* هنأ اليمنيين والأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف باعتبارها نافذة للضوء وبارقة للأمل
* الخونة في الداخل أهم العوامل المساعدة للأعداء.. لكننا على ثقة بأن صفقتهم خاسرة
* الانتماءات المناطقية أصبحت توظف للبغضاء والحروب لا للتعارف والتآلف
* في باب المندب امتزج الدم السعودي والأمريكي والإسرائيلي والداعشي والإماراتي فمشروعهم واحد
* على كل الأحرار والشرفاء مواصلة التحرك الجاد لمواجهة العدوان وتحرير كل شبر من بلدنا
* مشاكل الأمة تتمثل في اختلال الوعي والقيم وغياب المشروع الحقيقي
* بلاك ووتر هي وجه أمريكا ومشروعها وإرادتها في المنطقة العربية
* الواقع في الجنوب هو النموذج لديمقراطية أمريكا وإسلام السعودية
* الإسلام دين يؤسس للروابط الإنسانية بين جميع البشر
صنعاء / سبأ
دعا قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي كل الشرفاء والأحرار في اليمن إلى مواصلة التحرك الجاد والمسؤول في التصدي للغزاة والمعتدين ودعم الخيارات الاستراتيجية حتى يتحقق للشعب اليمني نيل الحرية والاستقلال وعدم تضييع الوقت في الرهان على أحد.
وقال السيد عبد الملك الحوثي أمس في كلمته الموجهه للجماهير المحتفلة بذكرى المولد النبوي الشريف “ أبارك لكم ولكافة الأمة الإسلامية حلول هذه الذكرى العزيزة والمناسبة المجيدة ذكرى خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام “ .. معتبرا المولد النبوي الشريف يشكل نافذة للضوء وأفقا للخلاص ونورا يبعث على الأمل .
وتطرق السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الذي نقل عبر الشاشات إلى واقع الأمة وما تعانيه من مشاكل تتمثل في الاختلال الرهيب في الوعي والقيم وغياب المشروع الحقيقي للأمة وحلول بدائل عنه وهي مشاريع الأعداء التي تتحرك بشكل كبير داخل الأمة لاستهدافها .
ولفت إلى أن الواقع المأساوي الذي تعيشه الأمة هو نتيجة انحراف الكثير من المحسوبين عليها وانضمامهم لصفوف الأعداء .. مشيرا إلى أن الشعب اليمني العظيم رغم كل ما يعانيه من العدوان من النظام السعودي وعملائه فهو متمسك بقيمه الإسلامية.
كما دعا السيد عبدالملك الحوثي شعوب الأمة كافة إلى اليقظة والتحرك الجاد والمسؤول تجاه المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الجميع بلا استثناء من خلال أدوات العملية وأياديها الإجرامية المتمثلة ببعض الحكومات وفي مقدمتها النظام السعودي وبالجماعات التكفيرية التي تتحرك ضمن مشروع هدام وتدميري بهدف تفكيك كل مكونات الأمة والوصول بها إلى الانهيار التام والخضوع المطلق لأمريكا وإسرائيل وتشويه الإسلام والرسول والقرآن في المنطقة وفي أوروبا وفي سائر العالم .
وحيا صمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان (الجاهلي) السعودي الأمريكي الإسرائيلي الذي يواصل معركته بكل عز بكل ثبات بكل صمود .. معبراً عن تقديره للرصيد القيمي والأخلاقي والمبدئي الذي ظهر عليه اليمنيون خلال يوميات العدوان، مع استعانتهم بالله والتوكل عليه.
وأثنى على عزم وثبات الأجيال الصاعدة التي تملك من الشجاعة والفتوة ما يبعث على الأمل ويبشر بالانتصار .. منبها إلى خطورة الإصغاء للأراجيف الإعلامية.
وفي ما يلي نص الخطاب:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا اله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله.. خاتم النبيين وتمام عدة المرسلين ، أرسله الله رحمة للعالمين وحجة على الظالمين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً فبلغ رسالات الله وجاهد في سبيل الله صابراً محتسباً حتى أتاه اليقين ، اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار وعن سائر عبادك الصالحين .
أيها الإخوة والأخوات.. شعبنا اليمني المسلم العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ونبارك لكم ولكافة الأمة الإسلامية حلول هذه الذكرى العزيزة والمناسبة المجيدة، مناسبة ذكرى مولد خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين .
ونحن وشعبنا اليمني العزيز يحتفل بهذه المناسبة العزيزة والذكرى الخالدة المجيدة إنما هو احتفاء بنعمة الله سبحانه وتعالى وتقدير لفضل الله سبحانه وتعالى وشكر لله على ما منً به على البشرية جمعاء وعلى المسلمين حينما بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) ، وهكذا يتجه شعبنا اليمني العظيم على نحو متميز تميز عن سائر الشعوب بمدى احتفائه واحتفاله وابتهاجه وتفاعله مع هذه الذكرى ومع هذه المناسبة العزيزة من واقع محبته العظيمة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، من واقع انتمائه الأصيل لقيم ومبادئ الإسلام العظيمة والعزيزة.
إن شعبنا اليمني الذي هو يمن الأنصار يمن الأوس والخزرج الذين آووا ونصروا وحملوا راية الإسلام عالية وكانوا سباقين إلى الإيمان والنصرة، الذين تبوءوا الدار والإيمان، هذا هو الشعب اليمني الذي يحذو حذو أسلافه أولئك بالتمسك بالإسلام وبقيمه وبمحبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وبالاهتداء به وبالاحتفاء به وبالتوقير له وبالتعظيم له وبالتقديس له صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله، وبالرغم مما يعانيه شعبنا اليمني في هذه المرحلة من أحداث جسام وهو يواجه هذا العدوان المتجبر الغشوم الظالم الذي تكالبت فيه قوى الشر العالمية والإقليمية والمحلية وفي طليعتها أمريكا وإسرائيل، ومن الإقليم من الوطن العربي نفسه النظام السعودي المجرم العميل الخائن لأمته ولدينه، وعلى مستوى البلد المرتزقة الذين باعوا أنفسهم للشيطان وباعوا شعبهم وباعوا وطنهم وباعوا كرامتهم وباعوا حتى إنسانيتهم.
شعبنا اليمني وهو يعاني من هذه المحنة الكبيرة والعظيمة وهو يُستهدف بدون أي حق بدون أن يقترف ذنباً يبرر لأولئك المعتدين ما يفعلونه به وما يرتكبونه بحقه من أبشع الجرائم وأفظع الاعتداءات يستهدفون الحياة ويستهدفون الأرض يعملون على إذلال وتركيع هذا الشعب الحر العزيز المسلم .
ومن حلوه المنطقة بكلها تعيش الأحداث الجسام وتعيش واقعاً استثنائياً مليئاً بالفتن مليئاً بالحروب مليئاً بالأزمات نتيجة الاستهداف الكبير لهذه المنطقة ولشعوبها بأجمعها الاستهداف لهذه الأمة جمعاء بهويتها الإسلامية في أخلاقها وفي قيمها واستهداف لها ايضا كأمة، بُغية تفكيكها وبعثرتها وتمزيقها والسيطرة التامة لها والإخضاع لها والإذلال لها والاستعباد لها وبغية الاستغلال لها إنساناً وأرضاً وخيرات وثروة.
