الجلسة التى ماتزال تضحكني
صقر الصنيدي –
وسط أكوام الصمت وأنس الوحدة أجد نفسي أحيانا وقد اندفعت للضحك بصوت عال أقوم بتخفيضه خشية تهمة الجنون ¡ الأمر يتعلق بجلسة برلمانية مر وقت عليها إلا انها ما تزال تضحكني بغزارة – تلك الجلسة يبدو أنها سترافقني طويلا هذ إذا لم ارويها للأحفاد .
كان يوم من أيام 2012م جزء من أعضاء المجلس حاضرون والكهرباء تنطفئ ثم تنير القاعة بين كر وفر ونواب لم تعد الكراسي تحملهم بل كادوا يحملونها في وجه الاتفاقية المطروحة للنقاش والمتعلقة بالمصادقة على حظر انتشار السلاح النووي وعدم تصنيعه. وكان الاعتراض قويا ومتماسكا وقد وحد صفوف المختلفين ¡ نسبة كبيرة معترضة ولها مبررات تجعل جدران المجلس تهتز فهناك من رأى أن أمريكا وإسرئيل تقف خلف الاتفاقية وانهما تريدان حرماننا من تصنيع سلاح نووي ندافع به عن أنفسنا ¡ سانده زميله من كتلة أخرى من حق جيشنا أن يمتلك ويصنع ولطف الله ولم يقل يبيع أيضا◌ٍ .
ثم جاء من أقصى القاعة صوت متحمس لا نوقع قبل أن توقع أمريكا والأفضل أن تكون التوقيعات بنفس الورقة ¡ حاول نائب معتدل بآرئه أن يخفف من روع زملائه: ياجماعة نطلب أن يسمحوا لنا بالاستخدام السلمي للطاقة النووية ونوافق على الحظر العسكري لأننا قد لا نتمكن من السيطرة على مخازن النووي فتتسرب إلى أيدي جماعات إرهابية تستخدمها ضدنا .
الجلسة مستمرة طبعا وكذلك دهشتي وسؤالي: أين أنا الآن¿ إنها المرة الأولى التي أعرف فيها أنني انتمي إلى بلد صناعي على وشك التخصيب لولا هذه الاتفاقية المؤامراتية .. نائب كان متأخرا◌ٍ ثم حظر ومعه الرأي الرشيد « الاتفاقية معروفة من خلفها والقصد أن يحرموا الجيش الإسلامي من امتلاك أسلحة نووية .. كان نفسي أسأله فقط عن أين هو هذا الجيش الإسلامي هل هي تلك الجماعات التي تقول إنها جيش الإسلام ثم لا تقتل غير المسلمين بطريقة بشعة .
المهم أن النقاش شهد توترا وكأن النتائج كوارثية حيث سنغلق جميع مصانع النووي عندنا ولن يصبح لنا أي سلاح فتاك خاصة وأن أحد النواب قال إن لديه معلومات أكيدة أن هناك محاولة بعد أن تمرر اتفاقية حظر التسلح النووي هناك اتفاقية قادمة للحد من الأسلحة الجرثومية وجميعها مهمة كما قال النائب .
في الأخير وصلوا إلى اتفاق أن يصوتوا للاتفاقية شرط أن نطلب بالسماح لنا باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وتم هذا الاتفاق ورفعت الجلسة واحتفظت منها بالابتسامة التي لا تنقطع فكلما أرى مشاكلنا أتذكر ما حدث ذلك اليوم .
