عبدالوهاب محمد شمهان
■ مع انتصارات الجيش واللجان ورجال اليمن ومع دقة استخدام التكنولوجيا العسكرية برغم محدودية الإمكانات والقدرات لليمن مقارنة بدول التحالف إلا أن النصر كان حليفا للجندي اليماني في أرض الميدان وما يدعيه العدو إلا أضغاث أحلام .
إن تزامن النصر مع أول ندوة تفتتح بها الوزارة ومجلس الترويج أنشطتهم السياحية مطلع الأسبوع الماضي بعد توقف استمر من أول العدوان ولأكثر من تسعة أشهر لأسباب مختلفة ، وتجاوب قيادة الوزارة في الاستعداد للقيام بأنشطة دعم الصمود وتعرية العدوان الذي دمر كليا قطاع السياحة مع تأكيد الموقف الايجابي تجاه الوطن الذي نستمد منه بمشيئة الله القوة والقدرة على الإبداع والمواجهة ، فكانت هذه الاحتفالية التي قطعت الشك باليقين بمثابة إعادة الروح باكورة عمل بارزة في وجه العدوان، تكللت بحضور واسع هو مبعث الأمل بإشراقة الوجوه وتفاعلها مع التوصيات المختارة بدقة وإحكام مؤكدة التفوق الحضاري التاريخي البعيد في القدم وأن لليمن جذور راسخة بآثاره وتراثه وشبابه الذي يحمل الوفاء للأرض والإنسان ، وبوجوده صلبا قويا في ريفه والحضر لا يمكن لأي كائن من كان أن يمس اليمن بأذى في ظل وجودهم لأنهم سواعد من صلب ودم وقلوب من فولاذ أنشأها الله لتكون جنده الذي يضرب الظلم والظلام وينزع الأقنعة من وجه الطغاة والقتلة المأجورين ، ويكون حامي حمى الإسلام كتابا وسنة وفقها وشرعا رحمة للعالمين .
لقد أظهرت الندوة بالصوت والصورة والكلمات وأوراق العمل آثار العدوان على قطاع السياحة والآثار والمعالم التاريخية بحقد لا يحمله شقيق في قلبه على الاطلاق فمدينة حرض دمرت كاملة بما فيها من المنشآت الفندقية ومطاعم ومحلات تجارية ، انها حالة فريدة من حروب القرن الواحد والعشرين ، حروب الحضارة وصراع الحضارات وتدمير الإسلام في منبته وعمقه التاريخي (مكة والمدينة) وتدمير حاضرة الإسلام وماضيه العادل المتسامح المتعايش مع كل الدنيا في (اليمن الأصيل)، انه برنامج الإدارة الأمريكية الاستراتيجي التي تقود به شعبها والعالم إلى الفناء والدمار ، انه استكبار الأقوياء علي الضعفاء وفساد أهل المال في الأرض فساد لم يسبق في تاريخ العرب والإسلام والعالم، لكن الثبات والإيمان واندفاع الشباب لحماية الأرض والعرض والإنسان بعد دخول الجنجويد وبلاك ووتر شذاذ الآفاق من القتلة والمجرمين ، وما أصاب المسلمين في اليمن من بغي وتمادي في قتل الأسرى بوحشية تشوه العدالة الإسلامية وتحقر ما خلقه الله في احسن تقويم ، وهذا ليس من الإسلام في شئ إنما يحركه الطغيان وحب الانتقام وأعداء الإسلام والديانات السماوية عموما.
إن ماجاء في أوراق العمل في ندوة (آثار العدوان السعودي الأمريكي) من رصد أعده الحد الأدنى من رصد جرائم العدوان فما رصد لم يكن إلا قطرة من أمطار الباروت والغازات والصواريخ والقنابل المحرمة ، وما أصاب الإنسان اليماني في صعدة وحجة والحديدة وتعز وعدن ولحج وصنعاء واب وذمار وكل مناطق اليمن ومدنه وقراه يفوق كل رصد ويتجاوز عنف كل حرب ، لقد أصيبت الحضارة الغربية الرأسمالية بنكسة كشفت زيفها وزيف قياداتها أنها نكسة أخلاقية تسود وجوه الذين ظلموا وادعوا ونافقوا وتجبروا واستسلموا بمذلة يندي لها جبين العالم الإنساني ، ونكسة للعروبة والإسلام ودعاته وشعوبه، وحسرة للعرب الأوفياء و كل الأحرار وكل الشرفاء الذي يمتلكون القدرة على رفع الصوت ب (لا) .