هذا الوقع المأساوي الذي تعيشه الأمة هذا الواقع المظلم الذي وصلت إليه الأمة نتيجة انحراف الكثير من المحسوبين عليها من الأنظمة ومن القوى السياسية ومن داخل الشعوب أيضا انضمام الكثير إلى صف الأعداء خيانة وعمالة وتآمراً وكيداً ومكراً بهذه الأمة وبأبنائها وبهويتها وبوجودها الحضاري بكله، هذه المرحلة المظلمة وهذا الواقع المظلم والمأساوي وهذه الأحداث الجسام التي ألمت بهذه المنطقة وبشعوبها هي إنما تدفعنا وتدفع كل المستنيرين، كل الذين يحسون بالمسؤولية تجاه هذا الواقع، كل الأخيار وكل الأحرار وكل الشرفاء الذين يتطلعون إلى إخراج هذه الأمة من هذا المأزق الكارثي الذي تعيشه في كل الشعوب وفي كل المنطقة، إنما نرى جميعا في هذه المناسبة العزيزة نافذة للضوء إنما نرى فيها أفقاً للخلاص، إنما نرى فيها نوراً يبعث على الأمل وينير الدرب ويفسح المجال ويضيء الطريق للجميع أين هو الحل وأين هو المخرج وأين حقيقة المشكلة وأين حقيقة الحل لهذه المشكلة ؟.
اليوم من خلال هذا الواقع نتطلع الى هذه الذكرى لنرى فيها كل الدروس وكل العبر التي نحتاج إليها نحتاج إلى نور وبصيرة ووعي ومشروع عملي يقود أمتنا إلى الخلاص، يقود أمتنا إلى الفرج، يقود امتنا إلى التغيير من الواقع السيئ إلى الواقع المنشود الذي يمثل الخير ويمثل العزة لهذه الأمة.
نتطلع إلى رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله من خلال هذه الذكرى وهو الحاضر دوما ، نحن لا نستذكر غائباً غاب عن وجداننا أو غاب عن مشروعنا أو عن واقعنا أو عن اهتمامنا أو عن إيماننا، لأن رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله هو رسول الله الذي نؤمن به هادياً وقائداً معلماً، في صلاتنا في كل يوم وفي كل ليلة نقف بين يدي الله سبحانه وتعالى فنشهد له بالوحدانية وبالربوبية ونشهد لعبده ونبيه محمد بالرسالة في موقعه رسولاً قائداً مربياً أسوة قدوة نوراً نقتدي به ونهتدي به ونتأسى به ونسير على دربه فهو الحاضر دائما في وجداننا حباً مع قداسة عظيمة في موقعه العظيم رسول من عند الله وفي كماله الإنساني العظيم الذي تعشقه كل نفس سليمة في فطرتها.
الرسول الحاضر دوماً في إيماننا وفي وعينا وفي صلاتنا وفي هدينا الذي نعود إليه هدي من عند الله سبحانه وتعالى وفي مبادئنا وقيمنا، الرسول نستحضره اليوم في هذه المناسبة أملاً لخلاص البشرية كل البشرية من كل ما تعانيه نتيجة هيمنة وطغيان قوى الاستكبار والطاغوت التي ملأت العالم كله بشرها وفسادها وإجرامها وطغيانها وسوئها وقبحها .
نتطلع إلى الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في حركته بالرسالة، نتطلع إليه بما أحدثه من تغيير عظيم بمشروعه الإلهي العظيم في واقع العالم آنذاك ابتداء من المنطقة العربية، ذلكم المشروع العظيم الذي كان به خلاص البشرية فالرسول صلوات الله عليه وعلى آله وهو خاتم النبيين وتمام عدة المرسلين يحمل كل إرث الأنبياء وفي حركته وفي ذاته هو فيما حمله من قيم وأخلاق قدم للبشرية في مرحلتها الأخيرة كل خلاصة الماضي في ما أودعه الله سبحانه وتعالى لأنبيائه ورسله وللبشرية في جميع مراحل التاريخ من هدى ونور وقيم وأخلاق وتعاليم يترتب عليها سمو البشرية وكرامتها وعزتها وسعادتها وتضمن الحلول لكل مشاكلها وتضمن لها المسير في الاتجاه الصحيح في الصراط المستقيم نحو الله ونحو ما يرضي الله وفي استخلافها على الأرض بما يأمر هذه الحياة وبالعدل وبالحق ولسعادة الدنيا ولسعادة الآخرة أيضا .
الرسول صلوات الله عليه وعلى آله بعثه الله والعالم آنذاك في واقع مظلم في جاهليته الأولى التي تتشابه إلى حد كبير مع جاهلية اليوم، تلك الجاهلية التي كان عليها الواقع على مستوى المنطقة العربية وعلى مستوى بقية العالم بات مفرغاً من القيم الإنسانية والأخلاقية، باتت حالة الضلال والتيه التي يعيشها الإنسان في شتى أرجاء المعمورة آنذاك هي المسيطرة، بات الإنسان يفتقر كل الافتقار إلى ما يحقق إنسانيته كإنسان إلى ما يستنقذه من حالة التيه والانحطاط والضياع التي يعيشها في واقع الحياة، بات مفتقراً ومتعطشاً إلى القيم الفطرية التي بها كرامته كإنسان وتميزه كإنسان وسعادته كإنسان في هذا الوجود .
ولذلك كان الواقع العربي أولا كما قال الله سبحانه وتعالى “ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ “، ذلك الضلال المبين يتمثل فيما كان عليه العرب من الاعتماد على الخرافة وعلى الجهل وعلى الشرك وعلى الكفر وعلى الوثنية وعلى التوحش، مظاهر ذلك الضلال كانت في أن الواقع الذي كان يعيشه العرب كله واقع ضياع لا كيان يجمعهم لا هدف لا مشروع لا رسالة لا قضية سواء، أمة متفرقة متبعثرة متناحرة لا لها أي مشروع مهم في هذه الحياة تعيش في واقعها العداء الشديد والنهب والسلب والتخلف والجهل بكل أشكاله.
ولذلك كانوا يستندون إلى الخرافة عقيدة وأي ضلال للإنسان حينما يجعل من الخرافة عقيدة، فعبدوا الأصنام وأشركوا بها مع الله سبحانه وتعالى وجعلوا من الأحجار التي كانوا هم يقومون بنحتها أو بشرائها أو ببيعها جعلوا منها آلهة مع الله سبحانه وتعالى، اعتقدوا فيها النفع واعتقدوا فيها الضر وتعبدوا لها وتوجهوا إليها كشريكة أشركوها مع الله سبحانه وتعالى ، كذلك كانوا في واقعهم العام بعيدين عن الواقع الإنساني على مستوى فظيع من التوحش لدرجة أن البعض منهم لم يكن أبدا ليتحاشى من أن يقوم بقتل أبنه إذا ولد له مولود وهو يعيش ظروفاً صعبة أو فقراً فيقتل ابنه خشية الإملاق إما على ابنه أو من واقعه الذي يعيشه كظرف اقتصادي صعب كما قال الله سبحانه وتعالى وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ “ كذلك قال لهم “ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) .
وهكذا كان العربي الذي ينظر إلى واقع الحياة من حوله نظرة سخيفة تعتمد الخرافة ونظرة زائفة لا تستند إلى الحقيقة ولا إلى الوعي كان متخبطاً في واقع الحياة ، بهذه النظرة يتعاطى مع كل ما حوله ، ينظر إلى المرأة نظرة احتقار بالغة، ينظر لها إلى أنها مجرد سوءة وعار فكان أحدهم كما حكى القرآن الكريم، وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ “.
