تبة المصارية
حمدي دوبلة
منهم من اعتبرها مفتاح العبور إلى صنعاء ومنهم وأعني المحللين والخبراء العسكريين والاستراتيجيين بقنوات العدوان من أكد بأنها المعركة الأهم في مارب قبل مواجهة الحسم الأخيرة في العاصمة.
تُرى ما أخبار «تبًة المصارية» اليوم؟..
وقد ملأت الدنيا وشغلت الناس لأسابيع عديدة حيث طغت هذه التبة وأهميتها الإستراتيجية على ما تخوض فيه فضائيات «العربية والحدث والجزيرة»من أحاديث وتحاليل وقراءات للمشهد العسكري والتطورات الميدانية في سياق ما يسمونه معركة «دول التحالف العربي لتحرير اليمن «بقيادة جارة السوء الكبرى وما من كبير إلا الخالق العظيم سبحانه وتعالى.
لا أدري في حقيقة الأمر إلى أين انتهت معركة تبًة المصارية في مأرب وتحت أي طرف تخضع حاليا كما لا أعلم سببا مباشرا في تسميتها هذه غير إني اعلم وبشكل يكاد يصل إلى اليقين بأن المساحة التي تقع عليها هذه التبة يساوي أو يزيد قليلا عن مساحة بعض دول «التحالف» ممن تجرأت وتطاولت ووصل بها غرورها إلى درجة الحديث عن مشاركتها في «تحرير اليمن»من أبنائه.
غريب أمر هؤلاء المحللين السياسيين والخبراء العسكريين الذين تستضيفهم أبواق ووسائل الإعلام العدوان منذ تسعة أشهر وما تزال إلى اليوم واللحظة تستمع وتروج لترهات وحماقات هؤلاء المحللين اليمنيين ممن باعوا أنفسهم ووطنهم بثمن بخس أو أولئك الخليجيين ممن لا يوجد في رؤوسهم شيء ذو قيمة إلا ذلك العقال الأسود.
لكن الأشد غرابة أن ما يثرثر به هؤلاء المرتزقة»القاعدون» في غرف الفنادق الفارهة واستديوهات القنوات من أكاذيب وتخرصات وما تنسجه أمانيهم المريضة من انتصارات ونجاحات وهمية يجد آذانا صاغية ليس من قبل الجماهير أو القائمين على الشأن الإعلامي وإنما من قبل المسؤولين وأصحاب القرار السياسي والعسكري في دول تحالف العدوان.
وهاهو لسان العدوان المدعو عسيري يقتبس نصرا رائعا مصدره فقط محلل سعودي أحمق يُدعى «مرعي»الذي تصفه قناة الحدث بالخبير الاستراتيجي العسكري والذي أكد بأن ما حققته «قوات التحالف» في اليمن يفوق في نجاحه ونجاعته ما أحرزته الولايات الأمريكية خلال أكثر من 14عاما من حربها على الإرهاب في أفغانستان وهو التحليل الذي راق للمدعو عسيري وأسياده من صبية آل سعود الذين أطربت عقولهم الصغيرة مثل هذه النجاحات الوهمية وطلبوا من هذا المأجور صياغته بيانا رسميا صادرا عن قيادة التحالف.
وعلى ما يبدو فإن «بواسل «سعود وأعوانهم من عبدة الريال والدرهم يجدون في مثل هذه الأراجيف والانتصارات الصوتية ما يهدئ خواطرهم ويعوض عليهم هزائمهم وإخفاقاتهم المذلة والمتلاحقة التي يُمنون بها يوميا في مختلف جبهات القتال على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية سواء في الداخل اليمني حيث دفع العدوان بمجاميع كبيرة من المرتزقة والمأجورين العرب والأجانب أو في جبهات ما وراء الحدود حيث يسطر بواسل اليمن هناك ملاحم بطولية رائعة ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ وفي وجدان الشعب اليمني على مر الأزمان.