تحقيق/أسماء حيدر البزاز –
,القاضي: النفع العام للمجتمع يفوق جزاءه وفضله النفع القاصر للفرد
,العلفي الأعمال الطوعية تقوي روح الانتماء الديني والوطني
تحقيق : أسماء حيدر البزاز
من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم , امتلأت قلوبهم بهذا الحس الأخوي الديني العميق وراحوا ينبضون بإنسانيتهم ويسخرون طاقاتهم و مجهوداتهم لإعانة المحتاج والفقير وتفريج هم المهمومين وكرب المحزونين وتعميق ثقافة الأخوة المبنية على أساس الحب والبغض في الله وتعزيز الوازع الديني والأخلاقي بين أرجاء المجتمع مكونين مبادرات خيرية طوعية لا يبتغون منها جزاءٍ ولا شكورا وإنما شعارهم ومقصدهم إلى الله ( وعجلت إليك ربي لترضى ) ,,,
حياتي كلها لله
سأنطلق من بداية هذا الاستطلاع مع ( حياتي كلها لله ¿) وهي مبادرة طيبة جمعت عددا لا بأس به من طالبات مراكز مختلفة لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم في أمانة العاصمة ,, أبت نفوسهن العيش في قوائم الاحتياط دون التأثير الإيجابي على واقع مجتمعهن فكرسن الوقت والجهد والمال لاستهداف الأحياء والمعاهد والمساجد وعدد من المدارس والفئات المجتمعية الأمية وقمن بإقامة المحاضرات والندوات الدينية على أيدي مشايخ وعلماء ودعاة وتعليم النساء الأميات الكتابة والقراءة وخاصة قراءة الذكر الحكيم حفظه وتجويده وما إلى ذلك من توزيع المنشورات والمطويات من باب وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين فحوت على مختلف الأذكار والتسبيح والأدعية من القرآن والسنة لتعميق الوازع الديني وتثقيف الناس بدينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم.
وبهذا الصدد تقول لنا رئيسة المبادرة الأخت أمة الرحيم شمسان : نحن إذا لم نقدم شيئا لديننا وأمتنا – الآن – ونحن في مرحلة العطاء والبناء والنهوض والتنمية فمتى سنقدم ¿ أليس الأحرى بأن يكون للجميع بصمة في طريق الخير والأعمال الطوعية ولو بالقليل فعند الله لا يضيع أبدا وقد بين لنا رسولنا الكريم بأن قليلاٍ دائم خير من كثير منقطع وهي بالمقابل دعوة لمختلف الشرائح المجتمعية والشباب على وجه الخصوص بالانخراط وتكوين مبادرات كل في مجاله فلدينا الكثير من القضايا والمآسي والاحتياجات المجتمعية والتي ما إن رفعنا الغبار عن أعيننا لوجدنا من الحالات ما يدمي ويقطع لها القلب
موضحة : فإما أن نقدم لهم الدعم أو نقوم بدور التوعية والتثقيف وفي كلا الحالتين أنت تبني إنساناٍ !
مشروع ( كالبنيان )
أما مبادرتي عمــرهـــا وصرخة الخيرية امتثالا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم إنما المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالبنيان يشد بعضه بعضا تم تدشين مشروع (كالبْنيــــان) و الذي تنظمه المبارتان تحت شعار ( لأننا نحبكم بكم يكتمل السعد ) والذي أقيم في نادي رجال الأعمال اليمنيين بصنعاء.
كانت فكرة الفعالية تدور حول استقطاب الداعمين و المشاركين للمشروع للعام الجديد في سبيل انطلاقة الأعمال الخيرية لدعم الأسر الفقيرة وإمدادها بالمواد الغذائية والاحتياجات الأساسية والأسر المتضررة من الأحداث والأزمات التي مرت بها اليمن حيث تم عرض تفاصيل و فيديو المشروع الذي تم تنفيذه لحصر وإحصاء الأسر المستفيدة من المشروع والترويج لرعايتها ودعمها ونتيجة لهذا الحس الإيماني الخيري فقد أعلنت العديد من المبادرات الخيرية والطوعية والمؤسسات والجمعيات والشخصيات الاجتماعية بالبلد دعمها لإقامة المشروع بشكل مكثف وأنشطة متعددة من مراحل الدعم و تم تنفيذه بنجاح كبير في محافظة صنعاء و الحديدة و عدن .