يقتل ابنته وهي طفلة وهي في منتهى الصغر في مقام يستجلب من الإنسان ويكسب من الإنسان عاطفته ومحبته ، وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ ، يأكل الميتة، يتناحر الجميع على أتفه الأسباب وأبسط المسال فيقتتلون عشرات السنين ليس لهم هدف في الحياة ولا مشروع في الحياة كل واقعهم عبارة عن ضياع بكل ما تعنيه الكلمة، أما الواقع من حولهم فهناك إمبراطوريات قائمة ولكنها متوحشة لا روح لها ولا قيم ولا أخلاق كل اهتمامات الناس منصبة إلى أن يأكل بعضهم بعضاً وأن يقتل بعضهم بعضاً وان ينهب بعضهم بعض وان يضطهد القوي الضعيف وهكذا كان ، لكن عندما أتى الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى الله برسالة الله الخاتمة بمبادئها العظيمة غير كل هذا الواقع وابتداء بالواقع العربي نفسه، ذلك العربي الجاهل البدوي المتخلف الذي يركع ويسجد للحجر التي نحتها أو اشترها والذي يقتل ابنته ويئدها وهي طفلة والذي لا يعيش الرحمة في وجدانه ولا كيانه والذي يحمل الخرافة تجاه واقعه والواقع من حوله بعيداً عن الحقيقة والذي ليس له هدف ولا مشروع في هذه الحياة بفعل الإسلام وبفعل مبادئ الإسلام وبفعل نور الإسلام وبفعل حركة نبي الإسلام تحول إلى عربي آخر ، إلى عربي راقٍ مؤمن موحد لله سبحانه وتعالى يحمل القيم ويترفع عن سفاسف الأمور يحمل رسالة الخير وإرادة الخير ويتحرك لإقامة الحق والعدل ، الأمة المبعثرة المتفرقة المتناحرة المقتتلة المتهالكة على عقال بعير او على قليل من الغنم أو على قليل من الأرض أو أي اعتبارات أخرى، تحولت إلى أمة موحدة تجتمع كلمتها على أشرف رسالة على أعظم مبدأ على أشرف قيم على أذكى أخلاق وتحركت بعد صراع مرير وبعد جهود كبيرة من خلالها تغير هذا الواقع لم يكن بالشيء السهل ولا بالشيء البسيط الذي تمكن به الرسول صلوات الله عليه وعلى آله من تغيير هذا الواقع تحرك يبلغ رسالات منذر ومبشر وهادٍ وصابر على الناس ومحتسب في ذلك بكتاب الله سبحانه وتعالى بآيات.. الله البينات حتى غير هذه النظرة هذه الروحية هذا التفكير السطحي والساذج الذي كان يحكم الإنسان آنذاك فكانت حركة النبي صلوات الله وعلى آله متجهة إلى هذا الإنسان الجاهل الغبي المتخلف لتغيير فكرة لتغيير نظرته الساذجة لتزكية نفسه لتزكية روحه لتعديل وتقويم سلوكه بالأخذ بيده نحو معارج الكمال الإنساني، فلذلك قال الله سبحانه وتعالى هو الذي بفضله وبرحمته بالبشرية جمعاء وبرحمته بالبيئة الأولى لهذا الدين بالمنطقة العربية “ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ “ .
تلك الأمة التي لم تكن ترتبط لا بكتاب من كتب الله ولا بهدي من هدى الله سبحانه وتعالى ، هُوَ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ، وعماد استقامة الإنسان في الحياة وصلاحه في الحياة ونفعه في الحياة وعلاج مشاكل كل الحياة التي هي منشأها الإنسان وعلى يد الإنسان زكى الإنسان زكى نفسه إلى تدنيس النفس الإنسانية فتتحول إلى منبع للشر وتكون هي منشأ كل المشاكل في هذا العالم، يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة “ فتتحول إلى أمة الكتاب التي تتغير كل ما لديها من رؤى سخيفة وأفكار ظالمة ومنحرفة إلى رؤى منشأها هدى الله سبحانه وتعالى منشأها كتاب الله لتكون أمة الكتاب أمة القرآن التي ترى بنور القرآن تقيم الأشياء من خلال القرآن نظرتها إلى الواقع من حولها إلى الأحداث من حولها من خلال القرآن وتحمل رسالة القرآن وهدي القرآن وأخلاق القرآن، ويعلمهم الكتاب والحكمة لتكون الأمة الحكيمة تحمل الحكمة رؤية وتحمل الحكمة سلوكاً وتحمل الحكمة مواقف وتتحرك على أساس من الحكمة أمة متزنة في تصرفاتها صحيحة حكيمة قائمة على أسس صحيحة، أي نقلة من ذلك الواقع المظلم الذي كان يعيشه العرب لا حكمة ولا هدي ولا مشروع إلى أمة بين يديها الحكمة التي قدمها رسول الإسلام من خلال القرآن من خلال تلك التعاليم العظيمة الحكمة في السلوك الحكمة في التصرفات الحكمة في المواقف الحكمة في القول والحكمة في الفعل .
هكذا أكرم الله هذه الأمة بهذه الكرامة العظيمة بهذا الهدي العظيم ، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ، لا حكمة ولا زكاة ولا نور تخلف انحطاط في كل واقع الحياة ، يأكلون الميتة في واقعهم الحياتي يعيشون بؤساً فظيعاً جدا تناحر وآخرين منهم لما يلحقوا بهم لكل الأجيال اللاحقة هدي باقٍ في أوساط الأمة فالقرآن باقٍ في أوساط الأمة والرسول صلوات الله عليه وعلى اله أسوة باقية من موقع الأسوة من موقع الهداية فيما تركه فيما قدمه من هدي فيما قدمه من تعاليم فيما عرف من سيرته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وما أعظم قيم هذا الدين.
مشكلتنا اليوم أيها الإخوة الأعزاء مشكلة الكثير من أبناء الأمة وجماهير الأمة أن نظرتهم إلى الإسلام وإلى رسالة الإسلام وإلى الرسول صلوات الله عليه وعلى آله نظرة ناقصة ينقصها الكثير والكثير، السائد اليوم في الذهنية العامة أن الإسلام هو مجرد تلك الطقوس فقط وأمة الإسلام هي تلك الأمة التي بقي لها من إسلامها صلاة وصوم وزكاة وحج وشيء يسير من هامش هذا الإسلام من هنا أو هناك بينما غيب من واقع الإسلام أساسيات هي التي تعطي قيمة حتى للصلاة وفاعلية للزكاة وفاعلية للمسجد وقيمة لما بقي .
فحينما أضيعت من واقع الأمة تلك الأساسيات بقي لها إسلام لا طعم له لا روح له لا أثر له لا نفع له لا يحق حقاً لا يبطل باطلاً لا نرى أثره في الكثير من أبناء الإسلام من أبناء هذا الدين من أوساط هذه الأمة لا نرى لها أثراً في زكاة النفوس ولا في القيم ولا في الأخلاق .
إسلام جرد من العدل والعدل من أساسيات الإسلام وما الذي حل بديلاً عنه هو الظلم فكان واقع هذه الأمة للأسف الشديد واقعاً مليئاً بالظلم والتظالم واليوم كل يشكو مما يعانيه من الظلم من أبناء الأمة وعلى يد من هم محسوبون على أنهم من الأمة ثم نأتي إلى زكاة النفوس نجد ظاهرة التوحش اليوم في واقعنا الذي هو فعلا جاهلية أخرى تحدث عنها الرسول فيما سبق حينما قال، بعثت بين جاهليتين أخراهما شر من أولاهما لأن هذه الجاهلية فيما يمتلكه قادتها وفيما يمتلكه رجالها وفيما تمتلكه جيوشها وفيما يمتلكه أربابها وأصحابها هم أسوأ وأكثر خطورة وضراً وشراً على البشرية مما كانت الجاهلية الأولى .
في الجاهلية الأولى لم يكن الجاهليون فيها يمتلكون من الإمكانات العسكرية والإعلامية وغيرها مثل ما هو قائم في واقعنا اليوم ، اليوم المسألة بشكل كبير جد خطيرة ووصل سوؤها إلى حد فظيع ومعاناة البشرية من ويلاتها وكوارثها ومآسيها على نحو لا يخفى على أحد ، في جاهلية اليوم نرى التوحش الذي كان في جاهلية الأمس قبل مبعث نبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وعلى آله نرى اليوم الأطفال والنساء والإنسان رجالاً أو امرأة أو طفلاً أو كبيراً أو صغيراً شاباً أو شيخاً لا قيمة لحياته يقتل الآلاف بكل بساطة.
