(الناصريون والاشتراكيون) وتحالفهم المخزي والاجرامي مع العدوان السعودي الأمريكي
صلاح القرشي
لم يكن يتخيل أي يمني أو أي طرف سياسي محلي أو خارجي قبل ثورة 21/9/2014 ، بوجود قوة في اليمن ، تستطيع أن تسقط أدوات السعودية المتمثلة بأسرة آل الأحمر وأيضا بقية القوي المدعومة من السعودية وأمريكا كحزب الإصلاح والإطاحة بنفوذ الزنداني والجنرال العسكري علي محسن الأحمر ولو بعد عشرات السنين ، وقد شكل إسقاطهم في صنعاء ضربة قوية وشديدة للنفوذ السعودي والأمريكي في اليمن ، وسط ذهول شعبي داخلي وفرحة عارمة تملكت الشعب اليمني بهذا الحدث في يوم 21/9/2014، وأيضا صدمة إقليمية ودولية ، وقد اعتبر ذلك حدثاً مزلزلاً بالفعل.
وكان من المتوقع أن تقوم القوى الناصرية والاشتراكية (القومية) بالانضمام إلى هذه الثورة التي قادتها حركة أنصار الله كونها الأقرب لهم من أي مكون سياسي آخر ، والذي تخلصت من القوى التي يفترض مارست طوال السنين الطويلة التنكيل بهم والقهر والتهميش وقتل الكثير من قياداتهم ، وخلصت اليمن من كل تلك الفترة المؤلمة والطويلة التي حكمت تلك القوى كوكيلة وعميلة للنفوذ السعودي في اليمن،
وقد كان من المنتظر أن تقوم هذه القوى الناصرية والاشتراكية والتي تحضى من بانتشار لأبأس به في المحافظات الجنوبية وخاصة تعز. أن تساند ثورة 21/9/2014م. ، مثلما ساندت الرئيس الشهيد الحمدي عندما قام بحركة 13يونيو وإبعاد أدوات السعودية كذلك من الحكم في صنعاء، خاصة وأن حركة أنصار الله بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، والرئيس الشهيد الحمدي يشتركون في الكثير من التوجهات السياسية الواحدة ويشتركون أيضاً في الكثير من القضايا والرؤية الواحدة في كيفية بناء الوطن .
القواسم المشتركة بين الطرفين
ويمكن لنا أن نستعرض بعض هذه السياسات والتوجهات والقواسم المشتركة التي تجمع ما بين الرئيس الشهيد الحمدي وقيادة ثورة 21/9/2014م من حيث.
1- أن جميعهم طالب بتحرير القرار السياسي اليمني من تحت الهيمنة والوصايا الخارجية ، وأنه لا يمكن أعادة بناء الدولة اليمنية والتخلص من الفساد إلا بالتخلص من نفوذ السعودية وإسقاط أدواتها في صنعاء ، وذلك من خلال حركة ثورية تصحيحية.
2- جميعهم اشتركوا في مناهضة النفوذ الأمريكي والصهيوني في المنطقة ، وأذنابهم من الدول العميلة والحليفة لهم في المنطقة.
3- جميعهم شكلت القضية الفلسطينية بالنسبة لهم القضية المركزية ، وأنه يجب تحرير فلسطين والقدس الشريف من تحت براثن الاحتلال الإسرائيلي ، وأنه لا يمكن التخلي عن فلسطين أو التطبيع أو الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني الغاصب.
4- كلهم اشتركوا بالمطالبة بممارسة الدولة اليمنية لسيادتها علي أراضيها وفي بحارها وجزرها ومضيق باب المندب ، بكل حرية وبدون انتقاص ، ورفض تواجد أي قواعد أو أساطيل بحرية في المياه الإقليمية لليمن ، ونتذكر تصريح الرئيس الشهيد الحمدي بهذا الخصوص حين دعا إلى أن حماية أمن البحر الأحمر تقع على عاتق الدول العربية المطلة علية فقط.
