هذه الحقيقة الغائبة عن العالم

أيها العالم الغربي أيها العالم الحر نحن اليمانيين نطمع بالسلام نعم ، لأنه مسلكنا مع العالم ، نطمع بالأمن نعم لأن فيه حفظ حياتنا وحياتكم،  ومن حقنا أن نطمع بعودة السلام والأمن والحرية والاستقلال  والسيادة لليمن ، أليس هذا مشروع في سياستكم وتشريعاتكم أيها العالم المتباهي المدعي المدنية الممارس لأعتى سلوك سيادي ارتكبه طغاة العالم في القرون الوسطى ، اعتذر فربما لم أعط زعماءكم حقهم في قتل البشر ، حقهم في المكانة المرموقة المتميزة ، نعم هم متميزون في أساليب الدمار وارتكاب وتعليم فنونه حتى تفوقوا على الشيطان وهاهي تبرز همتهم في خدمة البشرية وخدمة شعوبهم في عناوين الإرهاب وانتصاراته التي اخترقت باريس ، وواشنطن انطلاقاً من صناعة أتقنوها لتدمير العرب ، ليرجع إليكم فقط ما نسبته الواحد من عشرة % من إرهاب زرع في العراق ، سوريا ، لبنان ، ليبيا، تونس ، الجزائر ، مصر ،  وأخيراً وليس آخراً اليمن ، إنها نيته الفوضى الخلاقة للولايات المتحدة الأمريكية التي رأت فيها أنموذجا جيدا لإدارة حرب مدمرة عن بعد وبعتاد وأيد العدو المفترض وتغذيته وإمداده من أجل مزيد من الفناء والتدمير ، واعتبار ذلك خطوة  أساس لإشعال النار الحارقة حول العدو الأكبر الند لأطماع الولايات المتحدة  المتمثل في روسيا الاتحادية أولاً والصين والهند ثانياً وهما ختام المعركة المتدحرجة باسم التحرر وتقسيم الدول. هذا الواضح  في  فسادية القرن الواحد والعشرين الأشد قوة وطغيانا من القرون الوسطي .
أيها العالم الغربي حكوماتكم وزعماؤكم وخبراؤكم هم  ملوك هذا الطغيان ، وأنتم طعمها القادم الذي يصنع منكم جندها المتفاني بحراً وجواً وبراً ، هم يفتخرون بأن الشر المزروع لن يطال بلدانهم ، وأن عفاريت الإنس المصنوعة أمريكياً لاتجرؤ علي الاقتراب من نسماتكم ، والعالم يطاطئ رأسه لهم خشية من المصير البربري المحتوم الذي ينطلق من مراكز الحكم والإدارة في البيت الأبيض والتاج الانجليزي المرصع بالأسدين ومقصلة الثورة الفرنسية ، لأن الخبراء أتقنوا لعبتهم لتوسيع الدمار والخراب في بلاد العالم وبين شعوبه. ، وكرسوا جهدهم في تربية جند من المرتزقة لاستخدامهم داخل وخارج شعوبهم تارة باسم التحرير وتارة باسم الخلافة وتارة باسم الإسلام وتارة تحت عنوان أكبر هو صراع الحضارات والحرب الصليبية الغربية على الشرق برمته .
لم يفق الدب الروسي إلا متأخراً وقد توسعت حوله مساحة الانتشار الذي يمكن الجزم  بأنه الحصار الأمريكي بل والهجوم الأمريكي القادم لشل حركة هذا الدب المقاتل والشرس ، الذي لايمكن القضاء عليه إلا عبر تفتيت نواته وتجزئة اتحاده وهو ما يعجز عن فعله الغرب بأكمله.
