ن …والقلم.. يحيى عمر قال …..
عبد الرحمن بجاش
التقينا أمس بالسبت من جديد , والتقينا بجديده في ((البيسمنت)) , أو منتدى التبادل المعرفي كما تعودنا كل بداية أسبوع , وجديده كان جديدا بالفعل , فقد أدركت بعد طواف دام حوالي الساعتين بطائرة سلطان العزعزي الإيقاعية المتنوعة من صنعاء إلى تهامة إلى لحج فعدن فحضرموت , عودة إلى كوكبان , إلى العدين يالله بريح جلاًب , أدركت انه التنوع والثراء في البيئة اليمنية غناء من الشارع إلى الطارف إلى الطرمبي إلى العود كله يقول بتفرد غنائي يمني يسرقه الآخرون بلا خجل وينسبونه لأنفسهم , بينما الجالية اليهودية في الغرب استطاعت أن تحافظ عليه بلا تردد , فصارت الأغنية اليمنية عابرة للمحيطات والبحار , وهنا في الداخل توقف الجهد ليظل حبيس الصدور احدها صدر سلطان العزعزي الذي باقتدار ويترجم ما يقوله الفنان سعيد العبسي غناء استطاع أن يثبت وحدوية هذه البلاد من خلال تراثها الغنائي من الماس إلى الاخفش إلى جمعة خان إلى القعطبي والمسلمي إلى إبراهيم طاهر والآنسي والسنيدار إلى نزيل الراهدة أحمد الجابري إلى حارة المسبح حيث غنى الفضول للضباب ماؤه سكاب وفي حافة إسحاق كان السمة , لم يقتصر الأمر على أغنية تهامية مميزة لم يخدمها أبناء المهنة من جابر إلى فتحي , بل ظلت حبيسة من الأفق إلى الأفق وبينهما بحر تهامة ينتظر من يُخرج لآلئه وجواهره مسك الحسيني وعنبر قعطبه . عشنا بالأمس حوالي الساعتين في تطواف بديع بجناحي الإيقاع والتعدد والتقليد والتجديد , بين التنوع المكاني والتعدد الإيقاعي . لقد فاز بها يحيى عمر اليافعي من يحاول الآخرون من حولنا تملكه , بينما الأغنية الصنعانية والحضرمية , واليافعيه , والتعزيه , والتهامية في تنوع فريد من الجبل إلى السهل إلى الساحل تقول بتفرد اليمنيين غناء , كجيل الكبار والوسط , وجيل جديد من الفنانين لم يجدد بل استمر يقلد , وترك لواحدة مثل أحلام تدعي كل يوم تغني في مسائها أغنية يمنية لتصرخ بأنها خليجية وهي ليست كذلك , ولأن اليمنيين مشغولون بالحرب , وبما لا طائل من ورائه فتتسرب الأغنية من بين الأصابع كما تسرب تاريخ وتراث والكل نيام إذا صح التعبير !!! . كلما اخرج من البسمنت بعد ظهر كل سبت أخرج موجوعا , فما نفقده في هذه البلاد شيء كبير يتعلق بماض غنائي عظيم مثلا , وحاضر لا لون له , ومستقبل سافر ولن يعود …..شكرا سلطان العزعزي المهندس الفنان طفت بنا أغنية عدنية أداها السنيدار من صنعاء لتجاوبه كوكبان لتستقر في ماوية حيث مسقط سعد عبد الله الذي أبدع أغنية صنعانية عمرها أكثر من ألف سنة , تؤرخ لأغنية ذات لون يافعي هي الأصل , والأصل هو اليمن أولا وأخيرا ….أرجو أن أكون قد قلت شيئا .