لا تشبه اليمن إلا اليمن ولا يشبه الشعب اليمني إلا الشعب اليمني !
عبدالرحمن أبو طالب
لم تحكِ الأساطير عن شعوب بعظمة وشموخ وصبر وإباء وعزة وصمود شعب .. كشعب اليمن العظيم ليس نقصاً بحق أحد أو مبالغة أو غروراً أو شيئاً من هذا ، إنه وعلى الأقل “الواقع”, ولم يؤكد العدوان الغاشم لتحالف أغنى وأكبر الدول في العالم على اليمن إلا أن المواطن اليمني هو أسطورة بكل المقاييس.
فباندلاع أي حرب على هذه المعمورة منذ الأزل يبدأ المدنيون بالهجرة بحثاً عن الأماكن الآمنة والتي يستطيع فيها الإنسان العيش حيث تتوفر جميع مقومات الحياة, وفي وقتنا الحاضر أيضاً رأينا المهاجرين الذين اندلعت في بلدانهم الحروب يواجهون مشاكل اللجوء في مختلف بلدان أوروبا والعالم، إلا الشعب اليمني ولأنه مُختلف عن الجميع فواجه مشكلة “العالقين” ..!!
المواطنون في الخارج وفي بداية اندلاع الحرب هبوا إلى المطارات والسفارات والقنصليات بحثاً عن رحلات للعودة إلى اليمن وكأنهم في الجحيم يتدافعون نحو الذهاب إلى الجنة، جنتهم هي اليمن المحاصرة جوا وبحرا وبرا، اليمن التي لا تفرق فيها صواريخ العدو عن معسكر أو مدرسة أو محطة أو ملعب أو منزل أو طريق أو جامع أو حتى حظيرة كلها بمن فيها بلا استثناء مستهدفة يجعلنا هذا نتساءل عن السبب الذي جعل كل مواطنيها في الخارج يتسارعون للعودة الى بلد أصبحت غير آمنة والعيش فيها شبه مستحيل ؟
كيف يعيش المواطنون في الداخل حتى تصبح أمنية كل من في الخارج العودة ..!؟
وكأن سراً ما ..لا يعرفه إلا اليمنيين هو السبب في كل هذا فإذا كانت مقومات العيش معدومة في بلد محاصر، مقاوليه المسلحون بالكلاشنكوف أصبحوا في عمق أراضي العدو !!.
العدو الذي حشد المرتزقة من مختلف أقطار العالم والذي اشترى أحدث الأسلحة التي تكفي لاجتياح قارة ولكنه عجز حتى عن حماية حدوده !!
وبعد ثمانية أشهر من عداون غاشم بربري بعد عناء ودمار وأشلاء ودماء لا تزال تسيل حتى اللحظة ولا نرى أي تضامن من أي جهة أو دولة أو منظمة ..تخرج مسيرات حاشدة في العاصمة صنعاء للتضامن مع الشعب الفلسطيني!!
وكأنه يرد على صمت العالم المخزي بأنه رغم كل شيء لن يستمر في العيش والحياة فقط بل سيحيي كل الشعوب التي خذلها هذا العالم ، فهل هناك تفسير لسر هذا الشعب أو مبالغة عندما أقول انه شعب أسطوري ؟!
لا ..لا يوجد تفسير للسر أو مبالغة للوصف.. إلا أنني توصلت إلى أن اليمن والشعب اليمني بتركيبته المعقدة ومزيجه الرائع بعظمته وبساطته وعزته وتواضعه وقسوته ورقته بشدته ولينه ..بِشعره ورقصه بتراثه ومبانيه، بحضارته وثقافته.. بتاريخه وحاضره بسلمه وحربه مختلف في كل شيء .. ، فــ” لا تشبه اليمن إلا اليمن ولا يشبه الشعب اليمني إلا الشعب اليمني” .