إن قاداتكم أعمتهم الأطماع واشترتهم أموال النفط وصاروا رهنا لإشارة من الصحراء تأتيهم ، رغبة في استمرار هذا النهر الجاري من الثروة ، و يبذرون الفتن والحروب لإنعاش الحركة والحياة في المصانع الحربية ، لكن الحقيقة أن لعاب قياداتكم أكثر سيلانا على ثروة النفط وتدمير العرب ، ليس المهم في نظرهم وجودكم أو وجود أطفالكم بقدر اهتمامهم برعاية طفلتهم المدللة في الشرق الأوسط إسرائيل ، من يرضعونها كل يوم مزيدا من الدماء العربية ،  دماء نقية دماء رجال وأطفال ونساء تصدوا  لزحف (العاصفة ) فيها تكمن القيم السامية والوفاء وحب الوطن والنخوة والشهامة والرجولة ،  أما الدماء العفنة النتنة منها فهم يضعونها في براميل النفايات لأنهم يخشون فيروساتها أن تتسرب  إليكم وإلي أوطانكم ، يخشون تحولكم إلي مرتزقة وعملاء وخونة لذلك يحرقونها في مكب النفايات ويستخدمونها وفق ما تمليه عليهم المصالح لكنهم يفقدون السيطرة عليها ، وهذا ما سفك دماءكم،ومن يزرع الشر يأتيه حصاده.
إنها الحياة التي أهلكوا أنفسهم في فسادها وتقمصوا أجساد وحوش الغاب وعفاريت الجان ليدمروا العالم ،  ومع ذلك حتى الآن لم تدركوا  وحشية قاداتكم  لأنهم تمكنوا من طمس الخير فيكم علموكم أن  الحياة لكم فقط، وأن استمرار وجودكم وسيادتكم لن تتم إلا بانفراد العالمية الحاكمة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ، لذلك لم نعد نهتم بهم وبأمرهم ، فهم يقودون بلدانهم والعالم إلي دمار شامل وإن كنا نحن من هذا العالم الذي لايهتم لأمرنا وما نعيشه تحت القصف المستمر لتسعة أشهر مستخدمين كل أنواع الأسلحة والغازات ، لم يعد مهما أن يعلن من واشنطن الحرب والدمار والإبادة لبلد صنف من قبل خبرائكم أنه بلد يعيش تحت خط الفقر ، لايملك مالا ولا نفطا ، بلد متخلف اقتصاديا وعلميا وحتى عسكريا ، ومع ذلك قلب  الحليف الحقائق إلي زيف ، والضعيف إلي خطر داهم، وهم يعلمون يقينا إنه الخطأ بعينه الذي ذهب بهم إلي أفغانستان ليحكموا الطوق على الشعب الروسي فأحكموا الطوق على بلدانهم وعلى أنفسهم ، لكن الحالة اليمانية يرونها حالة فريدة يجب إلا تفوتهم فأسرعوا إلى قيادة تحالفها ، لمزيد من إبراز القوة والرد على المساندة الروسية للشعب والحكومة السورية ، فكان إعلان الحرب على اليمن تهديدا لسوريا العربية الصامدة وكان رد روسيا قاسيا  ألجم التحالف.
ليس نحن من أعلن الحرب من أعلن الحرب هم زعماؤكم وعلى لسان الحليف الأكبر لتنطلق جحافل بحريتكم  وأسراب طائراتكم ، والآلاف من عتادكم البري ، ومعها أموات العرب ، وتناسى الجميع أن الشعب اليماني شعب مجّده التاريخ وذكرته الكتب السماوية ، صبره طويل وبأسه شديد لايخاف الموت ولايخشى مواجهة عدو يدك باب المعتدي رداً على دك باب داره ، إنه شعب لايهاب الموت في سبيل الحياة الكريمة وامتلاك الإرادة والسيادة ، لكن التحالف بما جمع من مال وعدة أخذته العزة بالإثم وسعى فساداً في الأرض اليمنية ، سفك الدماء وقتل الأطفال والنساء في منازلهم وتعالى وتكبر بقوته وهي قوتكم ،وبدنس الأموال العربية تم شراء سلاحكم وجنودكم وبدأت عاصفة أمريكا وبريطانيا وفرنسا على صنعاء ، وكان الصبر والمصابرة هو السلاح الوحيد للمواجهة ، لعلّ وعسى أن يعود العقل الأمريكي إلي صواب ،  أربعون يوماً والصبر يكتم أنفاس الجيش واللجان وجموع الشعب  ويمنع الرد دفاعا لا عدواناً ، والتحالف يتمادى ،  شهور من العدوان ليبدأ الانتقال إلي المناوشة دفاعا عن النفس والأرض كر وفر واستنزاف للآلة الحربية والمرتزقة وخزائن المال،  وإبراز ظلم الغرب بأسره للشعب اليماني، ومع كل الدماء الغالية التي استرخصها قاداتكم كان مراعاة الصداقة والإنسانية واجل الدفاع الشامل لهذا العدوان الباغي حتى تحرك المارد اليماني في بداية الشهر العاشر من العدوان، فقلب علي التحالف الموازين بحراً وبراً بدون سلاح يذكر إلا الإيمان بصناعة الحق وإرادة المظلوم وعون الله الواحد الأحد ، وها هي أرضنا وأهلنا يتلقون الضربات الجوية من سلاح الطيران الأمريكي البريطاني الإسرائيلي السعودي الإماراتي المصري ، ولانعلم ماذا تخفي الأقدار لصقوركم في الجو ولانعلم ماذا يحدث لو نهض المارد اليماني بعزمه واستبساله بروحه وتاريخه وثقافته وبأسه الشديد و ليس بقوة السلاح ، إنما بقوة الإرادة والصبر والصمود التي تصنع الرد وترد الصاع صاعين في حدود قدراتنا البسيطة ، احتراما للتاريخ وللحضارات وللإنسان وردا للظلم .