من جهتها أوضحت لنا رئيسة مبادرة عمرها الأخت إلهام نعمان : إن فريق العمل بالمبادرتين يملكون الإيمان الصادق بضرورة وأهمية العطاء والبذل وتقديم العون للآخرين لمن ضاق بهم الحال واستثقلهم الواقع بروح رأس مالها ورجائها أن تنال رضا الله والأجر والمثوبة منه وهكذا وفقنا بفكرة المشروع وتنفيذه في قرية مذبح القديمة ومن ثم في عدد من محافظات الجمهورية ولو علم الناس أي سعادة نجنيها والرضا الذي يملأ أنفسنا لتهافتوا إلى كل عمل خيري وطوعي استبشارا بقوله تعالى «( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراٍ عظيماٍ .)
أياد لإدخال السرور
وأما مبادرة أيادي الخيرية فقد كان توجهها من نوع آخر مستهدفة الأطفال المرضى في دور الرعاية والمستشفيات وخاصة الأطفال المصابين بمرض السرطان والأطفال اليتامى عن طريق إهدائهم مختلف الهدايا وتسليتهم وإدخال السرور إلى قلبهم عن طريق عمل مواقف مضحكة وألعاب مسلية انطلاقا من قوله صلى الله عليه وآله وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم ) وبهذا يقول لنا الأخ عبد الله يحيى إبراهيم من مبادرة أيادي : ما أجمل أن يكون للإنسان توجه خيري في حياته متهماٍ بشئون المسلمين من حوله يعمل على إسعادهم ويخفف من آلامهم بالمال أو المعونة أو حتى بالكلمة الطيبة والموقف الظريف فلكل ذلك أجره وثوابه وما عند الله أبقى وأعظم واسترسل ابراهيم حديثه قائلا : ولهذا قررنا أن ننضم عملاٍ فنياٍ مسرحياٍ طوعياٍ جمعنا فيه عددا من الشباب المبدعين وتعاون مع مبادرتنا بعض المسئولين لعمل مسرحي يجسد معاناة أطفال مرضى السرطان ويكون مردوده لصالحهم وسيقام العرض في قاعة جمال عبد الناصر في جامعة صنعاء القديمة.
المبادرات الخيرية والطوعية
وعن بيان فضل الأعمال والمبادرات الطوعية والخيرية يفيدنا العلامة الدكتور محمد بن صالح بن علي القاضي إن هذه الأعمال الطوعية مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: } ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا : بلى يا رسول الله قال : الصلاة والصيام قالوا بلى يا رسول الله , قال : إصلاح ذات البين) إذا كما تبين إصلاح ذات البين هو عمل طوعي يفوق صلاة النوافل وليس الفرائض أي أن منزلة الصيام والصلاة عظيمة فهما ركنان من أركان الإسلام والمراد هنا بالصلاة التي إصلاح ذات البين خير منها صلاة النوافل وليس الفرائض ولكنهما عمل محصور أجره وثوابه على صاحبه بينما إصلاح ذات البين : نفع متعدي إلى الآخرين وقاعدة الشريعة : أن النفع المتعدي أولى من النفع القاصر وهذا ما تحققه تلك المبادرات الخيرة بمعنى أن من يقضي وقته بإصلاح ذات البين أفضل ممن يشغل وقته بنوافل الصيام والصلاة « ابتغاء مرضات الله « أي مخلصاٍ في ذلك محتسباٍ مريداٍ وطالباٍ رضوان الله موضحا : إن ذلك يندرج تحت أعمال الخير المتفرعة « فسوف نؤتيه أجراٍ عظيما « أي ثواباٍ جزيلاٍ كثيراٍ واسعا ولا شك أن العمل التطوعي الذي فيه نفع الناس والإحسان إليهم بما هو جائز في شرعنا من العمل الصالح ويدخل في عموم العمل الصالح المثاب عليه والممدوح في مثل قول الله تعالى (والتين والزيتون. وطور سنين. وهذا البلد الأمين. لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون. فما يكذبك بعد بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين).
