أعراب يحتاجون إلى إعراب!
إبراهيم طلحة
هاجمني الكثير من الإخوة الصحفيين السعوديين على خلفية مقالي: عرب يحتاجون إلى تعريب، والمنشور في هذا العمود في أحد الأعداد..
الرشود صالح والغامدي سعيد والقرشي مسفر وغيرهم، ممّن اعتبروا أن المقال هجوم على المجتمع السعودي ومجتمعات الخليج، رغم أنه في الأصل هجوم على أنظمة الدين والسياسة والاجتماع الرئيسية هناك وإفرازاتها الشوهاء..
على فكرة، اكتشفت أيضًا أن ردودهم عليَّ لا تخلو من السخافة والغباء.. قالوا مثلاً: إنني هاجمت المملكة التي أكلتُ من خيراتها وتربيتُ زمَنًا فيها، في إشارةٍ للفترة التي قضيتُها هناك أيام غربة الوالد، مع أنه – أي والدي حفظه الله – كان يشقي علينا ويأكل ونأكل معه من عرَق جبينه هو – لا من عرَق جبين واحد منهم..
مجتمعات لا تزال تتعامل معنا بطريقة استعلائية، وناس فاكرة أن المال كل حاجة في الدنيا..
طبعًا لم أحفل بردودهم، ولا بطرائقهم المقيتة في المنّ والأذى؛ فذلك ديدنهم وتلك عادتهم.. هم اعتادوا على التهليل لكل ما له علاقة بالسلطان وحريم السلطان وسواقي السلطان وخدامي السلطان ومحظيات السلطان، ونحن نهلل لله ونسبح له بُكرةً وعشيّا، ونؤمن بالحرية وبحب الوطن مهما كان هذا الوطن الحبيب فقيرًا..
طيب.. بعد مقال”عرب يحتاجون إلى تعريب”، رأيتُ أنَّ من الضرورة بمكان أن أكتب عن “أعراب يحتاجون إلى إعراب”! يعني قليل بدو يحسبُونَ أنَّهُم يُحسِنُون صُنعًا.. بدو رُحّل بداياتهم أشد كفرًا ونهاياتهم أشد نفاقًا وما بينهما ممارسات قومٍ أجدر ألاّ يعلمُوا حدود ما أنزل الله على رسوله..
أعراب أغراب لا يقيمون دِينًا ولا يعتزُّون بقومية عربية ولا يفرحون إلاَّ بالأجنبي الحقيقي، أما العرب العاربة فهم عندهم الأجانب الحقيقيون..
ما علينا، المهم.. إمّا أن يكون اليمن تاج رؤوس العرب في البوادي والحضر وإمّا أن يكون العرب على جانب من الأدب معنا كوننا جُند العرب وجنَّ العرب أيضًا..
“ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب”!!