تقرير رصد أحداثه / قاسم الشاوش
طوى عام 2015م صفحاته الملطخة بالدماء تاركا وراءه أرقاما مثقلة بمآسي وأحزان العمليات الإرهابية التي ازهقت أرواح ملايين البشر من الأبرياء من شعوب العالم جراء عمليات إرهابية نفذتها تنظيمات متطرفة خلال العام 2015م المنصرم تعد هي الأكبر في تاريخ البشرية وفقا لتقرير الإرهاب العالمي (GTI) .
وشكل العام 2015م الذي انقضى جملة من التحديات والمتغيرات التي فرضت واقعا جديدا وضع المنطقة العربية والعالم بأسره أمام تحد كبير ومسؤولية تتطلب بحزم مواجهة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد المجتمعات وضرورة تجفيف منابعها المادية والمعنوية والفكرية لأن المشاهد تعددت واختلف أبطالها في عام دام حكم على ملايين البشر بالموت وهم على قيد الحياة وتشوهت حضارات وأنهك جيوشاً في محاربة هذه التنظيمات الإرهابية التي ظهرت تحت تمويل دول إقليمية ودولية من خلال دس الفتن ونشر الإرهاب وقتل الشعوب تحت مسميات مختلفة بهدف وضعها سوقا خصبا لتجارة الأسلحة التي تنتجها هذه القوى وساهمت قنوات عربية وغربية في الترويج إعلاميا لهذه التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي بدأت تكشر انيابها دون رحمة في قتل مدنيين هم أطفال ونساء وشيوخ أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل .
ونظرا لسخونة الوضع في عام لم يكن عاديا في ما يتعلق بالعنف والإرهاب ترصد “الثورة” أهم وأبرز العمليات الإرهابية التي شهدها في مختلف بلدان العالم .
فرنسا
البداية من العاصمة الفرنسية باريس التي شهدت أواخر نوفمبر الماضي اعنف الأعمال الإرهابية هزت العالم اجمع استهدفت عدة أماكن راح ضحيتها أكثر من 500 شخص بين قتيل وجريح, وهي أعمال كادت ان تغتال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي كان يشاهد مباراة خاصة بالمنتخب الفرنسي, ولم تكن هذه العمليات الإرهابية هي الأولى في فرنسا بل سبقتها في بداية العام عملية إرهابية على مقر صحيفة “تشارلي ايبدو” في قلب العاصمة باريس نفذها مسلحون برشاشات كلاشنكوف راح ضحيتها 15 وجرح آخرون, وهو أعنف هجوم إرهابي شهدته الصحافة الفرنسية منذ عقود.
فلسطين
لم يغب المشهد الفلسطيني بل كان حاضرا وبقوة حيث أضاف عام 2015م عاما آخر للشعب الفلسطيني جراء ما يمارسه العدو الصهيوني المغتصب للأراضي الفلسطينية ضد الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويلات الاحتلال وجرائم بشعة يمارسها هذا العدو الإسرائيلي, فاليوم تقوم عصابات هذا الكيان المسخ بتدمير وهدم الكثير من المنازل والمساجد والمناطق الحيوية، بالضفة الغربية، لتقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من مستوطني هذا الكيان المسخ، “بهدف التجهيز لقيام دولة إسرائيل اليهودية”، وبالنسبة للموقف العربي فلقد أثبتت أحداث مدينة القدس الأخيرة وانتفاضة “الأقصى “، وما سبقها من مجريات وأحداث رافقت الانتفاضة الأخيرة ، أن بعض “العرب المعتدلين”،مازالت مواقفهم سلبية ولا ترتقي لمستوى المرحلة الخطرة التي تعيشها فلسطين بشكل عام.
تونس
شهدت العاصمة التونسية في مارس هجوماً إرهابياً على متحف باردو قرب مقر البرلمان وسط العاصمة،من قبل مسلحين برشاشي كلاشينكوف، وفتحا النار على السياح، ثم طاردوا بعضهم وقتلوهم داخله، أسفر الهجوم عن مقتل 22 شخصا بينهم 17 سائحا ومدنيا تونسيا وأحد أفراد الشرطة التونسية، بالإضافة للمهاجمين.
كما أسفر الهجوم بحسب رئيس الوزراء عن إصابة 44 شخصا هم “13 إيطاليا منهم جريح في حالة حرجة، و7 فرنسيين منهم جريح في حالة حرجة، و4 يابانيين أحدهم حالته حرجة و6 تونسيين و11 بولونيا وروسي واثنين من جنوب إفريقيا”.
كما شهدت مدينة “سوسة” التونسية، تفجيرًا إرهابيًا استهدف فندقًا سياحيًا في مدينة سوسة الساحلية؛ ما أسفر عن مقتل 29 شخصًا وإصابة 20.
