كيف نتصور صوملة أو أفغنة أو بلقنة السعودية؟؟

 
* مطهر الاشموري
ثورات ربيع عربي مُأخونة كمحطة أمريكية تبلور وتنعش الإرهاب في ظل حرب ضد الإرهاب تبقى وتستمر وكل ذلك يتصل أو يرتبط بمشروع أو مشاريع- وإن بعناوين تتعدد – مشروع عالمي أمريكي وكذلك شرق أوسط جديد وسايكس بيكو 2.
السعودية تداخلت وتدخلت بالإرهاب في سياق الضوء الأخضر الأمريكي ويقدم أدوارها واقع العراق وسوريا وليبيا وهي التقت في ذلك مع الإخوان كالتحام مع تركيا الإخوان في سوريا ولكنها تقاطعت مع الإخوان التنظيم الدولي أو تركيا الإخوان في مصر وتبنت ودعمت ثورة مصر ضد الإخوان 2013م.
السعودية سرعان ما تعاملت بحسم مع تململ إخوان اليمن عليها ربطا بإخوان رابعة بمصر وأعادت إخوان اليمن إلى بيت التطويع والطاعة الكاملة”السعودي”.
السعودية لم تكتف بأدوار تفعيل الإرهاب في اليمن كجيش لها في العراق وسوريا وليبيا فلأن اليمن حققت نجاحات متسارعة هي انكسارات وهزائم غير متوقعة للإرهاب في اليمن والطبيعي أن يكون الأقوى ربطا بمنبعه كجار السعودية ولأنه أصبح القوة الجامحة القامعة التي تمكن السعودية من استعمالات اليمن كحديقة خلفية فيما – وحين تشاء لكل ذلك – السعودية مارست العدوان المباشر على اليمن لتفرض التبعية لها واستمرار الوصاية ولتضع اليمن ربطا بذلك في الفوضى والإرهاب كما ليبيا وسوريا ولنا في هذا تذكر أنه في العقد الأخير للقرن الماضي كانت مصر “مبارك” ترشح اليمن للأفغنة والسعودية”الصوملة” لتجنب احتمال تحميلها المسؤولية في مسألة”الأفغنة”.
خيار الأفغنة أو الصوملة في اليمن ليس جديدا للسعودية وطرح قبل عقدين فيما مصر لا تستطيع إلا أن تتحمل هي إرهاب السعودية والأفغنة لليمن هو الأنسب لسقف حريتها الذي لم يعد بمقدوره أن يطال السعودية أو يمسها ولعل مصر السيسي تقدم أوضح حيث هي في الوقت الذي تتعامل مع الإخوان في مصر وتحاربهم كإرهاب تتحالف في اليمن مع الإخوان ومع الإرهاب من أجل السعودية أو من أجل أموال آل سعود”سيان”.
في ظل هذا التدخل والصراع المصالحي الفاقد لأي قدر من المعايير القيمية والأخلاقية والفاقد حتى للحد الأدنى من وضوح المعيارية والمعايير لم يلتفت المتابعون والمهتمون الأقرب للحياد على الأقل في الداخل والخارج إلى تجربة يمنية نوعية وواعية وهي الأهم.
فاليمن منذ تحققت الوحدة اليمنية 1990م باتت في مواجهة ليس فقط مع السعودية الرافضة لهذه الوحدة بل مع مصر وهي ثقل ولكنه ثقل بات التابع لآل سعود ربطا بالمال والمصالح.
حرب 1994م كان طرفها اليمن “الوحدة” والأهم في الاصطفاف المقابل كان السعودية ومصر والموقف الأميركي كان يفرض حصار التسليح على اليمن ميولاته للسعودية ومصر مع الحفاظ على سقف حياد.
عدوان آل سعود هو لخيار الأفغنة أو الصوملة – سيان – وهو تحالف عربي عربي-عبري من ناحية وتحالف مع كل إرهابي ومرتزقة العالم كأسلمة ونصرنة ويهودة ومافيات وعصابات المخدرات وأي شركات أو شراكات لها وصل أو اتصال كما “بلاك ووتر”.
تجربة 1994م الأقل مباشرة هي التي أهلتنا لكامل المباشرة في عدوان 2015م وفي حين البعض يرى أن إنهاك وإضعاف اليمن منذ 2011م ثم قيام العدوان بتدمير كل شيء في اليمن يجعل اليمن أو أوصلها إلى أسوأ ضعف فذلك صحيح بالمقاييس الواقعية المادية فيما أرى أن ذلك بات بين أهم عوامل قوتنا في مواجهة العدوان والرد عليه والذي بات يتحول إلى حرب يمنية سعودية مفتوحة وبعيدة المدى.
الشعب اليمني بمخزونه الحضاري وتماسكه المجتمعي وتقاليده الاجتماعية ليس الذي يدفع إلى أمر واقع كصوملة أو أفغنة أو إلى حالة ليبيا أو غيرها.
هذا المجتمع يفكر بطريقة أنه حين لم يعد أمامه ما يخافه وليس لديه ما يخسره أو يحرص عليه فخياره أن يحارب عدوه الذي يعيه ويعرفه كل المعرفة وإلى ما لا نهاية وكل ما يحتاجه قيادة تديره كجيش في هذه الحرب.
في ظل حنكة وكفاءة هذه القيادة من السهل عليها في أقصر وقت توفير مليون إلى مليوني مقاتل بالسلاح الشخصي والمتوسط وفي جاهزية قتالية لا تقل عن الجيوش المدربة إن لم تكن أعلى.
خلال عقد من الحرب والقتال افتراضا قد يختلط الحابل بالنابل في المنطقة ولم يعد من نظام لافي اليمن ولا في السعودية.
اليمني سيظل اليمني حتى في ظل هكذا وضع وسيسعى لإعادة واستعادة دولته في اليمن المعروفة كذلك فماذا عن السعودي في ظل انتهاء وعدم وجود آل سعود كنظام؟
كيف تفكرون في أفغنة وصوملة اليمن ولا تفكرون في أفغنة أو صوملة أو”بلقنة” السعودية؟؟

قد يعجبك ايضا