لم نعد نهتم من يموت أو يحيا منا، فقد سفكت دماؤنا هدرا وباطلا وظلما فجاز لنا  أن ندافع عن أرضنا وعرضنا وسيادتنا ، وحتى الآن لم نعلن حربا ، لكننا ندافع عن وجودنا كأمة ليس كشعب ،  ولو جرحنا قوتكم وعتادكم جرحا طفيفا ، فذاك هو لنا نصر مؤكد ، أما الحلفاء من يدعون أنهم عرب يعلمون جيدا أنهم علي باطل وأنهم  المعتدون ،  لقد حولوا اليمن إلي إيران لإشباع رغبة الثأر منها في ارض ليس لها وجود فيها ، ارض تناستها إيران ولا تعطيها اهتمامها، لأنها بعيدة كل البعد عن ثقافتها كما هي بعيدة عن ثقافة الحركة الوهابية وهذا ما يقوله التاريخ ، وتقوله المذاهب الشافعية والزيدية والحنفية  في عموم اليمن الممتد من المهرة إلي صعدة وسيزيد الامتداد مع تمادي العدوان .
لايهمنا أن يفتخر ناطق التحالف بتدمير اليمن شبرا شبرا ومترا مترا دافنا عروبته تحت قدميه ، مزيحا دينه وأخلاقه وقيمه من المشهد اليومي ، متناسيا انه ابن الجزيرة، ليرتكب هو وتحالفه والجرائم والمجازر التي لايعلمها إلا الله ، مستعينين بشذاذ الأفاق، يفتخر أن أيديهم مضرجة بالدماء اليمنية ،  يقتلون يوميا المئات في الجبال والوديان، وهي نفس الخيبة التي يرددها أعوانهم وعملاءهم في الداخل ، إنهم اليوم يسخرون من امة تدافع عن وجودها وعن كيانها وعن عروبتها وتاريخها وحضارتها وإسلامها ، ونقول اسخروا اليوم فبضاعتكم قد ردت إليكم ، مهما كان استنجادكم بالإرهاب ومرتزقة العالم وجيوش المتأمركين ،  فسلاحنا اليوم نأخذه من مخازنكم. ومع كل البغي الأمريكي البريطاني الفرنسي وتحالف أموات العرب، لازلنا  نمد أيدينا إلى السلام ونجنح للسلام حرصا على السلام والأمن والعالم ، بهامة مرفوعة ورجولة توازيكم فلا ندعي القوة ولا نهاب المواجهة وأيدينا معا خير من الشتات والتمزق ، وننبه لما قاله كيسنجر أن الحرب على اليمن هي البداية لحرب عالمية ثالثة مع الصين وروسيا ، وهما الدولتان اللتان تدركان جيدا عواقب المغامرة الأمريكية علي العالم وإن لم تدركها أوروبا المتجهة نحو فوهة البركان مهرولة مغمضة الأعين ،  بدءا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا ،  ولا نعلم نهاية  لذلك إن لم يعد اتجاه البوصلة نحو السلام العالمي وأمن العالم.

قد يعجبك ايضا