–
تأكيد الدكتور أحمد عوض بن مبارك وقوف اللجنة الفنية على مسافة متساوية من جميع الأطراف لا أتصوره يكشف فقط عن حجم الضغط الذي تتعرض له اللجنة من أهواء البعض في تعكير صفو التحضير ومحاولة حشر اللجنة في ضائقات الحسابات التي لا معنى لها¡ وإنما عن مستوى التحدي الكبير في تحمل مسئولية بهذا الحجم لا تسلم من الغمز واللمز والتشكيك والتبكيت.
أن تكون هناك لجنة بهذا التخصص فإنها سابقة لم نعهدها.. ويزيد على ذلك أنها لا تأتي في سياق تلك السجالات التي عهدناها سابقا بين قوى الساحة السياسية وإنما كناتج لمطلب باتت تفرضه المرحلة سعيا إلى رسم معالم طريق ممهد إلى وطن.
ولعله من هنا كان من الطبيعي أن تجد اللجنة نفسها وسط دوامة من المسئولية تتجاذبها علاقات متوترة بين القوى السياسية فيما بينها¡ ويصير من القوة أن تتمكن اللجنة من أن تتمثل التوازن وتحافظ كما سبق القول على لسان بن مبارك على مسافة واحدة من العلاقة والتعاطي مع كل الأطراف.
اليوم تقترب الخطى إلى موعد انعقاد مؤتمر الحوار وتجد اللجنة نفسها في سباق مع الزمن¡ معنية باستكمال بقية خطى التحضير والتهيئة كما تجدها معنية عدم التجاوز عن أي مطالب تفرضها هذه العملية حتى مع استمراء بعض القوى للسلبية في التعاطي مع طروحات اللجنة رغم علم الجميع أن هذه اللجنة إنما تكاد تكون جهازا◌ٍ تنفيذيا◌ٍ في هذا الجانب لما يجري الاتفاق عليه بشأن محددات العمل والإعداد بما في ذلك ما يعنى بقوائم المشاركين وحصص أطراف الحوار من كراسي الحوار.
إنما كأننا أدمنا التأزيم حتى في أهيف الأمور.. وكأنه لابد أن لا ننجز الأمور من أول مرة¡ إذ لم يكن بالأمر الغريب تلك المعايير والمحددات المتفق عليها بشأن المشاركين المقترحين من أطراف الحوار والنسب المحددة حتى نقف على كل ذاك التجاوز من الأطراف المقررة مشاركتها في المؤتمر.
حقيقة أتعاطف كثيرا مع هذه اللجنة التي لو تأملنا قليلا جدا لطبيعة المطلوب منها لوجدنا أنه على بساطة تسميته كبير ومتشعب¡ ولا يقف فقط على الجهد في التحضير لما هو محدد ومتفق عليه¡ وإنما يتعداه إلى الاجتهاد -خارج المطلوب- لتجاوز أي تشكيك سوى من القوى أو من بعض الإعلام.. وإذا ما انتقدت أو سجلت رأيا مواجها لتجاوز ارتكبه هذا الحزب أو التنظيم في إطار الاستعداد للمؤتمر فإنها لا تسلم من الهجوم.
ورغم القناعة بأن المطلب اليوم أكبر من هذه الانزلاقات إلا أن هناك من يبدو يتعمد التعكير دون أدنى اعتبار لما يمكن أن يعكسه الأمر من تلويث لمناخ الحوار الذي نريده صحيا يحقق أكبر قدر من التوافق بين قوى الساحة.
walabsi1@gmail.com