أفق الحسابات

وديع العبسي –
لحظات انتظار الحوار مع حالات المد والجزر تعكس نفسها إرهاقا على حياة الناس وكأنه بالضرورة على الناس أن تعيش تبعات خلافات السياسيين.. والأحزاب والمنظمات السياسية من جهتها تتعاطى مع الأمر باعتباره حالة طبيعية لما قامت به من فوضى وسمøتها ثورة -ولا أتعرض هنا لثورة الشباب المصادرة- بينما هو لسان حال عجزها عن فصل مشاكلها وأزماتها عن حياة الناس بل إن هذه الأحزاب من يوم جاءت المبادرة وآليتها وكل شغلها منصبø في السياسة وفي الحصص.. لم نسمع يوما عن بند فيه نوع من الشرطية بعدم المساس بوسائل حياة الناس أو حتى ضمان معالجتها.
لا اعتبارا◌ٍ لما تفترضه مرحلة التسوية من التقارب ومن الكف عن منطق أن أي معادلة لابد أن أكون جزءا◌ٍ من مكوناتها وبالشكل الذي يرضيني.
ونعم ليس لنا إلا أن نتفاءل بنجاح الحوار إنما أنى ذلك والتنافر لا يزال سيد العلاقات.. أعصاب مشدودة¡ وملفات يترقب كل فتحها وقد حد أنيابه للحظات المحاسبة بدلا من الحوار بشأنها.
ومن يتأمل إلى مسار التحضير لمؤتمر الحوار والعملية الشاقة التي خاضتها اللجنة الفنية سيقف على مسافات التنافر بين قوى الساحة¡ والانسداد للداخل الحزبي¡ فمع كل انتقالة عملية كنا دائما على موعد مع أزمة تخلقها حسابات هذه الأحزاب والقوى السياسية.
الحسابات كانت دائما ضيقة أفقها الحزب وهدفها حيازة أدوات يظن فيها كل طرف مصادر قوة تمكنه من فرض رؤاه خلال المؤتمر.. وللأسف فإن هذه الأطراف هي التي نعول عليها حل مشاكل البلد.

walabsi1@gmail.com

قد يعجبك ايضا