5- أيضا الطرفان دعيا إلى جعل الزراعة من أولويات الخطة الاقتصادية الحكومية ، والاهتمام بالجانب الزراعي وتوفير كل الإمكانيات ، وذلك للوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
وغيرها من القواسم المشتركة التي جمعت الرئيس الحمدي والسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والذي كان من المفترض أن تقوم كل الأحزاب الناصرية والاشتراكية بالتحالف الفوري والسريع معها وذلك للحماية وبناء الوطن والدفاع عنة ، ووفق المشاركة العادلة في العملية السياسية .
خاصة وان قيادة حركة أنصار الله قد أسقطت كل الافتراءات والتهم والافتراءات الذي كان يسوقها ويحرض عليها وينشرها حزب الإصلاح ، والتي يدعي فيها أن أنصار الله يريدون أن يعيدوا النظام الملكي الإمامي ، وإنهم لا يعترفون بالجمهورية ولا بعلمها ولا بنشيدها الوطني، كل تلك التهم الباطلة أسقطت ، عندما أعلن السيد عبد الملك العمل تحت سقف نظام الجمهورية اليمنية ، ورفع علم الجمهورية في كل مسيرات حركة أنصار الله وضهر العلم بجانب السيد بكل خطاباته ، وأذيع النشيد الوطني للجمهورية اليمنية على شاشة قناة المسيرة الفضائية صباحا ومساء.
كما دعت حركة أنصار الله كل المكونات السياسية إلى المشاركة في العملية السياسية ، وتم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة آنذاك وتم تشكيل الحكومة.برئاسة بحاح. .
فقط قياده.الثورة طالبت وتمسكت وبقوة بالتخلص من الارتهان للخارج والوصايا والهيمنة الخارجية المتمثلة بالتدخل السعودي والأمريكي.
لكن كل قيادات التنظيم الناصري والحزب الاشتراكي وخلافا لأدبياتها وفكرها القومي ،وضعوا أيديهم بيد أعداء الوطن وتحالفوا مع السعودية وأمريكا بدلا من التعاون والتحالف مع قيادة الثورة. الشعبية التي هي اقرب لهما من أي جهة أو دولة أخرى ، لكن من الواضح أنهما كانا قرارهما مرتهنا للسعودية ولأمريكا.
بل إن هذه القوى القومية أخذت موقفا معاديا لثورة 21 سبتمبر وكانت من أوائل من استدعوا التدخل العسكري العدواني على اليمن وقد تمثل ذلك في المقابلة الذي أجرتها صحيفة عكاظ السعودية مع سلطان العتواني مستشار رئيس الجمهورية والأمين العام للتنظيم الوحدوي سابقا والذي طالب فيها بتدخل عسكري خليجي في اليمن ، وتم تغيير خطابهم الإعلامي ، متناغمة بذلك مع خطاب جماعة الإخوان المسلمين والقوي السلفية، وانجرت هذه القوى القومية إلى ترديد المصطلحات المذهبية والطائفية لتداري موقفها الغريب والمخزي هذا، ولكي تقنع من تبقى من قواعدها بمواقفها ، وتداري فضيحتها وعمالتها وخيانتها لأبسط مبادئ الفكر القومي الناصري والاشتراكي المعادي للصهيونية وأمريكا وركائزه الرجعية والصهيونية في المنطقة حكام الخليج وعلي رأسهم أسرة آل سعود الذي لم تغير من تحالفها وتبعيتها للصهيونية وأمريكا بل ظلت هي الحليف الاستراتيجي لهم في هذه المنطقة.
