فيما تفاقمت حالة الأمن الغذائي في اليمن وسوريا:
تقرير /أحمد الطيار
في الوقت الذي أشارت فيه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن أسعار السلع الغذائية الرئيسية في العالم انخفضت في شهر نوفمبر الماضي باستثناء السكر أكدت أن حالة انعدام الأمن الغذائي بسبب الصراع سجلت مزيداً من التفاقم في كل من اليمن وسوريا فيما تراجعت تكلفة جميع المواد الغذائية المتداولة بنسبة 18% عن قيمتها في 2014م .
وحسب مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء الذي نشرته المنظمة امس فإن المتوسط الشهري بلغ 156.7 نقطة في نوفمبر 2015م بانخفاض نسبته 1.6 % عن المتوسط المراجع لشهر أكتوبر الماضي.
وتقول المنظمة: إن متوسط مؤشر “فاو” الفرعي لأسعار الحبوب انكمش أيضاً بنسبة 2.3 %، وخاصة مع تراجع ارتفاع أسعار الحبوب الخشنة نظراً إلى ظروف الحصاد المواتية في الولايات المتحدة باعتبارها أكبر منتج ومصدِّر للذرة في العالم.
وهبطت أسعار الزيوت النباتية أيضاً بنسبة 3.1 % خلال الفترة منذ أكتوبر 2015م ، مدفوعةً على الأكثر بانخفاض أسعار الطاقة والآفاق المشجعة لزراعة وإنتاج محصول فول الصويا في الأمريكيتين الجنوبية والشمالية.
وفي حين سجل متوسط مؤشر “فاو” الفرعي لأسعار الألبان انخفاضاً بنسبة 2.9 % وسط حركة التعاملات المحدودة مما أشار إلى أن المستوردين الرئيسيين لديهم مخزون كاف، تراجعت أسعار اللحوم أيضاً… في حين سجلت سلعة السكر بمفردها ارتفاعاً قوياً للشهر الثالث على التوالي.
ويمثل مؤشر الغذاء لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) دليلاً يستند إلى حركة التعاملات التجارية، من خلال قياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية، ويشمل مؤشرات فرعية لأسعار الحبوب، واللحوم، والألبان، والزيوت النباتية، والسكر.
من جهة ثانية قلّصت نشرة “موجز إمدادات الحبوب والطلب عليها” الصادرة عن المنظمة الأسبوع الماضي من توقعاتها بالنسبة لإنتاج الحبوب العالمي في عام 2015م، ليبلغ في تقديرها 2.527 مليار طن الآن، أو 1.3 % دون الرقم القياسي المسجل في العام السابق. وتأتي التوقعات بانخفاض إنتاج الذرة في الصين، كسبب رئيسي للتعديل الهبوطي هذا الشهر.
وفي تلك الأثناء، من المنتظر أن ينمو استخدام الحبوب العالمي بنسبة 1% خلال الفترة 2015/2016م، وهو ما يعتبر أبطأ مما كان عليه المعدل في السنوات السابقة؛ ويُعزى ذلك جزئياً إلى انخفاض أسعار النفط الذي كبح الطلب الصناعي على محاصيل الوقود الحيوي. وليس من المتوقع بكمية تبلغ 2.529 مليار طن أن يسحب الطلب الاستهلاكي سوى كميات متواضعة من الأرصدة الكبرى لاحتياطيات العالم الحالية من الحبوب.
وكحصيلة لذلك، ينبغي أن يبعث موسم التسويق المقبل “على الارتياح عموماً”، ولن تقل المخزونات العالمية قبيل ختام الموسم بحلول عام 2016م، عن مستوياتها القياسية في مطلع الموسم سوى بفارق طفيف. وبالرغم من ذلك، فإنه من المنتظر أن يؤثر تذبذب المناخ بسبب ظاهرة “النينيو” سلباً على إنتاج الحبوب في أجزاء من %افريقيا وآسيا وبلدان المحيط الهادي، في حين تأثر بالفعل العديد من البلدان في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وأيضاً في آسيا بفعل أنماط الطقس الشاذة المرتبطة بنفس الظاهرة.
هذا، وخفض الطقس الجاف في شمال الهند من الإنتاج المحلي للحبوب خلال موسم 2015م.
ووفقاً للإصدار الجديد من نشرة “فاو” المعنونة “توقعات المحاصيل وحالة الأغذية”، فإن نحو 33 بلداً بما فيها 26 في %افريقيا وحدها، تمس حاجتها إلى المساعدة الخارجية من الغذاء بسبب الجفاف والفيضانات واحتياجات النازحين من الصراعات الأهلية.
أما حالة انعدام الأمن الغذائي بسبب الصراع فسجلت مزيداً من التفاقم لا سيما في سوريا واليمن، وأيضاً في دول مثل النيجر والكاميرون وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي استقبلت لاجئين من البلدان المجاورة. وترجِّح التنبؤات إلى أن عدد السكان في غرب %افريقيا ممَن يصنَّفون في المرحلة الثالثة من أطوار الأزمة، أو المصنفة في فئة خطر أعلى من ذلك، سوف يتجه إلى الارتفاع من نحو 8 ملايين شخص حالياً إلى أكثر من 10.7 مليون بين يونيو/ وأغسطس من عام 2016م.
وفي شرق %افريقيا، كمنطقة غلب عليها جفاف شديد خاصة في اثيوبيا ونزاعات طال أمدها، يقدَّر عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية بنحو 17 مليوناً، أي أعلى من العام الماضي بنسبة 50 %.
كذلك يواجه شبه اقليم جنوب %افريقيا بعض الصعوبات بينما أثر الجفاف الموسمي المرتبط بظاهرة “النينيو” مبكراً على أنشطة زراعة محاصيل الحبوب لعام 2016م.
وإذ تتوقع منظمة “فاو” الآن أن ينخفض الناتج الإقليمي من الحبوب الخشنة في %افريقيا عموماً لعام 2015م بنسبة 12 % ليبلغ 67 مليون طن، تتنبأ بأن ينخفض الإنتاج العالمي من الحبوب الخشنة للعام الجاري بنسبة 2 %، إلى 1.3 مليار طن.