هذا مايريدونه أيها الغافلون
علي محمد قايد
هناك من يعرفون قيمة الأوطان معرفة حقيقية وتصدق أفعالهم أقوالهم لاتهمهم مصالحهم الشخصية ولايستغلون الوطن لتحقيقها إنما يتجاهلون كل مايحيط بهم من نعيم حتى حياتهم فإنها لاتهمهم بل يهبونها لوطنهم فتراهم يوهبون وطنهم الحياة والبقاء عن طريق استشهادهم وتقديم حياتهم رخيصة لوطنهم يموتون من أجل أن نعيش ويحيا الوطن، والوطن اليمني الغالي على قلوبنا يستحق منا كل التضحيات فالحياة عليه بشرف وكرامة بحاجة إلى تضحيات حتى يتحقق ذلك لأن هناك من لايريدون لوطننا ولنا الحرية والعزة والكرامة والقوة إنما يريدون أن يكون وطننا مسخرة وتحت إرادتهم وسيطرتهم، نعلم جميعاً أن الدول العربية سابقاً تعرضت للاحتلال الأجنبي من أجل استغلال ثرواتها لصالح الدول المستعمرة فهناك إغراءات جعلت من الوطن العربي كنزاً ثميناً يستحق السيطرة عليه، موقعه المتوسط الذي يتحكم في طرق التجارة العالمية والمسطحات المائية التي يشرف عليها والمنافذ البحرية والثروات الطائلة المخزونة في جوفه من نفط ومعادن، ونتيجة لذلك تعرضت الدول العربية للاحتلال العثماني والبريطاني والايطالي والفرنسي وغيره ونتيجة لذلك وجد الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي ماسمي بوعد “بلفور” عام 1917م ولكن قامت ثورات تحررية ضد المستعمر الخارجي وتم تحرير البلدان المستعمرة وبدأت الدول العربية تشق طريقها في البناء والتنمية والتقدم والازدهار مستغلة ثرواتها النفطية والمعدنية ثم بعد ذلك واجهت الدول العربية استعماراً بشكل جديد يمكن القول عنه استعماراً غير مباشر بدأ بدولة العراق والتي شكل وجودها خطراً عليهم ولذلك تعرضت للمؤامرات والحصار والغزو العسكري الأمريكي ودول التحالف تحت ذريعة تدمير أسلحة الدمار الشامل والتي كانت عبارة عن أكذوبة .. من هنا بدأت انتكاسات العرب الذين لم يهبوا للوقوف إلى جانب العراق إنما شاركت بعض الدول في تدميره وشارك بعض الزعماء في قتل الزعيم صدام حسين ولكن ذلك سبب خسائر مادية وبشرية لأمريكا وحليفاتها وكان لابد من طريقة أخرى وسهلة لتمزيق الدول العربية وتفكيكها واستغلال ثرواتها فكانت سياسة أوباما مغايرة لسياسة بوش الأب والابن فوجدت ثورات الربيع العربي والتي كانت سبباً في وصول بعض الدول العربية إلى ما وصلت إليه بما في ذلك بلادنا اليمن والتي تتعرض اليوم للاحتلال العسكري والقصف الجوي تحت ذريعة محاربة التوسع الإيراني، عذر وذريعة فاشلة وكاذبة أشبه بذريعة أسلحة الدمار الشامل في العراق لأنهم يعرفون قيمة اليمن وموقعه المتوسط على طرق التجارة العالمية وتحكمه في مضيق باب المندب وامتلاكه لأكثر من 2500كيلو كشريط ساحلي وامتلاكه جزر استراتيجية إضافة إلى ثرواته النفطية والمعدنية .. هذا ما يريدونه من اليمن ومع الأسف الشديد عندما نجد من يساندون ويدعمون ذلك الاحتلال من أبناء الوطن متجاهلين تلك السياسات والمغازي والأهداف.
إن الوطن اليمني بحاجة إلى أن يعرف أبناؤه قيمته ومكانته وأهميته وبدلاً من التمزق والاختلاف والتناحر والمواجهات المسلحة يجب أن تتلاشى كل تلك الخلافات ويتناسى اليمنيون الخلافات ويلتفون على طاولة واحدة وهي طاولة الوطن يقدمون التنازلات ويثبتون وطنيتهم ويقدمون التضحيات لهذا الوطن بدلاً من استمرارهم على هذه الحالة التي تدل على ضعفهم وجبنهم وتمزقهم خاصة وأن الوطن يتعرض للاحتلال الخارجي .. فلا نامت أعين الجبناء.