قدرية الجفري
تعتبر من أقدم الممالك اليمنية التي شيدت حضارة عريقة في المنطقة الشرقية من الجوف باتجاه الربع الخالي وعاصمتها “قرناو”, وقد بدأ حكم دولة معين في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وقد كان المعينيون أول من أبحر على طريق اللبان، وكانوا يحملون اللبان والطيب إلى البتراء عاصمة الأنباط “الأردن حالياً” وقد وقع تنافس بين دولة معين ودولة سبأ على طريق اللبنان مما أدى إلى مهاجمة السبئيين للقوافل اليمنية على الطريق بين معين ونجران، وقد مثلت دولة معين التي قامت في قلب الصحراء اليمنية ازدهار الحضارة اليمنية التي نشطت في مراكز ومحطات تجارية مع الدول المحيطة بها مما جعلها تسيطر على منافذ البحر المتوسط وشواطئ الخليج العربي وأعالي الحجاز شمالاً.
وقد كان لموقعها الأثر المهم كمفترق لطرق القوافل التجارية الذاهبة منها والعائدة إليها مما أثر في ازدهار حضارتها قبل غيرها، وأصبحت تجارتها تصل إلى صيدا وعمّون ومواب في بلاد الشام واليونان.
وكان نظام حكمها ملكياً وكانت على شيء من المرونة والديمقراطية في علاقاتها السياسية داخل البلاد وخارجها وكان ملكها يستشير رجال الدين ورؤساء المدن والقبائل في أمور البلاد قبل أن يصدر حكماً أو تشريعاً أو مرسوماً يحمل اسمه واسم الإله المعيني الأكبر، إله الدولة، ليعلن بعد ذلك على الناس أمام معبد أو بوابة المدينة ليطلع عليه الناس.
وكان حكام معين ينقسمون إلى قسمين الملوك المتوجون وهم الذين يتبعون لملوك آخرين يسمون أقيالاً ولم يكونوا مستقلين استقلالاً تاماً.
ورؤساء العشائر وكان لهم ما للملوك من المزايا لكنهم لم يكونوا أصحاب تيجان.. وكان حكمهم وراثياً.
وكانت علاقة مملكة معين بالممالك اليمنية الأخرى واضحة ومحددة المعالم إذ كانت المصالح التجارية وعلاقات الجوار والتشابه في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وقد اتسمت هذه العلاقات بالاستقرار والهدوء حيناً والصراعات الدامية حيناً آخر.
وقد أخذ نجم الدولة المعينية في الأفول ودبّ فيها الضعف عند بزوغ شمس سبأ التي أدركت ضعفها فعملت على ضمها إليها تدريجياً وقد استمر ضم الأراضي التي كانت تتبع معين إلى سبأ حتى القرن الثاني قبل الميلاد.
Next Post
قد يعجبك ايضا