وفي نوفمبر وقع تفجير انتحاري استهدف حافلة لحرس الرئاسة التونسي؛ أدى إلى مقتل 14 شخصًا وإصابة 20 آخرين، وبعد التحقيقات أعلنت الرئاسة التونسية، أن الهجوم، نفذه انتحاري من داخل الحافلة.
الكويت
شهدت الكويت في يونيو وقوع انفجار استهدف مسجد الإمام الصادق في حي الصوابر في العاصمة الكويت، وذلك أثناء أداء صلاة الجمعة؛ أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصًا.
مصر
في نوفمبر شهدت المرحلة الأولى من العملية الانتخابية، انفجار سيارة مفخخة، استهدفت فندق للقضاة المشرفين على الانتخابات بالعريش، كبرى مدن شمال سيناء، ما أسفرعن مقتل العناصر الإرهابية ومقتل مجندي شرطة وقاض وإصابة آخرين من عناصر الشرطة المدنية والقوات المسلحة والمدنيين.
وفي نوفمبر تحطمت طائرة روسية من طراز إيرباص 321، وعلى متنها 217 راكبًا، إضافة إلى طاقمها المكون من 7 أفراد، قرب مدينة الحسنة بسيناء، وكانت الطائرة في رحلتها من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة سان بيترسبورج الروسية.
ليبيا
وبالانتقال إلى ما يجري في ليبيا ، وتحديدا بالعاصمة الليبية طرابس ومدينة بنغازي، ومؤخرا مدينة مصراته وسرت، وبعض مدن الجنوب والشرق الليبي النفطية ، فقد كان الواقع الليبي هو الآخر يفرض نفسه بقوة في المشهد العام للمنطقة العربية بعام 2015 ، فقد شهدت البلاد صراعا “دمويا” كبيرا محليا مدعوم بأجندات خارجية ، وقد كانت أطراف هذا الصراع متعددة الولاءات ووقع ثلاثة انفجارات متزامنة بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون، استهدفت مديرية أمن مدينة القبة بليبيا، في فبراير، وأسفرت عن 45 قتيلا وإصابة 70 آخرين. كما قامت داعش بذبح 21 قبطيا مصريا.
وشهدت مدينة مصراته وبواباتها الشرقية عدة تفجيرات كان أشدها تفجير بوابة السدادة فى أبريل الماضي، والذى أسفر عن سقوط خمسة قتلى وإصابة 25 آخرين من المدنيين وأفراد الأمن.
وفي يوليو استهدف تفجير القاعدة الجوية بمصراتة غرب ليبيا، والذي أسفر عن تدمير 13 طائرة حربية، مؤكدًا أنه جاء ردًا على قيام من وصفهم بـ”مرتدي فجر ليبيا”، بقصف عامة المسلمين في سرت والنوفلية.
لبنان والاردن
برزت إلى واجهة الاحداث العام المنصرم في لبنان قضية الأسرى العسكريين في لبنان والتي انتهت “بشكل جزئي “بتبادل أسرى بين جبهة النصرة والدولة اللبنانية.
وفي نوفمبر الماضي، هز انفجاران عنيفان الضاحية الجنوبية لبيروت بفارق دقائق قليلة بين الأول والثاني؛ أسفر عن 41 قتيلًا وأكثر من 180 جريحًا، فيما استطاعت القوى الأمنية منع انفجار ثالث.
وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الحديث يدور عن 4 انتحاريين، فجر اثنان منهما نفسيهما فيما فر الثالث، واستطاعت عناصر الأمن استهداف الرابع وإصابته بالرصاص قبل أن يتمكن من تفجير نفسه.
وفي الأردن شهد شعبه حادثاً شنيعاً مأساوياً وهو جريمة إحراق الطيار الشهيد معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش المتطرف ، ومن هنا نرى أن كلا البلدين يشتركان بحالة شعبية واحدة ، مع العلم ان البلدين يعيشان تقريبا نفس التأثيرات السلبية نتيجة الحرب على سورية ، من لاجئين ، وانخراط بمسار الحرب، بالإضافة إلى أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها كلا البلدين فقر، بطالة -مديونية مرتفعة،ما ينذر بواقع أمني واقتصادي وسياسي خطير قد يعيشه كلا البلدين بالقادم من الأيام .
