جسور الاقتصاد لحلحلة النزاع( BRICS ) بريكس

عبدالرحمن الزبيب
* بريكس مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية BRICS المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم وهي: (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) .
تشكل دول البريكس 30% من مساحة اليابسة في العالم وتضم 40% من مجموع سكانه كما يصل حجم الناتج الاقتصادي لها ما يقرب من 18% من الناتج الاقتصادي في العالم إضافة إلى 15 % من حجم التجارة الخارجية كما تجذب نصف استثمارات العالم
وهو تحالف اقتصادي تم إنشاؤه في حزيران 2009م في ييكاتيرينبرغ في روسيا، على إثر الأزمة المالية العالمية السابقة في 2008م، وصدرت حينها دراسة أمريكية تمهد للحاجة البشرية لبريك، فكانت البداية بمسمى بريك قبل انضمام دولة جنوب أفريقيا لذلك التحالف في عام 2010م ويصبح بمسماه الجديد بريكس .
والذي اتفقت تلك الدول الخمس على إطلاق تحالف اقتصادي عالمي لإعادة الاقتصاد العالمي الى وضعه الحقيقي بعيد عن الخداع الإنساني وإيجاد مخرج للاقتصاد العالمي من الأزمات والنكسات بسبب سيطرة القطب الواحد ممثلاً في أمريكا وحلفائها على الاقتصاد العالمي وانعكاس أي فشل اقتصادي في ذلك القطب على الاقتصاد العالمي وانهياره، مع دعوة بريكس لأمريكا ومن حالفها لأهمية الانضمام لبريكس، لتصبح بريكس هي الأمل الحقيقي لتحقيق السلام والأمن الإنساني
من هنا تعتبر دول بريكس هي النواة الصلبة لقطب عالمي جديد يرسم أجندة العالم ويلتف العالم حولها لتعزيز المصالح الاقتصادية العالمية الحقيقية المبنية على الاقتصاد الفيزيائي ويلغي الجيوسياسية المصطنعة .
في ديسمبر 2015م في اليمن قام مجموعة من الناشطين وفي مقدمتهم الأستاذ العزيز فؤاد الغفاري بالدعوة لإنشاء ناد فكري تنسيقي مع دول وشباب البريكس في اليمن لاستلهام تلك التجربة الرائعة ومحاولة الاستفادة من ذلك التحالف العالمي الإيجابي الاقتصادي وإشراك اليمن في ذلك التحالف بما يعزز ويوسع من دور بريكس العالمي لما تمتلكه اليمن من موقع عالمي مميز بين القارات وإمكانيات بشرية وموارد طبيعية مازالت في جوف الأرض اليمنية وبحاجة إلى تكاتف الجهود العالمية للاستفادة من تلك الإمكانيات المهدرة .
كنت ومازلت ضمن المشاركين في ذلك النادي الرائع الذي يؤسس لاقتصاد يمني عربي إسلامي عالمي مبنيٍ على العلوم ويعتمد على غنى الطبيعة وليس إفلاسها كما يقول الأمير تشارلز..
بريكس تحالف اقتصادي عالمي يبعث الأمل في قلوب البشر بإمكانيات التحالف الإيجابي بين الدول للبناء لا للتخريب للسلام لا للحرب .
نعم الاقتصاد هو جسر هام لتجاوز الصراعات العالمية وتحويل الصراع والنزاع السلبي إلى نزاع إيجابي يتم فيه تبادل المعلومات والمصالح المشتركة وفي مقدمتها المصالح الاقتصادية .
لماذا اليمن في بريكس؟
يستغرب البعض من حلم وأمل وطموح شباب اليمن في انضمام اليمن إلى بريكس .
ولإزالة الغرابة والاستغراب نقول إن الثروة البشرية والجغرافيا تجيب على ذلك التساؤل .
فالعنصر البشري في اليمن هو موقع حسد قبل الجغرافي، ونظام بريكس المكون من دول في قارات واتجاهات مختلفة بحاجة إلى نقطة التقاء وترانزيت لتبادل البضائع وتخزينها، واليمن هي نقطة المنتصف في العالم ونقطة اللقاء للعالم ولتحالف بريكس (فالبرازيل تقع في أقصى غرب الكرة الأرضية وروسيا تقع في أقصى شرقها والهند والصين جنوب شرقها وجنوب أفريقيا في أقصى الغرب ) .
لذلك سيكون لموقع اليمن أهمية لتحالف بريكس للتواصل والتبادل، ولتكون اليمن ملتقى تناقل الأفكار والحضارات ولأن اليمن للأسف الشديد تعيش معاناة الحرب والدمار.
وبدأت تشرق آمال انتهاء الحرب والدمار والذي سيتلوه إعادة البناء والسلام الإيجابي والذي نأمل في اليمن أن يكون نظام بريكس نموذجاً لبناء اليمن لينطلق نحو آفاق اقتصادية عملاقة .
لتعود اليمن نقطة اتصال للاقتصاد العالمي كما كانت طوال تاريخها نقطة مضيئة تبعث الأمل للمحيط العربي والإسلامي والعالمي في إمكانية غعادة النظر في الصراعات والنزاعات واستبدالها بالتعاون والشراكة من بوابة الاقتصاد والمصالح الاقتصادية باعتبارها الطريق الوحيد أيضا لتحقيق حقوق الإنسان..
ولتنهض اليمن ومحيطها الإقليمي من تحت ركام الدمار بتحالف اقتصادي إيجابي يستلهم ذلك من تحالف بريكس بل ويدرس إمكانية الانضمام والمشاركة في ذلك التحالف الإيجابي خاصة وأن تحالف بريكس لايضم أي دولة عربية أو اسلامية ويستوجب شراكة الجميع في ذلك التحالف الاقتصادي العالمي وفي مقدمتهم الدول العربية والإسلامية .
وفي الأخير:
آمل من الجميع في وطني الحبيب اليمن السعيد دراسة ومناقشة إمكانية الاستفادة من تحالف بريكس الاقتصادي وإمكانية التعاون والشراكة بل وإمكانية الانضمام إليه لتعزيز وتقوية المصالح والمنافع الاقتصادية لتكون جسراً نتجاوز بها مراحل النزاع والصراع و نعبر منه نحو مستقبل جديد مبنيٍ على المصالح الاقتصادية والذي كان ومازال بريكس هو البوابة لذلك الجسر والذي لن يبخل النادي اليمني للتنسيق مع بريكس من خلال أعضائه في تقديم الاستشارات المناسبة للانتقال الاقتصادي الحقيقي.

قد يعجبك ايضا