عبد الحميد الرجوي
على حَـديـدٍ و جِنزيرٍ مـَضـَوا شـُهـُبـا
لكنّهم حين عـادوا أُسكـِنـوا الخَـشـَبـا
مَضَوا كما الأُسْـدِ في زَهـوٍ وأُنفـُسـُهُم
مَـسـكـونـةٌ بـكـلابٍ تَـرهَـبُ الـغَـضَـبـا
مَـضَـوا ولا شيءَ إلا الـعَـارُ يـَحـمـِلُـهـُمْ
وبـأسُـهُـمْ بـيـنـَهـُمْ قد سَـبَّـحَ الـقِـرَبـا
بِـئـسَ المُضيُّ مُـضـيٌّ مِـن وضَـاعَـتِـهِ
يَمضي و عـَودَتُـهُ تَــنـعــيـهِ إذْ ذَهَـبـا
لم يُـغـنِ فُولاذُهمْ عنهم ، فثَمَّ بَـدَا
غرورُهُم في صـنـاديـقٍ أتَـتْ حَطَـبـا
على الأكُـفِّ وَهَـا بـَأسُ الحديدِ أسَىً
وهل رأيتَ حَديداً يَخدِشُ الذَّهَـبـا؟
عـادوا رُفــاتــاً و أشــــــــلاءً مـُبَـعـثَـرةً
ولـعـنًةُ النـفـطِ تُـذوي فيهمُ الأرَبـا
عـادوا وجـَنـَّاتُ عَــدْنٍ إذْ بـهـا وُعِـدوا
بـَقَـتْ ، وما يَـعِـدُ الشيطـانُ غيرُ هَـبا
صـَلَّـوا لسـادَتِهمْ وعـدَ الفُجورِ فلا الـ
وعـدُ استَجابَ ولا المَوعودُ قد شَرِبا
كـلاهُـمـا ذَنـَـــبٌ في إسْـــتِ مُـومِـسـَـةٍ
لا أفـلَـحَ اللهُ فـيـهـا الرأسَ و الـذَنَـبـا
في عُصبَةِ الجُبناءِ استَرجَلوا عَـبَـثـاً
بأرضِ حِميَرَ حيثُ الدهـرُ قد كـُتِـبـا
هـيَ الـكـرامــةُ في فَـــرضٍ و نـافـلَـةٍ
وإنّـهـا الشمسُ لـو أرجـَعـتَـهـا حـَسَـبـا
هـيَ الـعُـروبـةُ إن خَـانَـتـكَ تَسـمـيَـةٌ
و تُـبَّـعـاً سَـلْ عن الأفــــــذاذِ أو كَـرِبـا
ولا تُـصَـلِّ على الأعـرابِ ، تَـزكـيَـةً
واذكُـرْ لَـهُـمْ في كتابِ العِـزَّةِ الـعَـرَبـا
نـحـنُ اليَـمَـانـون لا شيءٌ يُـقـاسِـمـُنـا
مَـجـدَ الـزمـانِ ولـو قاسَمـتَنا الَّلـقَـبـا
سَلْ هُدهُدَ العَرشِ عن أركانِ مَملَكَةٍ
وهَــاكَ مــِن سَــبَــإٍ فـي الأولـيـن نـَـبــا
نحنُ اليَـمـانـون و الدنـيـا بـنـا بَـدَأتْ
مَـنْ يَبدأِ الأصلَ لا يَستَجديَ النَّسَبا
نحنُ اليمانون أجـنَـادُ السلامِ ، وإن
يُـرْمَ الحِمَى بأذَىً لا نَـبـرَحُ الـغَـلَـبـا
إنّـا ألَـنَّـا حَــــديــــدَ الـبَـغـيِ زَمــجَــرَةً
حتى غَـدا بَينَهُمْ مِن بـأســنا حَطـَبـا
في كُـعـبَـةِ الـعِـزِّ قد هَمَّ العُلوجُ أذَىً
واللهُ يَـأبَـى بـهـذي الكَعبةِ النُّـصُـبـا
ألا أُيَــمِّــمُ روحـي صَـــــــوبَ راهِــبَــةٍ
في تُربِها نَـفَـسُ الرحمنِ قد ذَهَـبـا؟
لـو تَـسـألِ الموتَ عن أرواحهمْ لَـبَـدَا
بـعُـودِ كافـورَ إذْ مِـن نَـتْـنِـهـا احتَجَبا
حتى الثرى لم يُطِقْ أبدانَهمْ فَثَـوَتْ
عَـاراً بقـبـريـنِ كي لا تُـورِثَ الجَـرَبـا
ياقُدسُ لا تَستـَغـيـثي بالـبـُغـاةِ ففي
تُخُومِ صنعاءَ جاءوا يقطفوا العـِنَـبـا
كـأنّـهـم في أقـاصـيـهـا إذِ احـتَـشَـدوا
يَـبـغـون حَـيـفـا مِن الأعداءِ و النَّقَبا
لا تَسأليهم عن الأقصى فـإنّ لـهـمْ
أيــدٍ تُـسَـبِّـحُ في مِـحــرابـهِ الكَـذِبـا
واستَأنسي الجُرحَ إنّ الجُرحَ بَسـمَـلَةٌ
قُدسيَّةٌ تَحـتَفي مِن طـُهـرهـا التـَعَـبا
قولوا لأشقى مُـلـوكِ الأرض عَـربَـدَةً
و مَـغـرَمَـاً و فُـجُــوراً حـَتـفـُكَ اقـتـَرَبـا
دعِ الـقَـنَـا و حـديـثَ الـعـاديـاتِ لـنـا
واقْـفُ المُجونَ ــ سُقيتَ المُرَّ ــ والطربا
مـَنْ سـَلَّ للبَـغـيِ سَـيـفـاً ذاقَ ضَربَـتـَهُ
مـا أقـبَحَ الـذُّلَ للأنــــذالِ مُـنـقَـلَـبـا !
قولوا له اليومَ لا تَفرَحْ فكلُّ حَصَى
بـهـذه الأرض عِـــزّاً تُـشـعــلُ اللـهَـبـا
هـذي طـيـورُ أبـابـيـلٍ قد اشـتَـعَـلَـتْ
حـجـارةً مِن رجـالٍ تَـقـذِفُ الشُـهُـبـا
فاحـشـُرْ كلابكَ في نَـجْـدٍ فليس لها
هُــنــا مَـكـانٌ فـإنّ الّلــيــثَ قـد وَثـَبــا
واضمـُمْ إليكَ مـِن الأعـرابِ أرذَلَـهُـمْ
إنّ الـيَـمـانـيـن تَــــاجٌ رَصَّـــعَ الـعَـرَبـا