إذا كان العربي في الماضي بمديته أو بسيفه يقتل فجاهلية اليوم تمتلك أعتى وأفتك أنواع الأسلحة التي تتمكن من خلالها من تنفيذ الإبادة الجماعية والقتل الجماعي للآلاف من الأطفال والنساء، وللإنسان القدرة على أن يخمن أو يقدر الأرقام من قتلى البشرية من ويلات جاهلية اليوم بالملايين أطفال ونساء رجال ونساء كبار وصغار نتيجة إمكانات جاهلية اليوم جاهلي اليوم أمريكي أو إسرائيلي ، سعودي أو إماراتي أو غيره، جاهلي اليوم بوحشيته بتجرده من الإنسانية يستخدم الطائرات يستخدم القنابل المحرمة والأسلحة المحرمة دوليا يستخدم أفتك أنواع الأسلحة ليقتل الآلاف والآلاف من الأطفال والنساء بطريقة وحشية بشعة لا تستطيع إلا أن تقول أن الذي يفعل ذلك متجرداً من كل الشعور الإنساني يعيش تماما الحالة الغريزية التي يعيشها أي وحش أي حيوان متوحش ، لا فرق بينه وبينه ، بل هم أضل حتى من الحيوانات ، قد ترحم تلك الحيوانات ما لا ترحمه تلك الوحوش البشرية.
الإسلام هو دين القيم دين الأخلاق إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ “ واليوم أين هو العدل وأين هو الإحسان أين هي قيم العطاء والبذل ، في المقابل الذي نراه سائدا في واقع القوى المتجبرة والمتمكنة حتى المحسوبة منها على الإسلام في هذه الأنظمة التي تتظاهر بالتدين السائد والمنكر وهو البغي بأقسى وأبشع أشكاله البغي في التعدي على الشعوب في قتل الناس في الانتهاك للحرمات في الاستهانة بالدماء واسترخاص إزهاق أرواح الناس .
الإسلام الذي هو منظومة من القيم التي تربط بين البشرية وتحسسها بأنها أسرة واحدة من نفس واحدة اليوم يتحرك البعض حتى ممن هم محسوبون على هذا الإسلام بعكس هذا تماما ، في الإسلام يقول الله في قرآنه يقول سبحانه وتعالي “ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً”، يقول سبحانه وتعالى ( يا أيها الناس “ خطاب للبشرية كلها “ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “ هذا هو الإسلام الذي يؤسس للروابط الإنسانية بين المجتمع البشري بكله ويقدم للمجتمع البشري من المبادئ والقيم والأخلاق ما يكفل له ويحقق له أن يعيش هذا الشعور الأخوي الأسرى أن يعيش التضامن أن يعيش التعاون أن يعيش التفاهم أن يعيش المواساة أن يعيش التعاضد بدلاً من التظالم والتناحر والاستهداف ، على ما هو قائم اليوم في واقع البشرية، الإسلام بهديه العظيم بهديه العظيم والمبارك الذي يعطي الإنسان رؤية ونوراً وبصيرة تجاه الواقع بكله فلا يعيش أعمى ولا يعيش قابلاً للخداع والتظليل وساذجاً في تفكيره يتمكن أي ضال أو أي مضلل بالأسلوب الإعلامي أو بالأسلوب الثقافي أو بالأسلوب الفكري من أن يجره إلى المتاهات .
القرآن الكريم يعطيه أعلى مستوى من الوعي ، قال الله عنه (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) وهكذا هو الإسلام العظيم الذي يحول الأمة إلى امة لها رسالة تنشد الحق تسعى إلى الخير وتحمل إرادة الخير وتسعى لنشر الخير في العالم أجمع وإحقاق الحق وإقامة العدل، الإسلام الذي هو دين ألفة و إخاء وتعامل وتفاهم ، يقول الله فيه (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) ، يقول الله فيه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ويقول الله فيه (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) .
هذا الإسلام العظيم الذي أثمر في الواقع تجربة معطاءة عظيمة مشروع واقعي كان، هل تجربته الواقعية وحضوره الفعلي في واقع الناس ولمس تغييره، لم يكن مجرد مشروع مثالي هناك يبقى مجرد نظرية تقال أو تدرس فقط ، لا ، نزل إلى الواقع على يد الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله ولمست عظمة هذا الإنسان وغير الواقع تماما ومثل فعلا أرقى مرحلة في تاريخ البشرية فيما عرف عن تاريخها ، في كل ما عرف عن تاريخ البشرية أرقى مرحلة وأرقى واقع هو ذلك الواقع الذي صنعه الإسلام فعلا في المنطقة العربية وامتدت آثاره إلى كل أقطار المعمورة وأرجاء المعمورة بفعل حركة النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله بتلك القيم بتلك المبادئ بتلك الأخلاق بتلك التعاليم .
وهذا ما يجب أن نعيه جيدا ثم بعد الانحراف عن تلك القيم عن تلك الأخلاق عن تلك التعاليم عن ذلك الهدي والاقتصار على شكليات تطوع وليست حتى في مستواها النقي ، تطوع لخدمة الجائرين والمستكبرين ، أصبحت المساجد تطوع لخدمتهم أصبحت الجبايات المالية تطوع لمصلحتهم وهكذا أصبحت بقية الهامشيات باستثناء الأوساط التي تستمر في اتجاهها الصحيح كأوساط الأمة .
ولكن نتائج الانحراف في واقع الأمة ملموس وكارثي ومأساوي جدا فالدين الإسلامي الذي جلب للأمة الحرية وأراد للبشرية كلها أن تكون حرة عندما غاب منه هذا المبدأ ما هو واقعنا اليوم نحن المسلمين تأتي قوى العالم المتجبرة المستكبرة وفي طليعتها أمريكا ومعها إسرائيل ويأتي البعض من داخل المسلمين من العملاء والخونة والمجرمين المنقلبين على مبادئ الإسلام العظيمة والطاعنين لأمتهم في الظهر يأتون من جديد لاستعباد الأمة، المشكلة التي تعاني منها اليوم أمتنا هي مشكلة الاستعباد، الذي يريده الأمريكي والإسرائيلي بأمتنا هو الاستعباد لأمتنا، التحكم في كل شيء في واقع امتنا وهذا هو الاستعباد أن يفرض عليكم ثقافته وسياسته وأن يتحكم بك في كل شأنك لا تفعل إلا ما يريد ولا تتحرك إلا بما يريد وأن يحكم حياتك وأن يحكم واقعك وأن يتحكم بكل شأنك .
هذا هو الاستعباد وديننا هو دين الحرية الذي تعلمنا فيه ونتعلم منه أن لا نقبل أبدا بأن نُستعبد لأحد وأن لا نكون عبيداً إلا لله سبحانه وتعالى ديننا هو الذي علمنا الله فيه وقال في قرآنه “ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ “.
الإسلام يعلمنا كمسلمين أن لا نتجه لاستعباد احد وان لا نستعبد بعضنا البعض وان لا نقبل من احد من البشرية أن يستعبدنا لأن الله لم يُرد لأحد ان يتخذ العباد أربابا وأن يجعل من العباد عبيداً له و أن يجعل من نفسه ربا لهم حتى الملائكة ليس لها ذلك وحتى الأنبياء ليس لهم ذلك فما بالك بالمجرمين والمتوحشين والقوى الانتهازية والطامعة والمتجبرة، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أربابا من دون الله.