– اليوم وبعد جمود وتوقف لصوت السياحة أراد الخارج امتداده إلى نهاية نفقهم المحسوب بخطوات الفارين المتآمرين على أرضهم وشعبهم وبلدهم ، ويدعون بصلافة إنهم لا يبتغون إلا الحق ولا يريدون إلا إخراج اليمن إلى سلامة المسار وأي مسار صوب اليمن سيقودهم إلى الأراضي المقدسة، فلسطين في شمال المملكة وليس في جنوبها و بيت المقدس أحرى أن يجمع هذا الجمع لتحريره ، القدس الشريف هو من يناديكم فأي مسار وأي تحرير ينتقل فجأة لتحرير الأرض العربية من العرب وفي تحالف عجيب ضد اليمن العدو الصهيوني قائده وفي حرب مباشرة شارك فيها القتلة والمجرمون ومحترفو الإرهاب في العالم أجمع والعاملون تحت راية الولايات المتحدة الأمريكية واستخباراتها لتحرير اليمن من شعب اليمن وأحلال البلاك ووتر بديلا عنه ، إنها امريكا اوباما وليس أمريكا الشعب الأمريكي الذي يجهل حتي الآن ماتقوم به إدارته من جرائم إنسانية ستظل عاراً عليهم مدي التاريخ من يحملون شعار الحرية والديمقراطية يجهلون أن بلدهم تقود الإرهاب في العالم وتدعي محاربته ، واي مسار لاعادة الشرعية عبر الهدم والفناء وتدمير مناطق بأكملها بمدنها وقراها وحياتها وسكانها ، عبر تدمير الصحة والزراعة وسبل كل الحياة من تعليم وصناعة كمصانع الملح والحليب والزبادي والبسكويت والجلود والاسمنت والنسيج والمياه انهم يرون في تدميرها السبيل لعودة ما تسمى (الشرعية) ، تدمير القطاع السياحي وتحويل العمالة إلى قوة عمل عاطلة لاتكسب قوت يومها ، ورجال الأعمال والمال إلى متوسطي الحال أن لم يكن إلى فقراء يرونه أحد السبل لعودة هادي وكذا تدمير الكهرباء ومنع الغاز والطاقة عن الشعب من السبل التي لاتحصى لعودة الفارين إلى تحمل المسؤولية .
– لقدكان الشعب اليماني يعيش بسلام وتعايش وحب للعروبة والانسانية ، وبذلك شكل باستقراره خطرا داهما علي الامن العالمي برؤية المملكة ودويلات الخليج .
– إن الشعب اليمني اليوم بأرضه وترابه وجباله وصخوره وبإنسانه قوة جمعها الله وهيئها لتقف في وجه العدوان وأعوانه الفارين ومنع عودتهم للحكم لتقديم اليمن واليمنيين علي طبق من ذهب للولايات المتحدة الامريكية وأعوانها رعاة الارهاب وممولوه في العالم ، الارهاب هو هذا التحالف الذين يمارسونه علي شعوبهم وعلى البشرية ، وليس اليمن فقط، اليمن المسالم المتطلع لامتلاك زمام أمره ومنع كل خائن وفاسد من الوصول إلى مبتغاه في الحكم والسلطة تحت راية التبعية والعدوان.
– إن القطاع السياحي اليمني ما هو الا حالة مصغرة لما أصاب كافة القطاعات الاقتصادية والانتاجية في الجمهورية اليمنية أمام مباركة العالم الخانع لحكامه الطغاة والجبابرة ، نعم من يقتل ويدمر ويفني الحياة ويحول المجرمين والقتلة في العالم إلى جيوش تضرب الشعوب الآمنة المسالمة لمجرد الرغبة في إشباع ذاتيته الدموية هل يكون داعية سلام ام طاغيا جبارا متنكرا لمبادئ دولته وشعبه.
إن السياحة حب وتعارف واندماج للثقافات الإنسانية كما هو الحال في شرق آسيا ، هناك الإسلام المسالم القوي في بناء علاقاته الطيبة وفي الدفاع عنها ، الإسلام ليس قويا بسفك الدماء وباستعراض القوة الجبارة على النساء والأطفال والمساكن والسكان الآمنين .
-السياحة كما عهدنا وشاهدنا في الأسواق السياحية روح من الحياة والتآلف والتعارف وتبادل الخبرات والمنافسة الشريفة في جذب منظمي السياحة والأفواج السياحية ، السياحة لم تكن يوما قوة عدوانية وعسكرية حتى تدمر منشآتها ومواقعها ومقاصدها وبيئتها كما لحق باليمن وقطاعه السياحي ، لقد صارت الدول الكبرى آلة قمع وخيبة امل للعالم.
– لتبدأ وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي بشبابها وكادرها المتطلع لمواصلة العمل والجهد من اجل أن يستعيد العالم ذاكرته باليمن التاريخ والحضارة والحاضر والمستقبل ، لاشعار العالم بإنسانية اليماني وبعظمة الإسلام وتسامحه ، وليشعر بما اقترفه من مشاركة في قتل الأبرياء بالآلاف ، إنها محرقة التحالف التي لم يعرها الإعلام الغربي ادني اهتمام بل عمد إلى تجهيل شعوب الغرب بأسره ومنع وإخفاء الحقيقة و المعلومات والأحداث غير الإنسانية عنهم ، إنها مشاركة فعلية مع العدوان وبأموال النفط التي سال لها اللعاب ، فكان من ضحاياها قطاع السياحة اليمني والذي لم تعره المنظمة العالمية للسياحة نظرة محايدة في تحليل الواقع برؤية الباحث عن الحقيقة لكنها صارت كبقية المنظمات الدولية تابعة لا تقوي ان يكون لها رأياً ، وها هي
تعود وزارة السياحة لتنظيم أنشطتها تحت ظل القصف والعدوان معبرة عن تفانيها في أداء الواجب السياحي بخيرة رجالها وشبابها حباً في اليمن ونصراً لليمن وتنديداً بالعدوان وهي الخطوة الاولى نحو مسار المواجهة وإعادة البناء.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا