محمّد بن سلمان: تحالفُ الإرهاب ضدّ الإرهاب؟!
ناصيف ياسين
ما إنْ بدأتْ نُذُرُ هزيمة الحلف الأمريكيّ السعوديّ تتجلّى أكثر فأكثر، في اليمن، فارضةً عقدَ مؤتمر ” جنيف 2″، حتى بادَرَ وزير الدفاع السعوديّ محمد بن سلمان إلى إعلان” تحالفٍ إسلاميٍّ عسكريّ” لمحاربة “الإرهاب” ، متناغمًا مع دعوة الرئيس الأمريكيّ باراك أوباما إلى التشديد في مكافحة ” الإرهابيّين ” حيث تبعه وزير دفاعه: أشتون كارتر بتأييد مطلب وليّ وليّ العهد .
في جولةٍ أوّليّةٍ وسريعةٍ ، حول هذا “التحالف” المُراد توليدُهُ بعمليّةٍ جراحيّةٍ” قيصريّة” ، تندرجُ الملاحظاتُ التالية :
– تمّت الدعوة إليه ، ليضمّ أربعًا وثلاثين دولةً ، محورها الأساس : السعودية ، تركيّا ، قطَر ، الأردن ، البحرين ، الإمارات ، راعية الإرهاب : فكرًا وتمويلًا وتسليحًا وتدريبًا ، وكلّ ما يلزم ، وعددًا آخر ، اعتُبِر من ضمن ” الحلف ” دون أن يعرف إلّا من وسائل الإعلام ، بإدراج الأسماء ، كأندونيسيا وماليزيا ، ولبنان الذي ليس فيه رئيس جمهورية ، ورئيس وزرائه ” الموافق شفهيًّا ” وهو لا يستطيع عقد جلسةٍ أسبوعيّةٍ لوزارته ، ناهيك عن تكوين لبنان الفسيفسائيّ : طائفيًّا ومذهبيًّا .
– أدرجت اليمن، في عِدادِه وحسب اعتبارات آل سعود ، فإنّ الرئيس الفارّ عبد ربه منصور هادي هو ” الممثّل الشرعيّ ” والذي لا يستطيع أن ” ينام آمنًا ” في بلادٍ عمل جاهدًا على تخريبها . كذلك ، فلسطين ، بسلطة محمود عباس الذي لا يمون على أحدٍ في ” مسخِ سُلطَةٍ ” يدّعي رئاستها .
– استثناء العراق وسوريا “مع وضع ليبيا “، وهي مسرح الحروب الفعلية ضدّ الإرهاب، من الدعوة، واستبعاد الجزائر دون تعليلٍ . وأمّا إيران : فعدم دعوتها، تحصيل حاصل ، كونها مقصد العداوة الأول ومهداف “التحالف المزعوم” .
– تمّ التشديد الأمريكيّ ، على أنه ” تحالفٌ سنّيٌّ” ، ما يعني ، حسبما هو حاصلٌ – على ساحة المعارك – أنه “تمَذْهبٌ على التّسنّن الوهّابيّ” دون بقية أطراف السّنّة الآخرين من أتباع المذاهب الأربعة، وتفسيره: تعميم الفكر الإرهابيّ، بطريقةٍ مُمَنهجةٍ، ورسميةٍ، وبقوّة السلاح، في الدول التي لم يسيطر عليها كلّيًّا، بعد .
– سيُتَوّجُ – كما هو الآن – المقصود ، مباشرة ، بِـ” الإرهاب ” في الدفعة الأولى، منظمات : ” حزب الله ” في لبنان ، والنظام السوريّ ومَن يدعمُه، والحشد الشعبيّ في العراق بكلّ مكوّناته الحزبية والسياسية ، و” أنصار الله ” و” المؤتمر الشعبيّ العام ” في اليمن ، وانتفاضة البحرين ، وكل من يندرج في هذا السياق ، ولونه ، مثلما حدث في نيجيريا مؤخّرًا .
– كلّ الأقلّيّات، في البلدان الأخرى: الطائفية والمذهبية والإثنية، في نطاق هذا ” التحالف ” المنشود ، مؤهّلةٌ لتلقى مصير الأيزيديّين والأشوريّين والسريان في سوريا العراق ، مع ملايين المعترضين ، مهما كانت انتماءاتهم في تلك البلدان ، مثلما يحدث في سوريا وليبيا وغيرهما ممّن يتشرّدون في أصقاع الأرض.
– لن نغوصَ في تناقض تعريف ” الإرهاب ” بين تركيا ومصر، والسعودية وقطر ، وتونس وليبيا ، وما يمكن أن يحدّده” المُرشدان”: باراك أوباما والشيخ القرضاوي، مع ” تنويهات” بنيامين نتانياهو، حيث تصبح روسيا والصين من أتباع ” المذهب الإثني عشريّ “؟!
هو ” تحالفٌ ” مُتعثِّرٌ من نسيج ما سبقه من أحلاف هؤلاء، لكنه دليلٌ جديدٌ ، على أنّ أمريكا ما زالت هي ” الشيطان الأكبر ” في العالم !
باحث لبناني