مأساة الأمة أن يأتي إليها أشر خلق الله وأسوأ عباد الله قوى طاغية متجبرة ظلومة متوحشة لا أخلاق لها ولا قيم ولا تعطي أي اعتبار ولا مكانة للبشرية ولا لحقوق البشرية فتستعبدها قهرا وتستعبدها إذلالاً وهواناً وظلما، إن الله سبحانه وتعالى حينما وجه عباده لطاعته وعبادته إنما يفيض عليهم من رحمته ويفيض عليهم من كرمه إنما يمنحهم من عزته إما أولئك فهم بطغيانهم وإجرامهم ووحشيتهم ولا إنسانيتهم وخلوهم من كل القيم من كل الأخلاق من كل المعاني النبيلة والشريفة هم يستعبدون الناس بالإذلال بالاضطهاد بالظلم بالإفساد بالهوان وهذا ما لا يجوز القبول به نهائيا .
الأمة التي كان قد صنع منها الإسلام بمنظومته المتكاملة أمة واحدة اليوم متفرقة وتستمر عملية التفريق والتجزئة والبعثرة وتلقى ساحة قابلة ومهيأة فينجر الكثير من المسحوبين على الأمة ينجر بكل بساطة إلى تلك العناوين التي تسوق وتشغل وتفعل لتفرقة وتجزئة الأمة وإثارة العداوة والبغضاء بين أوساط الأمة، العداءات وفقا للعناوين الطائفية والمذهبية تلقى تجاوباً بين أوساط الأمة ينجر الآلاف، الآلاف من أوساط الأمة فيحملون العداوة والبغضاء وإرادة الشر والحقد والكراهية ويتحركون ليقتلوا أو ليدمروا أو ليؤذوا الكثير من أبناء الإسلام تحت عناوين طائفية أو مذهبية عناوين تفرقة على المستوى المناطقي تلقى تجاوباً فيأتي البعض ممن يحمل اسم إسلام وينتمي إلى الإسلام وهو يجهل مبادئ هذا الإسلام وقيم هذا الإسلام وهو مفرغ من إثر تلك المبادئ العظيمة بالإسلام في نفسه وبحقد مناطقي يتخذ موقفاً من أخيه المسلم لأنه من تلك المنطقة أنا من منطقة كذا فاكره الذي من منطقة كذا وأريد أن اقتل الذي من منطقة، كذا ولا أريد أن اقبل به تعالى أي انحطاط أي تخلف أي مأساة هذه التي وصلت إليها هذه الأمة الله تعالى يقول “ إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا “ اليوم توظف حالة الانتماءات هذه الانتماءات المناطقية التي هي للتعارف للتحارب للتقاتل للتباغض للكراهية للعداوات والبغضاء .
وهكذا نلحظ أن واقع الأمة مأساوي وأن ابرز مشاكل الأمة اليوم تتخلص في ثلاثة إشكالات كلها نتيجة انخراط عن أساسيات في هذا الدين في هذه الرسالة في نهج النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله، أولها الاختلال الرهيب في الوعي فبعد أن قدم الإسلام بقرآه وتعاليم نبيه وإرشادات نبيه ما يكفل الإنسان أن يكون على ارقى مستوى من الوعي والبصيرة والنور لا يحمل في فكره ولا في تصوراته لا سذاجات ولا مفاهيم مغلوطة ولا أفكار سطحية ومغلوطة ولا نظرات غير واقعية وان يكون على مستوى عظيم محصن لا يتأثر بخداع الآخرين ولا تضليل الآخرين بأي شكل كان دعاية إعلامية نشاطاً تثقيفياً فكري، أصبح المسلم اليوم في كثير من البلدان مجرداً من الوعي قابل للتأثير ونجد مظاهر الاختلال الرهيب في الوعي بأشياء كثيرة، اليوم يجد التيار التكفيري من أوساط الأمة الكثير من الناس الذين ينخدعون له يتأثرون به ويستغلهم لدرجة انه يدفع بالكثير ليفجروا أنفسهم ويقتلوا أنفسهم، هذه السذاجة هذا الغباء هذا الفراغ التام من عملية الوعي والتحصن الفكري والثقافي يجعل البعض ضحية إلى هذه الدرجة إلى أن ينجر ليكون أداة بيد التكفيريين وقد يذهب ويفجر نفسه ويقتل الكثير من الأطفال والنساء ويستهدف تجمعات بشرية متنوعة هذه القابلية للتكفيريين التي جرت معهم وتجر يوميا العدد الكبير من الناس في مجتمعنا الإسلامي هي تدل بكل وضوح على اختلال رهيب في الوعي، الانسياق وراء أعداء الأمة الانسياق وراء أمريكا الانسياق وراء إسرائيل الميل نحو أعداء الأمة الانخداع بشعاراتهم وعناوينهم التي يرفعونها، حينما يأتي الأمريكي بكل طغيانه الواضح بكل شره الذي ملأ الدنيا ليتحدث عن حقوق إنسان أو ليتحدث عن ديمقراطية أو ليتحدث عن حرية ثم ينخدع البعض به ويتأثر بكلامه ويصدقه أو يصدق إسرائيل أنها تريد السلام وتنشد السلام أو غير ذلك هذا من مظاهر الاختلال الرهيب في الوعي في واقع الأمة .
عندما نلحظ أن هناك في واقع الأمة جماهير واسعة وأعداداً كبيرة في حالة من الجمود أمام كل هذا الواقع المأساوي والكل يشهد بأن هذا واقع مأساوي وكارثي وضار بالأمة وانه يفترض إن تسعى الأمة للتغيير وللخروج منه فترى الكثير الكثير في حالة من الجمود ينتظرون المجهول وينتظرون الواقع ليتغير من تلقاء نفسه هذا الشاهد من شواهد الاختلال الرهيب في الوعي ثم اختلال الإشكالية الثانية اختلال كبير في القيم والأخلاق وهذا ملحوظ بشكل كبير في واقع الأمة لا تجد اليوم الفرق بين الكثير ممن ينتمي للإسلام وبين غيره من أي أمم أخرى انعدام لكل القيم والأخلاق توحش إجرام بشكل بشع جدا جدا الحالة التي نشاهدها لدى التكفيريين ولدى آخرين ممن يفتكون اليوم بالأمة ويظلمون الأمة ويقهرون الأمة هل تجد فارقاً بين ما عليه النظام السعودي وبين إسرائيل أو بين أمريكا أو بين أي فئة متوحشة في هذه الأرض مع أن هؤلاء ينتمون للإسلام أين هي قيم الإسلام هل تجد لها اثراً في أفعالهم في اليمن في مؤامراتهم الفظيعة الرهيبة المدمرة في بقية شعوب المنطقة هذا الاختلال الرهيب في القيم والأخلاق هو نتيجة انخراط رسالة الإسلام وقيم الإسلام بكل بساطة يقتلون الناس يظلمون الناس ينهبون ثروة الأمة يحتلون الأرض ينتهكون العرض يهتكون الكرامات تجاوزوا الحرمات لا حدود ولا قيود ولا التزامات واعتبارات يتصرفون كما لو لم يكن لهم أي ارتباط بهذا الدين ولا أي انتماء إليه وهذه حالة سائدة بشكل عجيب .
عندما تجد الكثير من الناس يبيع نفسه بمال يفعل أي شيء مهما كان إجرامياً أو وحشياً مقابل أن يحصل على المال، من اجل المال يبيع نفسه يبيع وطنه يبيع شعبه يبيع أمته يبيع قيمه يبيع إنسانيته يبيع أخلاقه لماذا لأنهم سيعطونه بعضاً من المال وهذا المال هو مما نهبوه عليه وأخذوه عليه هذا اختلال رهيب في القيم والأخلاق .
