رغم الأضرار الكبيرة في مراكز بيعها في العاصمة جراء القصف الحاقد

 

> فساتين الزفاف تصمد أمام قصف العدوان !
تحقيق – عادل المدان

حتى فساتين الزفاف التي تختزل أجمل الذكريات واللحظات السعيدة التي ينتظرها كل عريس وعروس لتحقيق الأمنيات والأحلام لم تسلم من عدوان وقصف الطيران السعودي وتحالفه على العاصمة صنعاء فها هو أكبر شارع تتمركز فيها محلات الفساتين العرائسية يكتسي حلة الحزن فقد دمر العدوان نحو نصف محلاته قبل عيد الأضحى المبارك وكثف غاراته عليها خلال أيام العيد ومن يومه إلى الآن وهو جريح يتألم ويشكو الخسائر التي تعرض لها ليس في جانب المحلات التجارية فقط بل فقد مئات العمال وظائفهم دون عودة .
عدوان التحالف بقيادة السعودية أراد أن ينتزع الفرحة والسعادة من قلوب اليمنيين بأعمال الإبادة وقصفه للمنشآت التجارية والاقتصادية العامة والخاصة وفرض الحصار، وأدى العدوان الغاشم إلى تدمير مئات المحلات وإتلاف محتوياتها من الفساتين والديكورات ما أدى إلى الاستغناء عن الكثير من العمال وخسائر بالملايين.

