> الدكتور المقالح: الاحتفال بالمولد النبوي.. احتفال بمولد اللغة العربية والإسلام
> أبلان: اللغة تحتاج لتنقيتها من مفردات الفناء لتبقى المفردات الداعية إلى الابتكار والخلق والعلوم والآداب
الثورة/ حسن شرف الدين/سبأ
قال الأديب والمفكر الدكتور عبدالعزيز المقالح رئيس المجمع العلمي اللغوي اليمني إن الاحتفال بمولد خاتم الأنباء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هو احتفال بمولد اللغة العربية والإسلام.. احتفال باللغة التي أعطت لهذه الأمة قيمة عظيمة وقوة ومكانة بين الشعوب الأخرى.
وأشار الدكتور المقالح في افتتاح ندوة علمية أقامها المجتمع العلمي اللغوي اليمني أمس بصنعاء تحت عنوان “اللغة العربية بوابة المعرفة الشاملة” بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، إلى أن الظروف التي تمر بها البلد جعلت كل شيء ضئيلاً وعادياً وأقل من عادي.
وأضاف رئيس المجمع العلمي اللغوي اليمني في ورقة العمل التي قدمتها خلال الندوة “اللغة والهوية”: “يكثر الحديث في هذه المرحلة من تاريخ العالم عن الهويات بوصفها المكون الأساس للأمم والشعوب ماضياً وحاضراً. وقد تعددت في الآونة الأخيرة المواقف والآراء حول مفهوم الهوية، والمقومات التي تؤلف هذا المكون . ووصلت غالبية الباحثين فيما يشبه الإجماع على أن العنصر الرئيسي في تلك المقومات يتجسد في اللغة بوصفها وسيلة التخاطب والتواصل، وبوصفها الإناء الجامع لثقافة الأمة والحافظ لموروثها الإبداعي والعلمي والفني. ويشير بعض هؤلاء إلى تلك القوانين التي تتخذها الشعوب المتقدمة متضمنة الشروط التي ينبغي توفرها في من يريد أن ينال جنسيتها. وفي مقدمة تلك الشروط بل ومن أهمها أن يكون عارفاً بلغة البلاد. ومن هنا فاللغة هي الهوية الأولى أو بعبارة ثانية هي هوية الهويات، وبالقياس على ذلك تكون اللغة العربية هي أساس هوية المواطن العربي، وليس العرق أو الانتماء المناطقي أو الطائفي أو المذهبي. وعن طريقها فقط يتكون التجانس وتتوحد المشاعر ، وتذوب الاختلافات وتتلاشى”.
وقال في ورقة العمل : “ويمكن القول إن الاحتلال الأجنبي كان عندما يستولي على بلد ما يسعى منذ اللحظة الأولى إلى طمس لغة ذلك البلد وفرض لغته هو لتكون لسان حال الواقع كخطوة أولى نحو الدمج والإلحاق كما حدث على سبيل المثال مع الجزائر القطر العربي الذي ما يزال -بعد خمسين عاماً ويزيد- على الاستقلال السياسي يسعى إلى إثبات سيادته واستقلاله اللغوي لتكتمل بذلك هويته الوطنية والقومية. ويشعر أن الاحتلال الأجنبي انتهى إلى غير رجعة، وأن كل محاولاته الهادفة إلى فرنسة الجزائر ذهبت هباء بفضل نضال أبناء الجزائر وما قدمه هذا القطر العربي العظيم من ضحايا تفوق ما قدمته الأقطار العربية مجتمعة في صراعها مع الاحتلالات الأجنبية منذ أوائل القرن العشرين وإلى سبعينياته. وهي تضحيات –مهما عظمت- تشكل واحدة من أهم الملاحم التي تخوضها الشعوب وتزهو بما تحققه فيها من انتصارات لا تدانيها أو تساويها فيها انتصارات أخرى”.
من جانبها تناولت هدى أبلان – نائب وزير الثقافة، عضو المجمع- في كلمتها ، أهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي يحتفي بها العالم كواحدة من أهم اللغات الإنسانية التي أثرت الحضارات والعلوم والفنون والآداب ، وكانت وعاء لكل ما سبق من أزهى فترات التاريخ الإنساني الذي كان يعج بالظلمات ونحن نسج في نور هذه اللغة وبهائها ورونقها .
وقالت : حتى ونحن ننتكس لازالت هذه اللغة يتعالى جمالها وهي في نظر الآخر قبل أبنائها لغة تميز فرادة وثراء .
وأعربت أبلان عن سعادتها بأن تكون جزءاً من هذا الاحتفاء الذي يقيه المجمع العلمي اللغوي اليمني وهو يواصل طريقه نحو الحياة والاستمرار رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا التي يعلو فيها صوت الموت والحرب على قيم الحياة العظمى بما فيها اللغة التي تحتاج اليوم إلى تنقيتها من مفردات الفناء لتبقى المفردات الداعية إلى الابتكار والخلق والعلوم والآداب .
من جانبها ألقت الدكتورة منى المحاقري عضو المجتمع العلمي اللغوي اليمني ورقة عمل “معوقات تعريب العلوم في التعليم الجامعي” قالت فيها: “إن معوقات التعريب كثيرة ويمكن حصرها في عدة نقاط رئيسية منها معوقات نفسية وفكرية وتشمل حملات التغريب سواء من الخارج أو من بني جلدتنا ممن بهروا بالنموذج الغربي والثقافة الغربية وموقف بعض المسئولين عن أجهزة الإعلام ممن يستهينون بأهمية التعريب وإشاعته بين جمهور المثقفين والخوف من انقطاع الصلة بالتقدم العلمي، وهناك معوقات سياسية منها القرار والمبادرة والمتابعة وهناك معوقات فنية منها تأهيل المدرسين ومشكلة الكتب والمراجع ومشكلة المصطلح وتوفير الإمكانيات المادية والحوافز.
وأضافت الدكتورة المحاقري: “كما أن من المعوقات عدم التنسيق مع المستوى القومي بين مجامع اللغة العربية المتعددة وكذلك بين المؤسسات المهتمة بعملية التعريب مما أدى إلى تعدد الكثير من المصطلحات.. وعدم جدية الكثير من الأستاذة في الكليات العلمية وقناعتهم أن اللغة الإنجليزية هي لغة العلم وعدم التعاون بين الجامعات على مستوى الوطن العربي لتبادل الكتب المترجمة والمؤلفة باللغة العربية.
وخلال الندوة التي حضرها عدد من المثقفين والأكاديميين، ألقيت أوراق عمل أخرى للدكتور أحمد غازي “قضايا التعريب والمصطلح” والدكتور علي الحضرمي “مقترح تدريس اللغة العربية لغير الناطقين” ورقة عمل للباحث مفيد الحالمي “البيئة الحربية في اللغة العربية”.. كما تم خلال الندوة إشهار العدد الأول من مجلة “المَجْمَع” الصادرة عن المجمع العلمي اللغوي اليمني.