ولنا أن نتصور كم ينشأ من خلال ذلك من مشاكل ومآس في واقع الأمة ثم الإشكالية الثالثة الكبيرة غياب المشروع الحقيقي للأمة فهي هذه منشأ كل مشاكل الأمة لها هذه المشاكل الثلاث لها منشأ يعود إلى ثلاثة أسباب الاختلال الرهيب في الوعي والاختلال الرهيب في القيم والأخلاق وغياب المشروع الحقيقي للأمة وحلول بدائل هي للأعداء هذه الأمة يفترض أن لها رسالة لها مشروع لها هدف تبني واقعها لتكون أمة عظيمة قوية تقدم النموذج العالمي كأمة حضارية راقية واقعها قائم على الأخلاق وعلي القيم و على العدل وتنشر الحق إلى أرجاء العالم وتتميز بوعيها بالدور الاستخلافي للإنسان في الأرض كيف يعمر الأرض ويعمر الحياة ويبني الحياة على أساس من القيم على أساس من المبادئ العظيمة بهدف مقدس يسير نحو الله سبحانه وتعالى وحينما غاب المشروع الحقيقي للأمة حلت بدائل عنه هي مشاريع الأعداء وهي مؤامراتهم لم تبق الأمة هكذا مجرد حالة فراغاً اليوم تتحرك مشاريع الأعداء في الأمة بشكل كبير تحرك حالة مشاريع الأمة التي تستهدفها بالدرجة الأولى مشاريع تتحرك في أوساط الأمة لصالح أعداء الأمة البعثرة والتفكيك .
اليوم مشروع رئيسي للأعداء يتحرك في داخل الأمة على أيدي محسوبين على هذه الأمة أنظمة النظام السعودي الجائر المستكبر الغبي الجاهل المسيء إلى السلام والى رسالة الإسلام والى نبي الإسلام والجماعات التي أنتجها وفرخها وصنعها مع الغرب مع أمريكا ومع إسرائيل في واقع هذه الأمة في داخل هذه الأمة في أوساط هذه الأمة التفكيك لهذه الأمة إلى أسوأ حال ثم نجد أن السعي كل السعي من كل هؤلاء الذين هم صنيعة العدو في داخل الأمة ويد للعدو في داخل الأمة كل جهدهم ينصب في فرض تبعية عمياء وغبية لتطويع الأمة للأعداء وتسخيرها بكل ما تملك لصالح أعدائهم .
اليوم يراد للأمة أن تتفكك حتى لا يبقى لها أي كيان.. بعثرة وتجزئة مناطقية مذهبية، العراق اليوم يفكك اليمن يراد له أن يفكك يراد لكل المنطقة أن تبعثر وبعد عملية التفتيت وحينما لا يبقي أي كيان للأمة تكون الأرض للأعداء تكون الأرض للأمريكي وللإسرائيلي ولمن معهم يكون الإنسان العربي ما بقي منه مطوع لصالح الأعداء لتقاتل به أمريكا أي عدو لها في أي قطر من أقطار العالم سواء ضد الصين أو ضد روسيا أو ضد أي قوى منافسة لها في العالم ويراد للثروة العربية أن تكون حكرا للأعداء وان تفلس الأمة هكذا بدلاً عن أن تكون الأمة امة لها مشروع أصيل مستقل ولن يكون لها مشروع أصيل تعيش فيه يستحيل هذا يستحيل أن يكون لها مشروعها الأصيل وهي تعيش واقع التبعية لأعدائها كما يفعل النظام السعودي الذي يتمظهر بالإسلام وبطقوس من الإسلام ثم ينجر في سياسياته وتوجهاته ومواقفه 100%في أثر ما يريده الأعداء وفي اثر الأعداء.
الواقع اليوم مأساوي لدرجة أن عدو الأمة أمريكا وإسرائيل تحارب الشرفاء والأحرار وتسحق الأمة بدون أي تكلفة بل بربح بل يسخر من داخل الأمة أولئك الأغبياء الذين انقلبوا على أمتهم وعلى مبادئ دينهم وأخلاقهم وقيم رسالة الله سبحانه تشغلهم هم لضرب الأمة وتتحرك معهم بمقابل أمريكا اليوم تحارب في اليمن ولكن مقابل أن تكسب حتى المال حتى قيمة سلاحها الذي يقتل به اليمنيون كما في أي بقعة أخرى تفعل ذلك، السعودي اليوم والإماراتي وغيرهم من داخل الأمة يتحركون هم جنود مجندة لأمريكا ولإسرائيل خدام طيعين مذعنين يتفانون يبذلون كل الجهد يسخرون كل الطاقات يحشدون كل الإمكانات يبذلون كل الجهود لتنفيذ مؤامرات أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
وفي المقابل أيضا يقدمون لأمريكا فيما تفعله معهم لمصلحتها هي يقدمون لها المال حتى لا تخسر أي شيء ولا تقدم أو تخسر دولاراً واحد تقدم لهم السلاح وتشارك معهم في قتل أبناء الأمة في اليمن وفي غير اليمن ولكن تكسب المال كلما قدمته تكسب مقابله مكاسب هنا أو هناك مادية وسياسية هذه مأساة.
إذاً أمام كل هذا الواقع بكل مشاكله وبمنشأ مشاكله التي نعاني منها نرى انه لابد أن يتجه كل الأحرار و الشرفاء والبقية الباقية في الأمة لأنه لا يزال الخير قائم في أوساط الأمة وعلى امتداد تاريخ الأمة بقي للحق صوته وبقي للدين أهله وبقي للمبادئ والقيم من يحملها في كل عصر وان كانوا مضطهدين وأن كانوا مظلومين .
واليوم وبحمد الله تتسع هذه الدائرة في أوساط هذه الأمة وتزداد أعداد المتطلعين والناشدين للتغير والتغيير هو بالعودة إلى تلك المبادئ والقيم، التغيير يبدأ من النفوس ثقافي وفكري تغيير كل الآراء تغيير كل المفاهيم المغلوطة التي عممتها تلك الجهات الظالمة والطاغية اليوم لا تحتاج إلى أن تبحث لها عن تجربة وعن طريق للخلاص التجربة معروفة ما هناك من سبيل للأمة إلا العودة إلى هذه القيم إلى الإسلام منظومة متكاملة، ليس الإسلام على النموذج السعودي الأمريكي الإسرائيلي أبدا، الإسلام بمنظومته المتكاملة الإسلام بقيمه ومبادئه الإسلام بوعيه بنوره بهديه ببصيرته بعدله بقيمه بأخلاقه بإنسانيته ، الإسلام الذي كان في واقع تطبيق محمد وتجربة محمد وحركة محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله الإسلام الذي اثبت فعليا نجاحه مرتين يوم طبق تغير الواقع تماما إلى واقع عظيم متميز مختلف ويوم خولف وانحرف عن أساسياته فرأينا الواقع سيئاً اسود مظلماً وقاتماً إلى حد فضيع اثبت نجاحه في كلا الحالتين .
اليوم الحل للأمة والخيار للأمة أن تعود إلى الإسلام كمنظومة متكاملة إلى هديه العظيم إلى القرآن في ثقافته التي تقدم للأمة البصيرة والوعي ولا يفصل بين الأمة وبين ذلك الصورة المشوهة للدين التي قدمها التكفيريون لأنه يكفي للتكفيريين والقوى التي تحسب نفسها على الإسلام كالنظام السعودي يكفيهم ويكفي الناس عنهم أنهم في جبهة أمريكا وظهروا علنا وبالوضوح حلفاء لإسرائيل هم في جبهة أعداء الأمة ثم في والواقع هناك وضوح المسألة ليست خفية، بشاعة ما يعملون وسوء ما هم عليه وسوء أثرهم في الحياة وما نتج عنهم وعن أعمالهم وعن سياساتهم وعن تصرفاتهم وعن ثقافاتهم ما صدر عن ذلك ونتج عنه من آثار كارثية في واقع الحياة كاف في أن ندرك أنهم باطل الباطل وشر الشر وأسوأ السوء لا ينبغي الانخداع بهم ولا النظرة من خلالهم إلى حقيقة الإسلام والى حقيقة نوره وهداه ولا ينتظر أيضا أن يتجه الجميع أو يصلح الجميع أو يتحرك الجميع نحو التغيير.