سوريا
المشهد السوري الذي مازال حاضرا منذ خمس سنوات تقريبا وفي آخر تطورات هذا المشهد خلال 2015م استمرار فصول الصراع العسكري على الأرض تاركا خلفه عشرات الآلاف من القتلى،وما دار حول هذا المشهد تحديدا، من تحليلات وقراءات حول نتائج هذه العملية والخلفيات والإبعاد المستقبلية لها ، وبالتكهنات المستقبلية لهذا الصراع الدامي ، يمكن القول بأن الدولة السورية ونظامها الرسمي استطاعت أن تجتاز أقسى وأصعب ظروف هذا الصراع ، ولكن مازالت بحاجة إلى المزيد من الوقت ، للوصول مع القوى الغربية والاقليمية إلى تسوية ما تهيئ لاجتثاث أدوات هذه الحرب من فوق الأرض السورية مثل “داعش – النصرة- وبعض الجماعت المسلحة الإرهابية الأخرى “.
العراق
بالعراق ،ما زالت المعارك على الأرض مستمرة وبزخم أكبر ضد تنظيم داعش الإرهابي ، فهي معارك كر وفر – تشترك بها كتائب شعبية مقاتلة “الحشد الشعبي” ، الجيش العراقي “المتهالك” قوات كردية “البيشمركة” ، مجاميع مسلحة من بعض عشائر الانبار وبعض مدن شمال العراق ، بالإضافة إلى هذه الأحداث العسكرية والأمنية بالعراق ،جاء التدخل التركي بشمال العراق ليزيد تعقيد المسألة العراقية،في ضوء الحديث عن تشكيل تحالفات دولية –اقليمية هدفها القيام بعملية عسكرية برية بشمال غرب وغرب العراق بحجة محاربة تنظيم داعش ، في ظل استمرار الثورة الشعبية في العراق التي انطلقت لمحاربة ظاهرة الفساد التي كان يغرق فيها العراق بالسنوات الماضية ، وهذا ما يوضح أن المعركة بالعراق هي معركة متعددة الاشكال والفصول -تطرف -فساد -سياسات طائفية -صراع محلي – اقليمي -دولي على تقسيم العراق -وضع اقتصادي متهالك ،ما ينذر بأن المعركة بالعراق قد تحتاج على الاقل لعقد من الزمن حتى يعاد ترتيب وبناء البيت العراقي من جديد.
تركيا
أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن تفجير وقع في بلدة سروج الحدودية ذات الأغلبية الكردية، في يوليو الماضي، والذي أسفر عن مقتل 31 شخصا على الأقل وجرح نحو 100 آخرين.
وفي أكتوبر وقع تفجيران في العاصمة التركية أنقرة؛ أسفرا عن مقتل 128 شخصًا. وقالت مصادر أمنية تركية، إن المؤشرات الأولية تشير إلى مسؤولية تنظيم “داعش” عن الانفجارين، مضيفة أن التحقيقات والتحري ركزا على دور “داعش” في التفجيرين.
وفي 24 نوفمبر 2015، فتحت قوات الدفاع الجوية التركية النار على مقاتلة روسية من طراز سوخوي سو-24؛ مما أدى إلى سقوطها قرب الحدود السورية التركية فوق جبل التركمان بمحافظة اللاذقية ما اسفر عن مقتل احد الطيارين.
كاليفورنيا
فتح مسلحان اثنان، النار على حفل في مركز للخدمات الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة سان برناردينو جنوبي ولاية كاليفورنيا، 3 ديسمبر 2015؛ أسفر عن مقتل 14 شخصا، وإصابة أكثر من 10 بجراح خطيرة.
نيجيريا
على الرغم من أن تنظيم ” داعش تصدر عناوين الصحف بصورة أكبر، يعتقد أن جماعة بوكو حرام المتطرفة قتلت عددا أكبر من الأشخاص هذا العام.
ففي يناير هاجمت الجماعة بلدة باغا شمال غربي نيجيريا، وقتلت 150 شخصا في الهجوم، ولكن سكانا محليين يقولون إن نحو ألفي شخص قتلوا في الهجوم، وأدت سلسلة من الهجمات بالأسلحة النارية والقنابل في العديد من البلدات في شمال البلاد إلى مقتل المئات في يونيو ويوليو وأغسطس.
باكستان
استهدف الإرهاب مساجد في باكستان مرات عدة خلال العام.ففي يناير قتل 40 شخصا في تفجير بالقنابل في مسجد في اقليم جنوب السند.
ووقعت هجمات مماثلة في فبراير وأكتوبر وهوجمت كنائس في لاهور في مارس وفي مايو قتل 45 شخصا على الأقل في هجوم مسلح على حافلة تقل شيعة إسماعيليين في كراتشي.
أفغانستان
في إبريل قتل 33 شخصا وأصيب مئة آخرون في تفجير انتحاري شرقي أفغانستان في مدينة جلال أباد، ووقع التفجير قبالة مصرف حيث كان موظفون حكوميون وفي الجيش يصطفون للحصول على رواتبهم، كما شهد مايو عددا من الهجمات في كابول.