عيد ميلاد مجيد- واليمنيون يقتلون بأسلحتنا

 

بقلم/ ميرايلا ماتا
التغاضي عما يجري عملٌ جبان: لقد قتلت الحرب على اليمن مايزيد عن 6000 شخص. و21 مليون شخص ليس لديهم مايكفي من الغذاء والدواء.
نشرت وسائل الإعلام أخبار حرب المملكة العربية السعودية على اليمنيين بالغارات الجوية وبقوات المرتزقة البرية وبالمساعدات اللوجيستية ونقل الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ولكن على الهامش فقط. ومؤخراً، أفادت وسائل الإعلام أن محادثات سلام ماغلينغين السويسرية قد فشلت أو تم تأجيلها.
وقام راديو إي آر دي ((ARD الألماني على الأقل في الأيام الماضية ببث تقرير مفصل عن الوضع في اليمن، في حين راديو وتلفزيون إس آر إف (SRF) السويسري لا يتناول مواضيع اليمن والحرب التركية على الأكراد في بلدهم إلا بصورة مقتضبة- ربما تتناول هذا الموضوع حينما يصل اللاجئون الأكراد إلى سويسرا.
ووفقا لمعلومات أوردتها صحيفة “نيويورك تايمز” فقد تسببت الحرب في اليمن في إزهاق أرواح أكثر من 6000 شخص. ويعاني 21 مليون شخص في هذا البلد البالغ عدد سكانه 25 مليون نسمة من نقص الغذاء كما لم يعد يتوفر فيها رعاية طبية. وماتزال هذه الحرب تلف مستقبل السكان بالغموض. فالفراغ الأمني الذي خلفته هذه الحرب مكن تنظيم الدولة الإسلامية من الانتشار هناك.
وكانت منظمة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” قد طلبت في وقت سابق ولكن دون جدوى من الغرب وقف توريد الأسلحة وقطع غيار الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية. لكن عوضاً عن ذلك، لم يكن من الغرب إلا أن اتجه إلى التأكد من أن الانتهاكات المشتبه بها لحقوق الإنسان في اليمن عن طريق التحقيق بشكل مستقل.
وفي تقرير مكون من 73 صفحة بعنوان “ما الهدف العسكري في منزل أخي”: حققت منظمة هيومن رايتس ووتش بالتفصيل في عشر غارات جوية بدت غير مشروعة أكثر من غيرها لقوات التحالف العربي في اليمن وتنتهك القانون الدولي. وكانت تلك الغارات في الفترة بين إبريل وأغسطس 2015م والتي قتل فيها ما لايقل عن 309 مدنييين وجرح أكثر من 414 آخرين.
ألا تعلم منظمة هيومن رايتس ووتش أن عليها التحقيق في أن على المملكة العربية السعودية، والدول الأعضاء الأخرى في التحالف أو الولايات المتحدة أو غيرها ممن شارك في تلك الهجمات غير الشرعية تعويض الضحايا أو أسرهم بأي شكل من الأشكال؟
قامت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في التحري داخل اليمن، في محافظات إب وعمران وحجة والحديدة وتعز وفي العاصمة صنعاء. وأجريت المناقشات مع الضحايا والشهود والعاملين في المجال الطبي. لقد استهدفت الغارات الجوية المنازل والأسواق والمصانع والسجون المدنية. وفي كل تلك الحالات، توصلت هيومن رايتس ووتش إلى الاستنتاج أن تلك الأماكن لم تكن هدفاً عسكرياً واضحاً وأن قوات التحالف العربي لم تراع في هجماتها التفريق بين المدنيين والأهداف العسكرية
قال محمد صالح، الذي دمر منزله في ابريل 2015م في إحدى الغارات الجوية على مدينة عمران:”عندما وصلت إلى المنزل، كان الغبار مايزال يملأ المكان وكل شيء أصبح يغطيه ركام المنزل. ورأس أسماء مفتوح وساقها تنزف.” وأبنته هيام التي تبلغ من العمر عامين ملقاة على كتفها وقد تحطم رأسها. وابنته الأخرى
حسناء، البالغة من العمر 7 سنوات تصرخ “بابا” وقد غطى الغبار والرماد شعرها وجلدها واصيبت بحروق عميقة. أخي محمد كان نائما عندما بدأ الهجوم وسقط السقف عليه وعندما سحبته من تحت الركام خرج الدم من أذنه وكان قد فارق الحياة.”
السعوديون يحاربون بالأسلحة الغربية:
بعثت عائدات مبيعات الأسلحة الأخيرة للولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية السرور لدى المجمع الصناعي العسكري حيث بلغت 1.29 مليار دولار. ومن ضمن تلك المبيعات الكثير من الذخائر الذكية، والتي صنعت خصيصا للقتل المتتالي. كتبت صحيفة نيويورك تايمز منتقدةً :”لقد تردد الكونجرس الأمريكي في تسليم هذه الأسلحة لمدة 30 يوما.”

قد يعجبك ايضا