كما انخرطت هذه القوى بتأييدها للعدوان العسكري للتحالف الذي شكلته السعودية لشن الحرب الإجرامية على الشعب اليمني وجيشه ، بل اشتركت هذه القوى في الحرب جنبا إلى جنب مع جيوش التحالف ، في تدمير الوطن وقتل شعبة، معرضا بذلك اليمن لخطر الاحتلال الأجنبي والتفريط باستقلال الوطن ووحدة أرضيه وحرية شعبه، ولم يكن هذا الموقف الذي اتخذ من قبل قيادة الحزب الناصري والاشتراكي ناتجاً عن معارضتهما لسياسة حركة أنصار الله أو قيادة الثورة بعد تشكيل الحكومة الذين كانوا مشاركين فيها، لا بل كانا موقفهما وقرارهما السياسي مرتهنين لصالح السعودية منذ سنين على ثورة .
فقد شكلت مسيرة الحياة التي انطلقت من تعز إبان الثورة الشبابية فضيحة كبيرة ومزلزلة لقيادات القوي القومية الناصرية والاشتراكية، عندما تم ضربها وسحقها من قبل مليشيات الإصلاح وجنود الفرقة الأولي مدرع ومنع إفرادها من الطلوع إلى.منصة ساحة التغيير لإلقاء بعض الخطابات ، وتم التأمر عليها وسط صمت قيادة التنظيم الوحدوي الناصري والحزب الاشتراكي ، والذين كانوا من ضمن أعضاء اللجنة التي تقود ساحة التغير ، وتحت إشراف وإدارة تجمع اللقاء المشترك.
وقد سيروا الشباب هذه المسيرة من تعز التي أطلقوا عليها مسيرة الحياة ، عندما شعروا أن الثورة تجمدت حركتها ، وأنة يجري التأمر عليها وإجهاضها ، وان أحزاب اللقاء المشترك باعتها ، عندما قبلوا بالمبادرة الخليجية السعودية التي رفضها الشباب ، والتي تعتبر التفاف واضح على الثورة الشبابية وإجهاضها وإعادة إنتاج نظام الحكم السابق الموالي للسعودية والذي يعطيها التحكم بالقرار اليمني.
ولم يجدوا هولاء الشباب عندما تم مهاجمتهم في ساحة التغير من قبل مليشيات حزب الإصلاح وجنود الفرقة، إلا شباب الصمود الذين ينتمون لحركة أنصار الله يدافعون عنهم وقد حدثت معركة عنيفة واشتباكات بالعصي والحجارة والسلاح الأبيض وغيرة، وقد كانت هذه الحادثة لها أثر كبير في التقارب الكبير بين شباب تعز وأنصار الله، الأمر الذي شكل إحراجا لقيادة التنظيم الناصري والحزب الاشتراكي الذين وقفوا صامتين ولم يتدخلوا.، بل وتأمروا على مسيرة الحياة مع حزب الإصلاح ، لأن هذه المسيرة فضحتهم وعرتهم أمام الرأي العام الداخلي اليمني والخارجي. ، وجعلت كل الناس تعرف حقيقة هذه القيادات المتآمرة علي الوطن والخائنة لكل نضال وتاريخ الحركة القومية اليمنية وشهدائها.، وان هذه القيادات هي مرتهنة وعميلة للسعودية وأمريكا ، وإنهم فقط يتاجرون بالفكرة القومية الناصرية والاشتراكية ليس إلا.
ولذلك سارعت هذه الأحزاب إلى التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين والقوي السلفية الوهابية ،وممارسة التحريض الطائفي والمذهبي وخاصة في محافظة تعز والجنوب. ، حتى لا تشكل هذه المحافظات حاضناً شعبياً وداعم للثورة 21/9/2014 التي تقودها حركة أنصار الله، وخاصة وإنهم قد شاهدوا علي الواقع سرعة انتشار أناشيد حركة أنصار الله وشعارات الصرخة في محافظة تعز ومديرياتها المختلفة وبقية الجنوب .
والذي زاد من هذا الانتشار ‘فشل حكومة الوفاق الوطني ومشاركة هذه التنظيم الناصرية والحزب الاشتراكي فيها مع مراكز قوى النظام السابق التي تعتبر أدوات السعودية في حكم اليمن.، والتي وصلت إلى فشل خلال الثلاث سنين التي حكمت بها.