الأقلمة .. خيار قوى العدوان
محمد المشرع
العدوان يفرض مشروع الأقلمة بالقوة من خلال تحديد مكان الصراع في عواصم ما يسمى الأقاليم لتوسيع حجم الهوة بين أبناء المحافظات لتثبيت فكرة الأقلمة بعناية على مدى قرون.
رجوع الشرعية فقاعة فارغة ويهم العدوان تنفيذ الأجندة الخفية..
الحرب السعودية والأجندة الظاهرة المتمثلة برجوع الشرعية ليست خطرا أبدا..
الأخطر هو الأقلمة، التجزئة على أسس مصالح دول الجوار والشركات العابرة للحدود وتنفيذ خطط تقسيم المنطقة..
برأيي رجوع هادي بالضرورة بدون أجندة ليس خطراً..
الفكرة المدمرة والمؤسسة لحروب المستقبل هي الأقاليم المستقلة التي يناضل من أجلها اليوم أغلبية القوى الوطنية بدون وعي لتحقيق مكاسب شخصية أنانية تعود بمصالح لشخصيات أو أسر بعينها تبسط سيطرتها على الإقليم.
النضال للعودة للدولة الزريعية والرسولية والصليحية والطاهرية، هو نضال للعودة مجددا لعصر التخلف ولحروب الثأر في ظل قرن التحالفات والاتحادات والتضامن وغيره.
وكل إقليم سوف ينسج علاقة مع دولة اقليمية مؤثرة بحسب مصالح تلك الدول التي ترمي بكل ثقلها اليوم لتصنع التشكيلة الخاصة بها، ومن ثم تصنع الحكام أيضا. ليكون لتلك الشخصيات أو العائلات الحاكمة امتياز الحكم والتمثيل والولاية ويقدم لها الدعم الشخصي وكل ما تحتاجه لتثبيت حكمها بغض النظر عن مصالح أبناء الإقليم أو المحافظات التي يشتركون معها. ويكون لهم حرية التعاقد مع الشركات الاحتلالية والتي ستقوم بنهب منظم للنفط والغاز والمعادن والذهب والأسماك البحرية، والاستفادة من المناطق الإستراتيجية والممرات البحرية وغيره.
نشعر بأننا مجرد أطماع ومجرد أتباع ومجرد أدوات لإدارة اللعبة بيد الخارج..
إذا لم يفهم المواطن اليمني ويحارب هذا المشروع ويقلب اللعبة على الجميع فسوف يعاني من ظلم مستقبلا، تدعمه الدول الإقليمية وتموله الشركات الناهبة للثروات الوطنية..
أيها اليمنيون تنبهوا فمجريات الوضع تجري بهذه الخطة والتعويل على فئة أو شخص أو حزب لمحاربة مشروع الأقلمة لن يجدي فسوف يضغطون عليه من خلال تهديد مصلحة حزبه أو جماعته أو مصلحته الشخصية، ليتنازل بعد ذلك بالمصلحة الوطنية لصالح المصلحة الشخصية أو الحزبية..
فكرة الأقلمة كفيلة بالسيطرة علينا وعلى مقومات وطننا ومواقفنا وحريتنا بالطريقة التي طبقها الغرب والأمريكان في قارة أفريقيا. وتعرفون الآن الوضع الأفريقي بعد أن كانت بلادهم غنية بالثروات كما أنتم عليه اليوم..
فكرة الأقلمة تنفذ بدوافع الطائفية والخطاب المذهبي وغياب للشخصيات الوطنية ودورها في مقاومة ذلك المشروع..
هناك بسطاء يؤيدون الأقلمة ويرون بأنها الهروب من الجحيم إلى الجنة، لكنه الهروب من الجحيم إلى لظى وسقر، بسبب فشل السياسيين في إدارة البلاد وتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة.
عليكم أن تعلموا أخيرا بأن بلادكم غنية بالثروات النفطية الكبيرة والثروة البحرية ولن يتركوا لكم فرصة للتنقيب عنها أو حتى للسماع بها..
ولهذا حان وقت إخراجها بعد تنفيذ أجندة الأقاليم ليصبح ثمنها بخسا لصالح شخص واحد أو أشخاص..
إذا لم تتحرك المكونات الشعبية من أبناء المناطق نفسها تنظم نفسها لتسقط فكرة الأقاليم بغض النظر عن اختلافها مع القوى الموجودة في الساحة، وخاصة عواصم الأقاليم فسينفذ المشروع وسيندم الشعب في وقت لن ينفع الندم.