ن ……….والقلم…الصورة وطن !!
عبدالرحمن بجاش
حين تتحدث عن الثورة، والثورة نغم هادر وصورة, فلا بد أن تحضر كوبا بجيتارها العظيم فيدل كاسترو آخر كبار عصر العظماء من الزعماء الذين غيروا مجرى النهر إلى الذهن، حين تلهمك الصورة فلا بد أن تتحدث عن الخطيب كاسترو من كان يظل في ميدان هافانا الرئيسي يخطب لعشر ساعات متواصلة بلا كلل ولا ملل, ولا نفاق ولا دجل، كانت الجماهير المحتشدة التي لا تمله ولم تمله إلى اللحظة برغم كل الحصار الأمريكي، كانت تختار بعض مقاطع خطبه وهو على كل ثائر عظيم، والثائر بالضرورة أن يكون شاعرا، كانت تلحن بعض المقاطع وتغنيها في نفس المكان، كان كاسترو قادما من جبال ((السييرا ماسترا)) في زحفه العظيم من اقتلع نظام ((باتيستا)) الذي حول كوبا إلى ماخور ليلي لميامي الأمريكية عنوان المقامرة في العالم !!!، كان كاسترو يخطب طويلا وكأنه يريد أن يعوض الكوبيين عما فقدوه من وقت، ليتقدموا, يتقدمهم الجيتار، كانت الموسيقى ملهمة الثوار، وكانت الكاميرا من تنقل إلى الكون لحظة الالهام، كما هو مجد الشرجبي نقل بعدسته إلى الجدار لحظة الضوء القصوى التي تأتي مرة واحدة, أما أن تجد عين فنان فتقتنصها، أو تهرب منك إلى الأبد، تكون قد خسرت !!!، أنا ممن يندهشون للقطة الجميلة, خذ مثلا، فغلاف رواية نادية الكوكباني لقطة ولا أجمل، لهطول الضوء من على جدار الجامع الكبير على راسي من جلسا إلى الجدار، كان الطريق خاليا إلا منهما والضوء، ليقتنصهما مصور مبدع، خلًد عدسته واللحظة على غلاف الكوكباني (( صنعائي ))، ما ازال مأخوذا باللقطة, كما أخذت بلقطة من معرض الشرجبي عبارة عن غروب في أفقها، خيمة بلاستيكية بداخلها اثنان, صنادلهما خارجها، وضوء استكب على مكونات المشهد الذي استطاعت عدسة مجد أن تلتقطها، وتؤرخ للحظة، ضوء وغروب، وحالمين بعالم له معالمه الخاصة بهما، لحظة مبدعة، انتعشت لها نفوسنا بياسر العبسي يغني لعباس الديلمي الذي أبحر بنا أمس بخيلا في محيط (( الشوق أعياني ))، وقصائد له من جديده وقديمه, ربما كانت اللحظة ضاغطة فلم يبحر عباسا كما هي العادة التي تجعلنا اسرى لاحاديثه التي لا تمل، لم أشبع بالأمس، فعباس بدا مقلا، وهو المتدفق دائما، لعله سيعوضنا ذات لحظة قادمة، بما في بحره من درر ولآلئ …, كان البيسمنت بالأمس عامرا على غير العادة، شروق كانت هناك، كان ياسين، كان العم أمين درهم ,. وعبد الصمد الحكيمي، كان هناك الرازحي، ونبيل حزام، وعبدالولي الطوقي ونورا، وفؤاد الشرجبي وسلطان العزعزي عاشق الاغاني ، وصالح محمد، وصديق جديد أضفته إلى قائمتي حسين المسيبي ، نبيل قاسم وشيماء يظلان عنوان العناوين للبسمنت …., الموسيقى كانت جامعة ………….