بسم

محمد الهاملي

(بسم): بَسْمَلَ: قال: بسم الله الرحمن الرحيم.
أصل الكلمة بسم يبسم بسماً, انفرجت شفتاه عن ثناياه ضاحكاً دون صوت: فهو باسمٌ وبسَّام, وهو وهي مِبْسامٌ.
قلنا إن البسلمة هي قول القائل: بسم الله الرحمن الرحيم، وسميت البسملة كتسمية: سبحان الله، والحمد لله؛ الحمْدَ لَه.
بسم: أصلها (بـ اسم) والباء متعلقة بفعل محذوف، فالقارئ حين يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فمعناه: أقرأ مستعينا باسم الله، فعند البصريين المحذوف مبتدأ والجار والمجرور خبره، والتقدير: ابتدائي بسم الله، ولفظ الجلالة مجرور بالإضافة، أي كائن باسم الله، فالباء متعلقة بالكون والاستقرار، وقال الكوفيون: المحذوف فعل تقديره: ابتدأت أو أبدأ فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف، وحذفت الألف من الخط لكثرة الاستعمال، فلو قلت (لاسم الله بركة)، أو (باسم ربك) أثبتت الألف في الخط.
وقيل حذفوا الألف لأنهم حملوه على سم، وهي لغة في اسم.
الخلاصة: فالتقدير يكون بالاسم أو بالفعل، فمن قدره باسم تقديره: باسم الله ابتدائي، نحو {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}، ومن قدره بالفعل أمرا أو خبراً، نحو قوله تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، وكلاهما صحيح.
قال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} أي عظم ربك الأعلى، والاسم صلة قصد بها تعظيم المسمى، أي ارفع صوتك بذكر ربك، وقوله {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا}، أي بسم الله إجراؤها، وإرساؤها.
يروى أنه كان إذا أراد أن تجري قال: بسم الله فجرت، وإذا أراد أن ترسو قال: بسم الله فرست، أي بقدرة الله سبحانه وتعالى.
* دعاء: بسم الله الذي لا أرجو إلا فضله، ولا أخشى إلا عدله، ولا أعتمد إلا قوله، بك استجير.
* يا ذا العفو والرضوان من الظلم والعدوان وبك استرشد وأستعين اللهم احفظني في يقظتي ونومي، فأنت الله خيرٌ حافظاً.
* دعاء: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.

قد يعجبك ايضا