> “الثورة” توثق إصابة مواطنين بأمراض غريبة
تقرير/ محمد العزيزي
انتشرت الأمراض الخطيرة كما تشاهدونها بالصور التي حصلنا عليها من المجلس المحلي بمحافظة حجة و يعجز اللسان عن وصفها و الحديث عنها.. هذه الأمراض انتشرت في المناطق التي تعرضت لقصف العدوان السعودي عليها بالقنابل العنقودية وبالأخص تلك المناطق الحدودية مثل مدينة حرض وكل مديريات صعدة كون هذه المناطق بعيدة عن الإعلام و الرصد و بعيدة أيضا عن أنظار منظمات المجتمع المدني التي توثق جرائم العدوان ضد المدنيين و الشعب اليمني.
حيث يقول الدكتور أيمن مذكور مدير عام مكتب الصحة و السكان بمحافظة حجة : وثقنا و رصدنا عدداً كبيراً من الحالات المصابة بأمراض خطيرة ؛ و أخرى غريبة لم نتعرف على ماهية هذه الأمراض و الأسباب التي أدت إلى الإصابة بها وهي بحاجة إلى السفر للخارج لفحصها و التأكد من أسباب الإصابة بها .
ويؤكد الدكتور مذكور أن بعض الحالات المرضية التي تعرضت للقصف وأصيبت بأمراض هي نتيجة للسلاح المستخدم من قبل العدوان السعودي ؛ حيث تؤكد الأدلة على أن النظام السعودي استخدم أسلحة محرمة دوليا وفق الاتفاقية الدولية .
وناشد مدير مكتب الصحة العامة و السكان بحجة كل الجهات والمنظمات الدولية والعالمية إلى ضرورة زيارة مديريات حجة ومساعدة هذه الحالات المصابة بالأمراض الخطيرة والغريبة التي ظهرت بين المواطنين نتيجة هذا السلاح الفتاك الذي استخدمه العدوان ضد أبناء الوطن وهم اليوم بأمس الحاجة إلى تقديم المساعدة وإنقاذ حياتهم من الهلاك .
منظمة هيومن رايتس ووتش كانت قد أكدت مرات عديدة في تقاريرها على أن النظام السعودي وتحالفه استخدم أسلحة محرمة .. و قالت ” إنه توجد أدلة ذات مصداقية على أن التحالف الذي تقوده السعودية استخدم ذخائر عنقودية محظورة، من صنع الولايات المتحدة، في غاراته على قوات في اليمن. تشكل الذخائر العنقودية خطرا طويل الأمد على حياة المدنيين، وهي محظورة بموجب اتفاقية اعتمدها 116 بلدًا في 2008م، ليس من بينها السعودية واليمن والولايات المتحدة “.
وأشارت منظمة هيومن إلى أنه ” ظهرت منذ منتصف أبريل 2015م صوراً ومقاطع فيديو وحتى سبتمبر الماضي وأدلة أخرى تؤكد استخدام ذخائر عنقودية في الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف على محافظة صعدة شمال اليمن على الحدود مع السعودية. وخلصت هيومن رايتس ووتش عبر تحليل صور القمر الصناعي إلى أن هذه الأسلحة استخدمت في هضبة مزروعة على بعد 600 متر من عشرات المباني المنتشرة في عدد من القرى يتراوح عددها بين أربع وست “.
و بحسب المنظمة و إيضاح ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: إن “أصابت الذخائر العنقودية التي استخدمت في الغارات التي تقودها السعودية مناطق قريبة من قرى محلية، فعرّضت حياة الناس للخطر. ولأن هذه الأسلحة محظورة في جميع الظروف، فإن السعودية والدول الأخرى المشاركة في التحالف، ومعها الولايات المتحدة التي صنّعت الأسلحة، تضرب عرض الحائط بالمعيار الدولي الذي يحظر استخدام الذخائر العنقودية لأنها تعرّض حياة المدنيين للخطر على الأمد الطويل”.
وتؤكد المعلومات العسكرية عن هذه الأسلحة الفتاكة أنها تتكون الذخائر العنقودية من عشرات أو مئآت الذخائر الصغيرة التي صممت كي تنفجر على مساحة واسعة، أحيانا تكون بحجم ملعب لكرة القدم، وتجعل المدنيين المتواجدين في تلك المنطقة عرضة للموت أو الإصابة بجروح. إضافة إلى ذلك، قد لا تنفجر بعض الذخائر في وقتها فتتحول إلى ألغام أرضية فعلية.
