إب عاصمة السياحة

عبد الوهاب شمهان

يحق للسياحة أن تحتفل بصدور قرار اعتماد إب عاصمة السياحة في اليمن بعد أن ظل الأمر بين الأخذ والرد وبين اللجان والموازنة الوهم المحذوفة على وزارات تبحث عن تمويل لأنشطتها، وما يبعث الأمل أنه وفي ظل العدوان والظروف المالية الصعبة يخصص لصالح (الصندوق السياحي) لمحافظة إب مبلغ أربعمائة مليون ريال كما ورد في صحيفة الثورة العدد 1 8652 تاريخ 14/12/2015  وعلى أن تتولى لجنة مختصة دراسة موارد الصندوق بمشاركة ممثلين عن القطاع الخاص العامل في المجال السياحي، كما تمت  مناقشة عدد من المشاريع التي تصب في تحسين وحماية البيئة ومدينة إب من أخطار السيول الجارفة وتحسين المدينة مع المحافظ، هذه الخطوات العملية الجريئة جاءت إثر اهتمام المحافظ الحالي وتجاوب اللجنة الثورية العليا، لذلك أقول من حقنا أن نفرح بوجود اهتمام كبير ورؤية سياحية أو تفهم لما تحتاج إليه محافظة إب والانتقال من القول إلى الخطوات العملية الفاعلة بدلا من وضع الناس في حلم كالسراب الذي لا يجد فيه الضمآن ماء ، إذن الفكرة تحولت إلى وجود على أرض الواقع فما هو واجب المسؤول والقطاع الخاص العامل في قطاع السياحة وما هو واجب المواطن، والمواطن نحن أبناء محافظة إب وأبناء الجمهورية اليمنية عموما لأن اكتمال الصورة لا يكون إلا بجمال وتحسين جميع المحافظات السياحية ومنها المحمويت وحجة وصعدة والجوف ومأرب، وسيئون التي حان أن تأخذ حقها من الرعاية والاهتمام البالغ فسكانها هم أهل حضارة وتاريخ وسلام ودعاة شهد لهم الشرق بمودتهم ودعوتهم لدين الإسلام بالحسنى وما الصورة التي تشوه اليوم إلا صورة موغلة بالحقد والسواد فهي لا تعبر عن سكان الوادي وأخلاقهم وقيمهم وآدابهم وروحهم الطيبة الساكنة في أنحاء العالم محبة ومودة وسلام وما تشيعه دول الجوار من أحلام السيطرة والاحتلال بقوتها وعملائها لحضرموت والمهرة وسقطرة  فما هو إلا أضغاث أحلام تعيشها دويلات كن نحسن الظن بها حتى النخاع بما تميز بعض من ملوكها وأمرائها من حسن السياسة والإدارة والمجورة وعلى الأقل ما كان يظهر لليمانين من خصالهم الحميدة وتعاملهم الواضح ورؤيتهم تجاه اليمن واليمانين، أما ما نحن فيه فقد اجتمع الفكر الماسوني الصهيوني الموغل بعداوته البعيدة القدم على اليمن واليمانين ويكرس المال والجهد والجند ومرتزقة العالم تحت الراية الرأسمالية الأمريكية للسيطرة على اليمن استكمالا للسيطرة على جزيرة العرب في سباق محموم على الاستيلاء على ثروات العالم.
إب الرائعة بجبالها الشامخة الخضراء وبوديانها ومدرجاتها وهضابها وناسها وعيونها وشلالاتها وبسكانها من حل في دورهم الأمن والسلام والطيبة والقوة والرجولة والجمال، وحل فيها العدد الأكبر من السكان ومعهم الفقر والعوز والحاجة واستقر معهم وبينهم الظلم والفساد فكانوا دائما لقمة سائغة لكل متنفذ فإذا حان وقت اليقظة من السبات أبى المغرر بهم إلا اختيار الدمار واختيار سفك الدم في حالة من الغلو في الدين والاستكبار والخروج عن ملازمة الحق واجتثاث الباطل وإدخال مذاهب لا تعهد ولا يستصاغ كل عنف وشدة وقسوة فيها، فلسنا مع الوهابية، ولسنا مع الاثني عشرية، نحن مسلمون متعايشون شافعية وزيدية على مدى قرون فلا نزرع الطائفية ونزعتها الحمقاء في ترسيخ العداوة بين الأجيال ومن يسعى لهذا فهو قد شذ عن الصواب.
إن إب وسكانها بحضرهم وريفهم هم أصل حمير بقراهم ومدنهم التي لازالت تحمل الأسماء الحميرية فهم أهل حضارة ومدنية وقوة وإيمان، فلم يكن إيمانهم مستحدثاً مستجلباً إنهم أحفاد الأنصار وأحفاد معاذ بن جبل، وإذا كان البعض لا يرى إيمانه إلا من زاوية حزبه الضيقة فذاك شأنه، إن سكان محافظة إب متمسكون بالاستقرار والأمن والسعي والجد والاجتهاد فيما يرضي الله ويحقق لهم المعاش والعيش بكرامة وحفظ الأرض والعرض، وما فكرة عاصمة السياحة إلا تعبير مجازي عن تميز السكان كيمانيين حميريين سبأيين شأنهم شأن إخوانهم في كل المحافظات اليمانية لتقع علي المسؤولين في المحافظة مسؤولية امتداد الرعاية لجميع المديريات وحل مشاكلها المتعددة وعدم حصر وجودهم في عاصمة المحافظة وليدركوا أن هناك مظالم لا يستطيع أصحابها الوصول إليهم لطرحها وأن الواجب يحتم عليهم الوصول إليهم والبحث عن قضاياهم وليس الوصول إلى ديار المتنفذين ضيوف سياحة ونزهة نريد وصولهم زيارة ميدانية تبحث عن الفقراء واحتياجاتهم وعن النظافة ومعوقاتها وعن استنزاف الماء وحفر الآبار العشوائية التي لن تكون نتيجتها إلا التصحر وعن سير التعليم وأداء المراكز التعليمية والطرقات والصحة والإدارة المحلية، قضايا لا تعد وهي الطريق المؤدي إلى تحقيق إب عاصمة السياحة ليأتي دور القطاع العامل في خدمات السياحة وغيرها في الالتزام بالضوابط واللوائح والقوانين وتقديم خدمات تستوجب فعلا القيمة المدفوعة وأما المواطن فلا يقل دوره عن غيره في حفظ الأمن والاستقرار والاهتمام بالنظافة العامة ومساعدة الأجهزة المعنية حفظا للموارد الطبيعية هبة الله لمحافظة إب وغيرها من المحافظات المزينة بجمال وإبداع الخالق جل جلاله، ورعاية للصحة العامة وتنشئة جيل يعي أهمية الحفاظ على استمرار التنمية، مسؤوليات متعددة حتى تمكين الرقابة الشعبية على متابعة مشاريع صندوق السياحة وإلا فعلى الدنيا السلام وسنظل في نفس المنوال قرارات بلا تنفيذ ومطالبات بدون متابعة وتظلم بدون جدية السعي لإزاحة كآبة الظلم وانتشاره، ليكون القرار أساساً حقيقيا لتطوير السياحة في محافظة إب وكل اليمن.

قد يعجبك ايضا