اليوم هناك الكثير من القوى المتطلعة للتغير القوى الساعية إلى التحرر القوى التي تدرك خطورة الواقع فيها الخير وفيها البركة عندما تنشط عندما تطور أداءها عندما تتعاون أكثر عندما تفعل هذه المسارات الثلاثة في إطار صنع الوعي، أن تتسع دائرة الوعي تعزيز القيم والأخلاق في النفوس، العمل على الدفع بالأمة نحو مشروعها الحقيقي لتكون أمة لها مشروع لها هدف لها رسالة لها دور في الحياة تسعى لتحقيقه، هنا الله سبحانه وتعالى سيكون إلى جانب الأمة هذه من أهم الدروس التي يمكن أن نستفيدها في هذه الذكرى ومع انه ينبغي أن يكون هناك دائما في كل المناسبات وعلى الدوام في الدروس في العمل التثقيفي في العمل الفكري في النشاط التوعوي دائما تقديم الدروس من حركة النبي عن حقيقة الإسلام عن حقيقة قيمه عن حقيقة مبادئه عن حقيقة أخلاقه ما تحتاج إليه الأمة وهي تواجه كل هذه التحديات لأن من عظمة الإسلام انه قهر آنذاك كل أعدائه الذين كانوا أعداء لقيمه لمبادئه العظيمة والإنسانية وأخلاقه الفطرية فتغلب على كل التحديات وواجه كل التحديات .
في ختام هذه الكلمة نتحدث بالشأن المحلي عن بعض المواضيع:
أولا : وشعبنا اليمني يواجه العدوان الإجرامي الجاهل السعودي الأمريكي الإسرائيلي الصهيوني اليوم شعبنا اليمني العظيم يواصل معركته بكل عز بكل ثبات بكل صمود مستفيد من رصيده القيمي والأخلاقي والمبدئي الذي يستمد به من الله عزما ويستمد به عزا ويستمد به صبرا اليوم تجلى ما يريده المعتدون في بلادنا من خلال أشياء كثيرة وحشيتهم إجرامهم بشاعة ما عملوه بهذا الشعب بحق هذا الشعب كشفهم وأيضا النموذج اليوم القائم والموجود في عدن وفي أبين وفي لحج يتضح من خلاله ماذا يريد هؤلاء الشرعية التي يأتي بها الأمريكي والإسرائيلي والسعودي عبدهم، عبدهم الطائع والخانع هي داعش والقاعدة التي أتوا بها إلى عدن هي الفوضى العارمة التي نشاهدها اليوم في الجنوب هذا النموذج الموجود اليوم في الجنوب بحضور داعش والقاعدة وانعدام الأمن والاستقرار والفوضى السائدة والغالبة على كل شيء.
هذا هو النموذج الذي يريدونه في بلادنا لأن الدور الذي يراد لداعش والقاعدة أن تؤديه هو دور مرحلي يشوه الإسلام ويسيء إلى الإسلام ويمكن للسيطرة الفعلية المباشرة المقبولة من الأمريكيين والإسرائيليين .
إن أهم دور لداعش والقاعدة في منطقتنا العربية هي أن تقوض كل الكيانات القائمة أن تضرب الأمة أن تستنزف الأمة أن تضعف الأمة أن تكره الإسلام لدى الأمة وفي النهاية أن تهيئ أرضية قابلة لأمريكا وإسرائيل لاحتلالهم المباشر وسيطرتهم التامة وغلبتهم المطلقة كمنقذين مقبولين هذا هو دور داعش والقاعدة وهذا ما يراد لها ولذلك رأينا ما يريده أولئك في بلدنا، بلاك ووتر الأمريكية هي وجه أمريكا وهي إرادة أمريكا وهي مشروع أمريكا مع داعش والقاعدة في اليمن وفي البلدان العربية بلاك ووتر المافيا، مافيا المخدرات، والمتوحشون التكفيريون المجرمون هم ما تقوله أمريكا عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هذه هي حقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية هذه هي الحرية على الطريقة الأمريكية هذه هي الديمقراطية التي تعدنا بها أمريكا ديمقراطية أمريكا وحقوق الإنسان في قاموسها هو هذا هو بلاك ووتر هو الجانجويد المتوحشون المجرمون مرتزقة المخدرات مافيا المخدرات المجرمون الذين يطلقونهم من السجون ويأتون بهم من أقطار العالم ليقتلوا الناس ليرتكبوا أبشع الجرائم بحق الناس ليفقدوا الناس الأمن والاستقرار لينهبوا الثروة ويحتلوا الأرض، هذا هو إسلام السعودية وديمقراطية أمريكا هذا هو النموذج للنظام السعودي المستبد المتفرعن الطاغية الإجرامي وهو أيضا الوجه الحقيقي لما تقوله أمريكا لا حرية أبدا ولا ديمقراطية بمفهومها الصحيح والحقيقي وتريدها أمريكا للمنطقة هل يمكن أن تكون أمريكا وأن يكون مشروعها الحقيقي للديمقراطية في المنطقة وأكبر عبد لها في المنطقة وخادم لها في المنطقة ومقربا منها في المنطقة ووليد غير شرعي لها في المنطقة هو النظام السعودي المستبد أين الديمقراطية وأين الحرية .
نحن نعرف ما يحصل في السعودية من عقوبات الجلد والإعدامات على الفكر على الثقافة على مقال يكتب أو كلمة تقال قد يحكم على الإنسان هناك بالإعدام هؤلاء هم جماعة أمريكا هم أولادها غير الشرعيين هم تلامذتها هم أتباع نهجها هم الذين يتحركون لمصلحتها في الميدان إن من أهم ما نستفيده من حقيقة الأحداث والأحداث تقدم الكثير من الحقائق أنه في باب المندب في ضربة التوشكا في ضربة ذلك الصاروخ امتزج هناك الدم الأمريكي و الإسرائيلي والسعودي وكذلك الإماراتي والداعشي والقاعدي ، بلاك ووتر التي هي أداة أمريكا جند أمريكا مرتزقة أمريكا تعبر عن حضور أمريكا الفعلي وعن حضور إسرائيل الفعلي وقتل إسرائيليون في باب المندب ، هناك كانوا جميعا مجتمعين في خندق واحد في مشروع واحد في اتجاه واحد قتل منهم جميعا وامتزج دمهم جميعا ، واختلط ذلك الدم في الخندق الواحد والموقف الواحد ، الدم الأمريكي الدم الإسرائيلي الداعشي والسعودي لأنهم جميعا شيء واحد وتوجه واحد وكلهم لمشروع واحد .
ثم واقع الخونة في الداخل وهو واقع مؤسف وأرهق البلد كثيرا ، حالة الاستقطاب والنشاط الكبير لشراء الذمم والولاءات إنما هو مأساة في المنطقة عموما وكذلك في البلد يقدم خدمة كبيرة للأعداء وهو أهم عامل مساعد للأعداء في كل التطورات التي حدثت في البلد المشكلة أن الخونة طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ولا يفهمون وإلا فصفقتهم خاسرة هم أغبياء بكل ما تعنيه الكلمة لأنهم باعوا أنفسهم وباعوا أوطانهم وباعوا إنسانيتهم وباعوا شعبهم وباعوا كرامتهم مقابل ماذا مقابل قليل من المال السعودي حينما يعني بتوجيه من الأمريكي والإسرائيلي لشخص هنا أو شخص هناك لجماعة هنا أو جماعة هناك قليل من المال فهو لا يعطي تبرعاً ولا بفعل إرادة خير، إنما لأنه يعتبر كاسب بأكثر مما أعطى ، إذا اشتراك وأعطاك المال فهو يعتبر انه كسب الكثير الكثير وأعطاك القليل، انه اشترى ثروتك التي هي أكثر بكثير مما أعطاك اشترى نفسك وقيمك وأخلاقك فصفقة الخونة هي صفقة خاسرة ما قدموه عظيم وما حصلوا عليه قليل ويسير.
