جالونات المياه البلاستيكية تفرز مواد مسرطنة وخطرة..!؟

بعد تعرضها لأشعة الشمس :

تحقيق وتصوير-  وائل الشيباني

بات من المألوف رؤية تلك الطوابير الطويلة من جالونات المياه (دبات المياه) في غالبية الأحياء السكنية بالقرب من خزانات السبيل لساعات طويلة في النهار من أجل الحصول على الماء بعد أن حرم المواطن منها  بسبب الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد وبهذا فإنها تتعرض لأشعة الشمس التي تتفاعل حرارتها مع المواد الكيميائية الموجودة في تلك الجالونات فتقوم بتحرير مادة خطرة تدعى (الديوكسين) وهي مادة شديدة السمية على خلايا الأجسام .. الأخطار الصحية التي يتعرض لها الإنسان عند الشرب من تلك الجالونات التي تتعرض للحرارة وأشعة الشمس والحلول الممكنة لتجنب ذلك وغيرها من التفاصيل تجدونها في هذا التحقيق، إلى التفاضل .

الحصول على الماء بات عملية صعبة على الكثير خاصة بعد انقطاعه في الأشهر الماضية لأسباب عدة لذا فالمواطن يجد ضالته في خزانات مياه السبيل التي تسد حاجته من الماء ومن أجل ذلك يقوم بوضع جالونات المياه الخاصة به برفقه الجالونات الخاصة بجيرانه لساعات طويلة قد تصل ليوم أو يومين وإن لم يفعل ذلك قد لا يتمكن من الحصول على الماء .
محمد الخامري- مواطن يفسر سبب وضع جالونات الماء الخاصة به في الشارع لساعات طويلة وأحيانا ليوم أو يومين لحين توفر الماء لحاجته الماسة إليه، وقال: من لا يفعل ذلك لن يجد ماءً لأن الراغبين بالحصول عليه كثر ولديهم جالونات كثيرة لذا فأنا أفعل ذلك لتوفيره لأسرتي ولو كنت قادراً على شراء وايتات الماء لما ترددت دقيقة واحدة .
وبهذا الرأي وافقه المعلم – أحمد عبد الرب الذي أكد من ناحيته أن عملية الحصول على الماء باتت من أهم أولوياتنا في الوقت الراهن بعد أن كنا لا نحمل أي مشقة في الحصول عليها وهذا ما يدفعني أنا وباقي جيراني للتسابق بوضع جالونات المياه الخاصة بنا في طابور طويل لليوم الآخر وإن لم أفعل ذلك سيسبقني الآخرون حينها لن أتمكن من الحصول على الماء.
وختم حديثه بالقول: أنا اعرف أن  بقاء جالونات المياه في الشمس لمدة طويلة خطر وكذلك تعرض أي مادة بلاستيكية للحرارة مثل كاسات الشاي وغيرها لكن ما بليد حيلة سوى أن أضعها في الشمس وإلا سأكون في مؤخرة الطابور وحينها من يعلم هل سأحصل على الماء إم لا .
(عدم الإدراك  )
أم أيمن – ربة منزل تؤكد بأنها لم تكن تعلم بأن وضع جالونات المياه في الشارع تحت أشعة الشمس قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي عند الرجال والنساء كما أكدت الدراسات بالإضافة إلى العديد من الأخطار وهذا ما دفعها  للخوف بشدة قائلة لم أكن اعلم ذلك بتاتاً ولا أعتقد أن الجيران ومن يضعون جالونات المياه الخاصة بهم أمام خزانات السبيل وتحت أشعة الشمس يعلمون ذلك .
وختمت حديثها بالقول: وحتى وإن علمنا ذلك كيف سنحصل على الماء إذا لم نضع جالونات المياه الخاصة بنا في الشارع ؟
كذلك الحاج – محمود السياغي هو الآخر لم يخف دهشته حين علم بأن بقاء جالونات المياه تحت أشعة الشمس تؤدي للإصابة بمرض السرطان بأنواعه وفي ذات السياق تساءل الحاج السياغي عن ماهية الحلول الممكنة لتخطي ذلك الخطر الذي قد يلحق به هو وجميع أفراد أسرته؟
