفي الذي يوقع أصلا اضرارا كبيرة في المنطقة”.
وفي هذا السياق، دعا الاتحاد الأوروبي السعودية الى “تعزيز المصالحة بين مختلف مكوناتها”، مطالبا جميع الأطراف بالتحلي ب”المسؤولية وضبط النفس”.
وكررت موغيريني في البيان “رفض (الاتحاد الأوروبي) الشديد” لعقوبة الإعدام وخصوصا في إطار عمليات الإعدام الجماعية.