وفي مثل قوله تعالى: « والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
ومهما دق ذلك العمل فإنه مثاب عليه إذا كان خالصاٍ صوابا قال تعالى : « إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراٍ عظيما ويجمع ذلك كله قوله تعالى « وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.
كصدقة جارية
ومن جهتها أوضحت الداعية بشرى العلفي إن المبادرات الخيرية والطوعية والمندرجة تحت وصايا رسولنا الكريم والقيم الإنسانية تعود بالخير لصاحبها من الجزاء الديني والتكافل المجتمعي وتعزيز قيم الإخوة والرحمة الإنسانية ومن تلك المبادرات التي ينبغي أن نسعى لننال أجرها أفرادا وجماعات : كفالة يتيم حيث قال الرسول صلى لله عليه وآله سلم:( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى ) والنبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له: ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ¿ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك).
وأضافت العلفي : ومن ذلك أيضا المبادرات لإحياء حلقات الذكر وإقامة المحاضرات وتثقيف الناس في دينهم ومحو جهلهم وأميتهم فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( خيركم من تعلم القرآن و علمه ) وقوله : (اذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية , او علم ينتفع به. او ولد صالح يدعو له) والتعاون والتكاتف لبناء المساجد وترميمها في الأحياء والمناطق الخالية من ذلك حيث قال عليه الصلاة والتسليم : (من بنى مسجداٍ يبتغي به وجه الله بني له مثله في الجنة ) والمبادرة الجماعية لزيارة مرضى المستشفيات وإدخال البهجة إلى قلبهم وتفريج كربهم ففي حديث عن رسولنا الكريم : ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف حتى يصبح وكان له خريف فى الجنة)) والمبادرة لكفالة اسر ذات ظروف خاصة (أرامل ومطلقات وكبار في السن وأسر «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله « وأحسبه قال «وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر )) هذه هي المبادرات التي نريد أن نفعلها ونحيي الجسد الواحد بتماسكنا وبذلنا وعطائنا.
تأثيرها على الفرد والمجتمع
وفي دراسة حديثة استهدفت عددا من أعضاء وأفراد مبادرات طوعية وخيرية عديدة أثبتت الدراسة فوائد التطوع وآثاره الجانبية على الفرد والمجتمع جراء الانخراط في الأعمال التطوعية والمبادرات الخيرية يعكس آثار فردية واجتماعية هامة تودي إلى تقوية الترابط بين أفراد المجتمع وزيادة الخدمات التي تقدم إليها واستمراريتها وجدتها ومن هذه الآثار : شعور الفرد بالراحة النفسية عند قيامه بأي عمل تطوعي – شعور الفرد بالتحقيق مكسب ديني وهو الأجر والثواب من الله تعالى – شعور الفرد بأهمية الترابط بين أفراد المجتمع فيسعى للمشاركة -زيادة وتقوية الانتماء الوطني بين الأفراد – القضاء على أوقات الفراغ ووجود ما يشغل ذلك الفراغ – تحقيق الظهور والوجاهة التي يسعى إليها البعض – زيادة الإحساس بذات الفرد وأهميته في المجتمع فيود إن رد المعروف لمن ساعده – . تشكيل جماعات عفوية تقدم المعونات الفورية – تنمية روح التنافس بين الجماعات التطوعية بما يعكس جودة الخدمات .