كما تؤكد المنظمة في تقاريرها أن ” ناشطاً يقيم في العاصمة صنعاء اطلع هيومن رايتس ووتش على صور حصل عليها من أحد سكان محافظة صعدة قال إنه قام بتصويرها في 17 أبريل في موقع استهدفته إحدى الغارات في منطقة العمار في الصفراء، على مسافة 30 كلم جنوب مدينة صنعاء. وبتحليل الصور، تمكنت هيومن رايتس ووتش من تحديد بقايا اثنين من أسلحة استشعار من طراز فازد CBU-105 التي تصنعها شركة تكسترون للأنظمة (Textron Systems Corporation) والتي قامت الولايات المتحدة بتصديرها للملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة. وتُظهر إحدى الصور اسطوانة فارغة من نوع BLU-108 ، بينما تظهر أخرى اسطوانة من نفس النوع مازالت محملة بأربع ذخائر صغيرة. ويقع المكان الذي صورت فيه هذه الذخائر على مسافة 36 كلم من المكان الذي صور فيه مقطع الفيديو، وهو ما يدعم فرضية شن هجمات متكررة هناك “.
و لفت تقرير هيومن إلى أن اثنين من سكان الصفراء قالا لـ هيومن رايتس ووتش ” إن عدد سكان القرية يقدّر بحوالي خمسة آلاف نسمة، وإن المنطقة تعرضت إلى لغارات جوية يوم 27 أبريل تم خلالها إلقاء قنابل بالمظلات. غير أن هيومن رايتس ووتش لم تتمكن من تحديد ما إذا كان الأمر يتعلق بهجوم آخر باستخدام أسلحة استشعار من نوع فازدCBU-105 أو أي نوع آخر من القنابل ؛ رغم أن قنابل CBU-105 محظورة بموجب اتفاقية حظر الأسلحة العنقودية، إلا أن السياسة الأمريكية الحالية تسمح باستخدامها وتصديرها رغم القيود المفروضة على تصدير هذا النوع من الأسلحة.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أدانت الخميس27 أغسطس، العدوان السعودي على الشعب اليمني، مؤكدة أن القوات السعودية تستخدم في عدوانها أسلحة محرمة دولياً من بينها القنابل العنقودية.
وأشارت المنظمة إلى أن السعودية استخدمت صواريخ عنقودية في سبع غارات على الأقل في محافظة حجة شمال غرب اليمن، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين .
وأضاف بيان المنظمة الدولية أن قوات العدوان السعودي نماذج من القنابل العنقودية التي ألقاها الطيران الأمريكي على منطقتي نشور والمقاش بمحافظة صعدة ..“استخدمت على ما يبدو صواريخ محملة بذخائر عنقودية في ما لا يقل عن سبع هجمات على محافظة حجة شمال اليمن، فقتلت وأصابت العشرات من المدنيين”. وأوضحت المنظمة أن “هذه الهجمات نفذت في الفترة ما بين ابريل ومنتصف يوليو 2015م”، مشيرة إلى أن هذه “الذخائر العنقودية أوقعت خسائر في صفوف المدنيين سواء أثناء هذه الهجمات التي ربما كانت تستهدف مقاتلين وأيضا فيما بعد حين التقط المدنيون الذخائر التي لم تنفجر، فانفجرت فيهم “.
وأكدت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أنها زارت أربعة من مواقع الهجمات السبعة التي تقع جميعها نماذج من القنابل العنقودية التي ألقاها الطيران الأمريكي على منطقتي نشور والمقاش بمحافظة صعده.
وفي مديريتي حرض وحيران في محافظة حجة التي تعد من أكثر المديريات تعرضت حتى اليوم للهجمات و القصف السعودي فان المنظمة تؤكد أن” نشطاء وممثلين مدنيين وجدوا في كل منها ذخائر صغيرة أو بقايا ذخائر عنقودية لم تنفجر ” .
ونوّهت المنظمة إلى أن السعودية تقوم بهجماتها في مناطق تمركز المدنيين أو بالقرب منها، مما يشير إلى أن هذه الهجمات الصاروخية ذاتها قد تكون شنّت بطريقة عشوائية.