موسكو/ وكالات
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إنه لن يوافق أبدا على أن تقرر أي قوة خارجية من الذي سيحكم سوريا، مضيفا إنه ما من سبيل لتسوية الأزمة السورية إلا من خلال الحل السياسي.
واضاف خلال المؤتمر الصحفي السنوي الموسع: إن بلاده ترفض أن تحدد اية جهة غير الشعب السوري من سيحكم سوريا “وموقفنا من ذلك لن يتغير” في تلميح إلى تمسك بلاده بإبقاء مصير الرئيس السوري خارج اية محادثات حول الأزمة السورية والتي يرجّح أن تجري في 18 ديسمبر في نيويورك.
وقال ايضا: إن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هو الذي بادر إلى طرح فكرة توحيد جهود قوات الجيش السوري والمعارضة من أجل محاربة داعش، مؤكدا “ننجح جزئيا في ذلك”.
وأكد بوتين أن موسكو تؤيد عموما المبادرة الأمريكية حول تبني مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي حول سوريا، لكنه يجب بحث تفاصيل هذه المبادرة.
وأضاف إنه بحث تسوية الأزمة السورية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤخرا، وأكد أن الرؤية الروسية تتفق بشكل عام مع ما طرحته واشنطن.
كما أشار إلى ضرورة إيجاد حل يرضي جميع الأطراف ووضع دستور جديد وآليات للرقابة على الانتخابات وإجراء الانتخابات، وهو الطرح الذي عرضه الرئيس السوري بشار الاسد في وقت سابق وباركته موسكو.
وقال الرئيس الروسي في تصريح وصف بأنه استعراض للقوة: إن بلاده لا تحتاج في الحقيقة إلى قاعدة عسكرية دائمة في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا تملك قدرات لاستهداف أي موقع في سوريا بإطلاق صواريخ متوسطة المدى.
وردا على الانتقادات الدولية لتدخل بلاده العسكري في سوريا، قال: إن روسيا لم تبدأ حربا هناك وأن القوات الروسية تجري عملية عسكرية محدودة في هذا البلد وأن ذلك لا يشكل عبئا إضافيا على الميزانية العامة الروسية.
وأوضح أن تمويل العملية العسكرية الروسية في سوريا يتم من خلال المبالغ المخصصة للتدريبات العسكرية.
ودعا الرئيس الروسي كل أطراف الأزمة السورية إلى أن تقدم تنازلات للتوصل إلى اتفاق. كما قال: إن بلاده ستواصل العمليات العسكرية ما دامت قوات الرئيس السوري بشار الأسد مستمرة في القتال.
وأشار ايضا إلى أن روسيا تنجح جزئيا في توحيد جهود الجيش وقسم من المعارضة المسلحة في سوريا في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، لكن مصادر من المعارضة نفت سابقا أن تكون تعاونت مع القوات النظامية أو أن تكون تلقت دعما روسيا بالسلاح والذخيرة في قتالها للتنظيم الارهابي.
واعتبر بوتين من جهة أخرى أن إسقاط تركيا للقاذفة الروسية على الحدود السورية “عمل عدواني” أدى إلى سقوط أرواح، مؤكدا أن روسيا لن تقلص وجودها العسكري في سوريا.
وقال بوتين خلال المؤتمر الصحفي السنوي الموسع: إن موسكو كانت مستعدة للتعاون مع تركيا، إلا أن أنقرة لم تتصل بالقيادة الروسية وتوجهت إلى بروكسل.
كما أشار إلى أن التدخل الأمريكي في العراق أدى إلى ظهور الفوضى والعديد من المشاكل المتعلقة بتهريب النفط.
واعتبر أن تنظيم داعش نشأ كغطاء لتحقيق أهداف اقتصادية خاصة، مضيفا: إن القوات الروسية عثرت في أحد المواقع بسوريا على 11 ألفا من شاحنات البنزين.
وأكد بوتين أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع القيادة التركية الحالية وأنه لا يرى آفاقا للتعاون معها في المجال السياسي.
Next Post