لحظة يا زمن…أشعار
محمد المساح
حوار وشخص عابر يسأل عرافاً: «هل القتلى حياديون في البحث عن النسيان والغفران».
لا بأس.. ولا بأس ـ يقول الواقعيون الودودون مع الواقع: لن ننظر للماضي ولن نسمع أقوال الخياليين.
هذا واقع صلب، وهذا هيكل مكتمل لا لبس فيه فإذا أنهار على أعدائنا أنهار علينا، ومن الحكمة أن نفتح باباً لغد يأتي إلينا ربما في ليلة القدر، ولا يحتاج عوناً من أحد.
حبر الغراب
الحقيقة بيضاء فاكتب عليها.
بحبر الغراب
والحقيقة سوداء، فاكتب عليها بضوء السراب!
إن أردت مبارزة النسر حلق معه!
إن عشقت فتاة فكن أنت لا هي من يشتهي مصرعه.
إلى شاعر شاب
لا تصدق خلاصاتنا، وأنسها وابتدئ من كلامك أنت، كأنك أول من يكتب، أو آخر الشعراء..!
إن قرأت لنا، فلكي لا تكون امتداداً لأهوائنا، بل لتصحيح أخطائنا في كتاب الشقاء.
علم الحساب
نمشي على جبل السماء، ونقتفي آثار موتانا.
وأسأله: هل التاريخ كابوس سنصحو منه، أم درب سماوي إلى المعنى؟ يقول: هو الذهاب، هو الإياب، حياتنا معنا, هنا والآن فأتبع فطرة القلب الحكيمة وانتشر بين النباتات البسيطة تزدهر، فالقلب, لا علم الحساب.
هو الصواب.
اخضرار التراب
لا أمس لي فيها سواك ـ أقول علمني سلام النفس! يضحك صاحبي ويقول: فلنفرح بحصتنا من الغد، ههنا غدنا.
ويفتح صاحبي قبر الغزال الأبيض: «انهض كي ينام أبوك» يا ابني، في سرير الأرض ثانية، ويخضر التراب.
من نحن
نحن من نحن، ولا نسأل من نحن فما زلنا هنا، نرتق ثوب الأزلية، نحن أبناء الهواء الساخن ـ البارد, الماء، وأبناء الثرى والنار والضوء, أرض النزوات البشرية.
من الديوان الأخير
لمحمود درويش «لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي».