من ركائز التنمية الأخلاقية
ستظل جل النظريات والدراسات والأبحاث المتعلقة بجوانب التنمية الإنسانية حبراً على ورق لا تؤتي أكلها ما دامت حبيسة الإدراج ومرتبطة بالنمو الأفقي الذي يتنكر للنمو العمودي وملازمة السلطة للتطوير والتحديث الحاصل في بنية النظام السياسي الذي يجب أن يتماشى ويواكب ذلك التطوير وهذا التحديث الذي يواكب المحور الأفقي والذي نقصد به التكتل الشعبي والجماهيري بمختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي من حركات وجماعات معارضة أو متحالفة مع النظام السياسي الحاكم الذي يدير ويشرف على كافة مناحي وجوانب التنمية الشاملة المستدامة ليقدم بخاصة نجاحه أو فشله في تلك الإدارة الصعبة التي تستوجب تكوين شبكة ومنظومة للتعاطي مع المتغيرات التنموية وإعطاء التنمية البشرية الإنسانية حقها من الرعاية والاهتمام على أن التنمية الأخلاقية كفرع من فروع التنمية الإنسانية مدخل مناسب من أهم المداخل إلى تدشين تنمية شاملة مستدامة في العديد من جوانب الحياة المختلفة وأبرز تعريف وظيفي نص على أن التنمية الشاملة المستدامة هي:”تنمية الناس بالناس من أجل الناس” فالإنسان واستناداً إلى هذا التعريف يظل مجال ووسيلة وغاية التنمية الشاملة المستدامة.
فلا يداخلني أدنى شك في أن اليمن في المرحلة القادمة سيقود عملية التنمية الأخلاقية كفرع نابض من فروع التنمية الإنسانية والبشرية فنحن نمتلك بكثير من معطيات وركائز التنمية الأخلاقية التي يمكن أن نوجزها في المحطات التالية:
أولاً التشجيع على التهذيب الذاتي وغرس المبادئ والقيم والميول إلى رحاب العقيدة الإسلامية والتفتيش عن مناقب الحلول الإسلامية لحلحلة الأزمات المتنوعة وتقديم البديل الإسلامي.
ثانيا: إبراز المثل الأعلى في الثقافة الإسلامية والمتمثل بشخصية النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين ومحاولة محاكاتهم وتقليدهم في تمثل الصدق والأمانة والإخلاص والوفاء والجندية الحقة والشجاعة والإقدام.
ثالثاً: تريبة الأطفال والشباب ومختلف الشرائح الاجتماعية على ما تربى عليه الصحابة رضوان الله عليهم في الرعيل الأول في صدر الدعوة الإسلامية المثلى والتحكم في زمام وخطام التقدم والتطور والتحديث عن طريق أسلمة المسار السياسي والاجتماعي والاقتصادي وباقي جوانب الحياة المتطورة.
وأخيراً وليس بآخر يجدر بي أن أنادي إلى اختزال التنمية الإنسانية والبشرية في مجرد التنمية الأخلاقية التي تطرقنا إليها في هذا الحديث المقتضب, وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على ما يصفون.