رغم العدوان والحصار وتداعياتهما على حياة الناس:

اليمنيون ينتصرون لمبادئهم الأصيلة وقيم التكافل الاجتماعي
هكذا هم اليمنيون يظلون على عهدهم متمسكين بقيمهم وعاداتهم الاجتماعية الأصيلة ومبادئهم الإنسانية الراقية مهما كانت الظروف والتحديات.
العدوان السعودي الغاشم ومارافقه من حصار مطبق طيلة التسعة الأشهر الماضية وما خلفه من تداعيات متعددة وكارثية على حياة اليمنيين كانت له أيضا جوانب ايجابية كثيرة في المجتمع اليمني لم يشعر بها المعتدون ولم تخطر بعقولهم ونفسياتهم المأزومة.
وأظهرت هذه المحنة كم أن هذا الشعب عظيم وكيف يكون تعاضده وتماسكه مع بعضه البعض في أوقات المحن والملمًات الكبرى.

تحقيق – زهور السعيدي

صور رائعة
لقد رأى اليمنيون ومعهم العالم صورا رائعة من التكافل الاجتماعي ومساعدة اليمنيين لبعضهم البعض من اجل التغلب على الكثير من الصعاب الناجمة عن العدوان والحصار وأثارهما التدميرية على الحياة اليومية للمواطنين.
الإيثار
مع الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وكذا شحة المشتقات النفطية وخاصة مادة الغاز المنزلي جراء الحصار والإجراءات المفتعلة من قبل دول تحالف العدوان لمنع وعرقلة عملية دخول الاحتياجات والمواد الأساسية إلى البلاد برزت في المجتمع اليمني صورا رائعة ونماذجاً رفيعة من أشكال التعاون والإيثار بين أفراد المجتمع رجالا ونساء كبارا وصغارا على حد سواء..
ويقول عبدالله المحرقي وهو مواطن من أبناء مديرية آزال بأمانة العاصمة بأنه مثل جيرانه اعتمد على الحطب في الطبخ المنزلي عندما انعدم الغاز ، مشيرا إلى أن هذه العملية شهدت تعاونا مثاليا بين أبناء الحي الذي يسكن فيه بمنطقة نقم إذ فتح الجيران منازلهم لبعضهم البعض وأصبح بإمكان كل من لا يمتلك “تنورا” الاستعانة بجاره في عملية الطبخ في صورة مشرقة جسدت مدى تماسك ووحدة وتعاون المجتمع ليس في هذه المسألة فقط بل في كافة مناحي الحياة واحتياجاتها اليومية ..أما أم عمار وهي سيدة في العقد الرابع من العمر وأم لـ11ولدا وبنتا فقد جندت نفسها وأولادها لتعهد احتياجات جيرانها من أبناء الحي من المياه وغيرها من الضرورات الحياتية اليومية والعمل على جلبها وخاصة المياه إلى منازل جيرانها ممن ليس لديهم من يقوم بجلب الماء إلى المنازل من الخزانات الكبيرة التي نُصبت في كل الأحياء الشعبية من قبل فاعلي خير عكسوا من جانبهم بهذه المبادرات الإنسانية الرائعة نماذج حضارية مشرفة وسلوكا مميزا يتصف به أبناء هذا الشعب اليمني الأصيل والذي يظل وفيا له مهما بلغت صعوبات وتعقيدات الحياة.
مبادرات شبابية
التعاون والتكافل الاجتماعي تجلى في أروع صوره في أوساط المجتمع اليمني والأسرة اليمنية خلال العدوان السعودي وحصاره الشامل طيلة الأشهر التسعة الماضية ولم يتوقف هذا السلوك الإنساني الرفيع الذي اتسم به الإنسان اليمني عند حد معين فقد تنوعت وتعددت أشكال التكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع بتنوع أساليب العدوان ووحشيته في الفتك والبطش باليمنيين وتدمير مقومات حياتهم فسارع الشباب كغيرهم من فئات المجتمع إلى تبني مبادرات تطوعية لتقديم المساعدة والعون للمتضررين من العدوان بصورة مباشرة وخاصة النازحين ممن استهدفت الصواريخ منازلهم واضطرتهم الى النزوح واللجوء إلى المخيمات والمدارس والأماكن العامة..ويقول الشاب محمد بجاش وهو مسؤول في منظمة “سوى نبنيها لغد أفضل: إن جميع الأنشطة التي تنفذها المبادرة التي تبناها مع عدد من اقرانه الشباب في مساعدة المتضررين من العدوان تتم بجهود ذاتية وان لدى هؤلاء الشباب قناعة راسخة بأن عليهم مسئوليات تجاه أبناء المجتمع وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد بسبب العدوان والحصار وتداعياتهما السلبية على حياة المواطنين.
يد الأمم الإنسانية
من هذه المبادرات التطوعية الرائعة التي تبناها عدد من الشباب بجهود ذاتية “منظمة يد الأمم الإنسانية” التي تم إشهارها رسميا الأسبوع الماضي في صنعاء.
ويقول الفنان الشاب ابراهيم الطايفي وهو رئيس هذه المنظمة: إن إنشاء منظمة يد الأمم الإنسانية في هذا الظرف الحرج الذي تمر به البلاد جراء العدوان إنما جاءت من باب الحرص على الإسهام الفاعل في مساعدة المتضررين وتسهيل دعم واغاثة المحتاجين والفقراء ووضع بصمة ايجابية في إزالة بعض السلبيات والتداعيات الناجمة عن العدوان والحصار.
ويضيف الفنان الطايفي في حديثه لـ (القضايا وناس) بأن المؤتمر التأسيسي للمنظمة واشهارها كان في العاشر من ديسمبر الشهر وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان لذلك فقد وضعت احترام الإنسان وحقوقه في رأس أولويات أنشطتها وأهدافها ويوضح بأن من أبرز أهداف المنظمة تتمثل في المساهمة في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الاغاثية والخيرية للمجتمع وخاصة المتضررين والمحتاجين وذلك بالتنسيق والتعاون مع مختلف المنظمات الإنسانية محليا وخارجيا والعمل على تعزيز وترسيخ مفاهيم وقيم التكافل بين المجتمع والإسهام في جهود توعية وتحصين المجتمع من الإرهاب وثقافة الغلو والتطرف وكذا مساندة جهود الحد من البطالة في أوساط الشباب ومحاربة الفساد إلى جانب المساهمة في أنشطة حماية البيئة وغيرها من الأهداف الرئيسية التي تصب في خدمة المجتمع وأبنائه في الحاضر والمستقبل.

قد يعجبك ايضا