وختم حديثه بالقول: ليس هنالك بديل لماء السبيل ولا يمكنني أن أوفر الماء أو تجنب ترك جالونات المياه الخاصة بي في الشارع وليس بيدي سوى تجنب الشرب وتركها لاستخدامات منزلية أخرى لحين تعود الأوضاع كما كانت قبل الحرب على بلادنا .
(مواد خطرة  )
في حالة تعرض جالونات المياه البلاستيكية  للحرارة سواء كان في وضعه تحت أشعة الشمس أو تعرضه لأي مصدر حرري فإن المواد المسرطنة التي فيها تتحرر وتؤدي إلى الإصابة بالسرطان بأنواعه. هذا ما أكده الدكتور/  شمسان البساره – طب عام، وأضاف تعرض جالونات المياه البلاستيكية  لأشعة الشمس كما يحدث أمام خزانات السبيل خطر خاصة عند تعرض جالونات المياه لأشعة الشمس لأن ذلك من شأنه أن يحرر المواد المسرطنة التي صنعت منها تلك الجالونات والتي قد تصيب الإنسان بالسرطان بجميع أنواعه خاصة سرطان العظام عند الأطفال بعد شرب المياه من تلك الجالونات .
(نصائح صحية )
وأكد البسارة من جانبه على انتقال تلك المواد المسرطنة إلى الإنسان من خلال الشرب وكذلك إذا استخدمت في الطبخ حتى، وأفاد قائلاً: حتى وإن تعرضت تلك المياه للغلي فإن تلك المواد  لا تزول لأنها ليست خلايا حية بل مواد مسرطنة تعمل على التأثير على الخلايا وتقسيمها بصورة غير طبيعية وهذا ما يتسبب بنموها بشكل غير طبيعي مما يؤدي لظهور السرطان بأنواعه كسرطان الثدي بين النساء والرجال وسرطان العظام وغيره  .
وفي نهاية حديثه نصح البسارة جميع المواطنين قائلاً: تجنب الشرب من المياه التي تعرضت لمصدر حراري كالشمس وغيره مهم للغاية وكذلك عليهم عدم استخدامه للطبخ وإذا كان لابد من استخدامه فعليهم أن يستخدموه لأشياء أخرى غير الشرب والطباخة.
(أخطار كبيرة )
بقاء جالونات المياه في الشمس لساعات طويلة تؤدي إلى إصابة المواطنين بالأذى صحيا وهذا ما أكدته الدراسات التي ذهب في تفسيرها لما يحدث من تفاعلات بين العبوات البلاستيكية والشمس، قائلة إن “الحرارة تتفاعل مع المواد الكيميائية في البلاستيك الموجود في عبوة المياه، فتقوم بتحرير مادة خطرة يطلق عليها (الديوكسين) وهي مادة شديدة السمية على خلايا الأجسام، وتسبب سرطانات مؤكدة، وبخاصة سرطان الثدي عند النساء والرجال”.
أما الدراسة المصرية حول الموضوع فتؤكد خطورة بقاء  عبوات المياه البلاستيكية تحت أشعة الشمس، خشية تحويل المواد التي تتكون منها  بفعل أي تغير حراري إلى مواد أخرى تحتوي على سمية عالية تصل للجسم من خلال تسربها للمياه، وفق أستاذة صحة البيئة والطب الوقائي في المركز القومي المصري للبحوث، الدكتورة أمل سعد الدين.
وتلفت سعد الدين إلى أن المادة البلاستيكية المصنوعة منها زجاجات المياه تحتوي على مواد عضوية ذات خواص كيميائية متعددة تكسب البلاستيك المرونة المطلوبة والمتانة الشديدة، ‏إذ تكمن خطورتها في أنها تتحول بفعل أي تغير حراري إلى مواد أخرى من مشتقات الـ(سينايد)، ولها سمية عالية تصل للجسم من خلال تسربها للمياه أو أي سائل آخر يوضع داخل هذه الزجاجات‏.
وتبين أن حبيبات “البولي إيثيلين”، أو “البتوتبين” المستخدمة في صناعة هذه الزجاجات تحتوي على أحد العناصر المسرطنة يسمى “ديثيل هيدروكسلامين”، مؤكدة ضرورة الانتباه لإبعاد عبوات المياه عن أي تغيرات حرارية محتملة وعدم الاستخفاف بالأمر.

قد يعجبك ايضا