البداية
أصبح شارع كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء وهو أكبر شارع في العاصمة متخصص في توفير مستلزمات الأعراس للنساء من فساتين خاصة بليلة الدخلة ومراكز التجميل والأكسسوارات العرائسية يكسوه الحزن فحوالي نصف المحلات التجارية منه تدمرت وأكثر ثلثها تعرض للتكسير فيما من تبقى أصبح الخوف مسيطرا عليه، وبجولة في ذلك الشارع تفاجأنا كيف باتت المحلات التجارية التي كانت رمزا للسعادة مكسرة الواجهات وزجاجها الأمامي مهشما بفعل القصف والصورايخ التي ارسلت إلى كلية الشرطة .
النشاط متوقف
كان الشارع يموج بالنشاط والحركة قبل العدوان فهذا الشارع خاص بالفساتين وعبره يتم توفير مانسبته 40_60 % من فساتين العرائس بالعاصمة صنعاء حسب ما يقول حمود هزبر صاحب محل ” الأماكن ” لبيع وتأجير فساتين الزفاف إذ يؤكد بأن العمل في بيع وتأجير فساتين الزفاف قبل العدوان على اليمن كان ممتازاً وهناك حركة تجارية ونشاط ملحوظ في كافة جوانب الحياة ، وتجارة الفساتين كان الإقبال عليها كبيراً والسيولة موجودة والناس مستورين وكل واحد يريد أن يفرح بليلة العمر ، إلا أن العدوان أثر بصورة كبيرة على القطاع التجاري فالآن حالة من الكساد فلا عمل ولا زبائن .
كما يشير وضاح الحمادي صاحب معرض ليالي الأنس لأجمل فساتين الزفاف أن العمل قبل العدوان كان تماماً وفي أحسن حال ، أما بعد العدوان تدهور الشغل بصورة كبيرة ، وقال بأن قبل العدوان كان يحصل يومياً مابين مائة وخمسين إلى مائتين ألف ريال نظير تأجير الفساتين أو بيعها وكان الإقبال كبيراً على اقتنائها والفرحة كبيرة لدى المرأة المقبلة على الزفاف والرزق سهل .
كساد
يرجع التجار حالة الكساد التي تسود السوق إلى الآثار التي سببها العدوان لاسيما بعد الضربات على منطقة عطان وجبل نقم التي أدت إلى إلحاق أضرار كبيرة بالديكورات والزجاجات في شارع كلية الشرطة بصنعاء، ويقول الحمادي إن الضربة القاصمة جاءت بعد استهداف طيران العدوان السعودي أكبر شارع لفساتين الأعراس والكوش في العاصمة صنعاء من خلال قصفه كلية الشرطة ونادي ضباط القوات المسلحة وكذلك بعض التفجيرات السابقة لمنتسبي الشرطة مما زرع الخوف وأدى إلى خسائر مادية كبيرة أتلفت بعض الفساتين والديكورات والكهرباء وزجاجات المحل ، وقال بأن الخسائر تجاوزت المليون ريال، ولفت إلى أنه كلما تم إصلاح الديكور والزجاج تم الضرب من جديد مما كلفنا أكثر من ثلاث مرات إعادة الديكور مضطرين لذلك إرضاء الزبون حتى وصل بنا الأمر – على حد قوله – إلى تركيب مشمعات بلاستيكية للمحل وهي أيضاً مكلفة.
تراجع تكلفة الفساتين
بسبب الركود في سوق فساتين الزفاف يشير هزبر إلى انخفاض تكلفة التأجير ويقول إن ” فستان الزفاف ” التي كان يتراوح تأجيرها بين ثلاثين وأربعين وخمسين الف ريال يمني ، أصبح الآن يتم تأجيره بعشرة آلاف ريال بسبب الركود في السوق وحالة الخوف التي جلبها العدوان مؤكداً أن الرضى بهذا السعر القليل راجع إلى عدم الإقبال واضطراراً لمحاولة البقاء والعيش وتسديد أجور العمال والإيجارات المتراكمة .
الخسائر
يشكو التجار من خسائر فادحة لحقت بسوق فساتين الزفاف ويشير التاجر هزبر إلى أن الضربات الجوية التي نفذها التحالف بقيادة السعودية على نادي ضباط القوات المسلحة وكلية الشرطة حتى تم استهداف الأموات في مقبرة خزيمة بالعاصمة صنعاء ألحقت دماراً كبيراً في أكبر شارع بالعاصمة صنعاء مختص ببيع وتأجير فساتين الأعراس ، وأدت الضربات إلى خسائر كبيرة في الديكورات وزجاجات المحل أكثر من مرة بالإضافة إلى تلف العديد من الفساتين مؤكدا أن خسائر المحل تجاوزت ” مليوني ” ريال .
أما محمد مشراح صاحب محل الأناقة فقد تحدث أن العدوان ساهم في انتشار البطالة وفقد الكثير من الموظفين والعمال أعمالهم بعد ركود السوق واضطر المحل إلى تسريح بعض العمال نتيجة للركود الكبير ، كما أشار إلى تراكم إيجارات المحل وأنه لم يسدد أي مبلغ من شهر أكتوبر حتى الآن ، ولفت إلى أن المؤجرين لم يخفضوا أي مبلغ من الإيجارات .
وقال بأن الفساتين قبل العدوان كانت تؤجر من أربعين وخمسين وستين ألف ريال إلا أنه بعد العدوان اضطرينا من أجل البقاء إلى التأجير بحدود عشرة وخمسة عشر الف ريال وللأسف تم تسريح بعض العمال. وأكد أن الإيجارات لم يدفعها لشهور بسبب الوضع الاستثنائي.
وفي لقاء مع الأخ عبدالباسط محمد قائد صاحب محل القمة للفساتين وله ستة فروع ، وأوضح بأن الشغل كان حريقة والنشاط ملحوظ يومياً والحجوزات متواصلة من قبل الزبائن لاستئجارها أو شرائها وإلى قبل العدوان على اليمن بيوم دخلنا كان أربعمائة وخمسين ألف ريال وبعد استهداف العدوان لقاعدة الديلمي في اليوم الأول تخوف الناس وأصبحت الحركة نادرة ، فالعروس كانت تحجز الفستان قبل فترة لإتمام فرحتها ، إلا أنه مع القصف أصبحت تنتظر متى ستهدأ الأوضاع ويقف العدوان لحجز فستانها وإقامة العرس إلا أن استمرار العدوان ألحق بنا خسائر فادحة خصوصاً بعد قصف كلية الشرطة ونادي ضباط القوات المسلحة ومقبرة خزيمة المجاورة للشارع فمنينا بخسائر في الفساتين والديكورات وأبواب المحلات الزجاجية.
مشكلة الإيجار
برزت مشكلة الإيجارات كواحدة من المشاكل التي وقعت على رؤوس أصحاب محلات فساتين الزفاف وقد التقينا أحد المؤجرين بالصدفة والذي تطابق كلامه مع صاحب المحل بأن الإيجارات متراكمة لدى صاحب المحل وأن ظروف المعيشة الصعبة تجبره أيضاً على عدم تخفيض الإيجار كونها المصدر الوحيد للدخل وبحسب العقود ومع ذلك أبدى مرونة في الصبر.
الدمار
إحدى العرائس جاءت يوم الضربة إلى المحل لأخذ فستانها وشاهدت الدمار في المحل فتعرضت لصدمة من هول الخراب وقالت (الله يعينكم) وغادرت المحل فوراً دون فستان . هكذا يشكو التاجر محمد الدبعي، مضيفاً بأن أسعار تأجير الفساتين كانت تتراوح بين الثلاثين الف والستين ألف ريال إلا أنه مع العدوان تم تخفيضها إلى عشرة آلاف ريال لتغطية نفقات المحل ومصاريفه ، وأكد أن لديه تسعة عمال تم تسريح أربعة منهم والأن في طور تسريح الآخرين وإبقاء شخص لإدارة المحل ، موضحاً أنه يتكبد خسائر من الداخل وأن عليه التزامات للعمال والمؤجر.. كما اقسم بالله بأن المؤجر لم يسامحه أو يخفض له شيئاً من الإيجار رغم الخسائر المتلاحقة .
كما تحدث الأخ شاكر القدسي وعلق بأن العمل في مجال تأجير وبيع الفساتين قبل العدوان كان جيداً والمكسب جيداً والحمد لله وكان يدخل قيمة الإيجارات ومصاريف العمال والصرفة وبعد العدوان انعكس الوضع وصار رأسا على عقب والآن لم نستطع تغطية الإيجارات والنفقات الخاصة وأجور العمال إلا بصعوبة بالغة نتيجة للكساد وحالة الرعب والدمار والأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي فرضها العدوان بالإضافة إلى أن موسم الشتاء تقل فيه الأعراس ، وأصبح المواطن يبحث عن لقمة العيش وستر الحال وله أولوياته .
وأكد أن استهداف عطان وكلية الشرطة ونادي ضباط القوات المسلحة في محيط أشهر حي مختص بفساتين الزفاف أدى إلى خسائر جسيمة وأضرار فادحة بالمحلات التجارية ولاسيما القريبة من الضربات رغم أن المحلات تأثرت جميعها ، وتلفت بعض الفساتين وتهشمت زجاجات الأبواب والفترينات والديكورات وشبكات الكهرباء وغيرها .. كما قدر خسائره بأكثر من مليون ريال .. وقال بأن التأجير الآن للفستان أصبح في حدود عشرة آلاف ريال خدمة للآخرين وفي نفس الوقت الحصول على دخل نسد به الرمق ، وأضاف أن أكبر هم هو تسديد إيجارات المحل وأجور العمال والتخوف من إطالة الأزمة والعدوان.

قد يعجبك ايضا