إننا في هذا اليوم العظيم وفي هذه الذكرى المقدسة والمجيدة والعزيزة نؤكد على جملة من المواقف أولا نؤكد على موقفنا الثابت المبدئي والديني والإنساني والأخلاقي في التضامن مع شعب فلسطين المظلوم وحقه في الحرية والاستقلال واستعادة كامل أرضه واستعادة مقدسات الأمة وعلى رأسها الأقصى الشريف ، واعتبار العدو الإسرائيلي الغاصب لفلسطين عدو لكل الأمة وخطر على الأمن والاستقرار في العالم اجمع واعتبار كل أشكال التطبيع للعلاقات معه من كافة الأنظمة المحسوبة على المسلمين خيانة ونفاق بكل ما تعنيه الكلمة ووفق المصطلح القرآني وشراكة معه في كل جرائمه .
ثانيا : ندعو شعوب امتنا كافة إلى اليقظة والتحرك الجاد والمسئول تجاه المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الجميع بلا استثناء من خلال أدوات العملية وأياديها الإجرامية المتمثلة ببعض الحكومات وفي مقدمتها النظام السعودي وبالجماعات التكفيرية التي تتحرك ضمن مشروع هدام وتدميري بهدف تفكيك كل مكونات الأمة والوصول بها إلى الانهيار التام والخضوع المطلق لأمريكا وإسرائيل وتشويه الإسلام والرسول والقرآن في المنطقة وفي أوروبا وفي سائر العالم .
ثالثا: أدعو كل الأحرار والشرفاء في بلدنا العزيز المظلوم من كل فئات الشعب إلى مواصلة التحرك الجاد المسئول في التصدي للغزاة والمعتدين والاستنهاض المستمر في أوساط الشعب لدعم الخيارات الاستراتيجية وتحرير كل شبر محتل من البلد بالتوكل على الله تعالى وبالعمل والجهاد والتضحية في سبيله تعالي حتى يتحقق لشعبنا العزيز نيل الحرية الاستقلال وينعم بالأمن والاستقرار ولا نضيع وقتنا في الرهان على أي احد لا رهان على أمم متحدة، الأمم المتحدة تؤدي دورها ونشاطها وفقا للسياسات الأمريكية حتى في المفاوضات الأخيرة في سويسرا السفير الأمريكي يتصل إلى مبعوث الأمم المتحدة ويقول له كفى مفاوضات فيقول كفى مفاوضات والموعد لفترة أخرى لأن الأمريكي يريد للحرب أن تستمر ويريد للغزو أن يستمر ويريد أن يستمر نزيف الدم اليمني وان تسفك المزيد من الدماء اليمنية ، لأنه يعادي هذا الشعب ويعادي كل الأحرار والشرفاء في العالم .
المسؤولية كبيرة لأن المعركة ليس فقط دفاعاً عن ارض المستهدف صحيح احتلال الأرض اليمنية واحتلال اليمن بأجمعها هدف لأمريكا هدف مغر لإسرائيل ومطمع للسعودية وهي لا تؤدي إلا دور للآخرين وإلا ليس لها مشروع في المطلق نهائيا ليس لها أي مشروع على الإطلاق هي تتحرك في مشروع أمريكا ومشروع إسرائيل ، لكن المسألة اكبر المسألة مسألة حرية هم يريدون استعباد هذا الشعب ولن يستعبد لهم احد ويقبل بالعبودية له إلا ويكون من الخاسرين ، يخسر إنسانيته وكرامته ويخسر دينه يخسر كل شيء لا يمكن أن يقبل بهذا إلا إنسان خائب وخاسر وغبي وجاهل .
مخاطر التقصير كبيرة لأن الأعداء يتحركون بأقصى جهدهم يبذلون كل ما يستطيعون في سبيل تحقيق أهدافهم المشؤمة هي يستدعي من كل الأحرار والشرفاء في كل الاتجاهات في الجهة الثقافية في الجبهة الإعلامية في الجبهة التعبوية في الجبهة العسكرية في الجبهة الأمنية أن يتحركوا بجد وان يضاعفوا من الجهود ولا خيار لنا جميعا ولشعبنا إلا الصمود ، الصمود طالما أن المعركة معركة حرية وكرمة ، لا بديل عن الثبات إلا الاستعباد والضياع ، أن يملأوا اليمن ببلاك ووتر بمرتزقة أمريكا وبالتكفيريين بذبح اليمنيين لقتل اليمنيين لإفقادهم الأمن والاستقرار حتى يصل الحال بالناس إلى الاستسلام المطلق ثم يأتي الإسرائيلي مباشرة والأمريكي مباشرة لاحتلال البلد ولا ينبغي الوهن أبدا.
مهما كان حجم التطورات مهما طالت الأحداث لا ينبغي الوهن لأن في قداسة موقفنا ونحن يمنيون مسلمون مؤمنون لنا قيم لنا مبادئ لنا أخلاق لنا انتماء لنا هوية لنا قضية عادلة لا وهن أبدا يمكننا أن نصمد ولو عبر الأجيال وليس فقط على مستوى هذا الجيل .
ونحن نرى حتى في الأجيال الصاعدة من العزم والثبات والوعي والهمة والشجاعة والفتوة والقوة ما يبعث على الأمل العظيم وما يسعدنا ويطمئننا، لا ينبغي أبدا الوهن مهما طالت الحرب مهما كان حجم التحديات مهما كان حجم المأساة ولا الاكتراث بالإرجاف ، الإرجاف على المستوى الإعلامي أو على مستوى الأمراض مرضى القلوب الذين تفرغوا من إنسانيتهم وقيمهم ولا بأي تطورات مهما كانت لأننا حاضرون، أن نحارب مهما كانت التطورات أن نواجه المعتدين الذين يريدون أن يسلبونا حريتنا وكرامتنا وان يهينونا وان يحتلوا أرضنا وان يهتكوا عرضنا وان يضيعونا من صفحة التاريخ .
نستعد أن نواجههم إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل ليس هناك أي اكتراث بأي تطورات على الأرض لأن التطورات أن حدثت هنا أو هناك في الجوف في بعض من الجوف أو في بعض من مأرب أو أي منطقة أخرى ساهم في ذلك التقصير من البعض وساهم في ذلك حالة الارتزاق وشراء الذمم والولاءات ولكن أطمئن كل الأحرار والأوفياء والثابتين أن النتيجة الحتمية التي وعد بها الله عباده الصابرين والثابتين والمتقين هي النصر وان العاقبة للمتقين ولذلك نحن بالله الأقوى تحملا والأعظم قدرة على الاستمرار لأن الصمود والثبات خيارنا وقدرنا ولأننا أصحاب قضية ولسنا في موقف البغي ولا التعدي ولا الفضول ونحن لا نلعب دور لصالح احد نحن لنا قضية أصيلة نحن نقاتل رضى لله دفاع عن قيم عن أخلاق عن مبادئ عن قيم ومبادئ أساسية عن حريتنا بكل ما تعنيه حريتنا .
فمهما كانت الأحداث التجارب أثبتت والسنن الإلهية والكونية أثبتت وتجارب الشعوب أثبتت أن الشعوب الصابرة والصامدة تنتصر في النهاية وان العاقبة في وعد الله سبحانه وتعالى لعبادة المتقين والثابتين والصابرين ولا عدوان إلا على الظالمين .
نسال الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لإتباع هدي نبيه والتمسك بمبادئ الإسلام وقيمه العظيمة وان يوفقنا جميعا بشعبنا هذا للثبات والصمود في وجه كل التحديات والمؤامرات ومكائد الأعداء وأن يرحم شهداءنا وان يشفي جرحانا وان يفك أسرانا وان ينصر شعبنا المظلوم انه سميع الدعاء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قد يعجبك ايضا