من (الترقيم) إلى التفجير

عاصم الشميري
تقف وسط رأسك علامة استفهام عندما ترى الدفعة الجديدة للإرهابيين في مدينة عدن بعد حادثة فندق النصر الذي كان يسكن به بحاح والجيش الاماراتي.
وقتها تواصلت مع العديد من أصدقائي هناك واتضح لي أن منفذي العملية من الذين يحرصون على الذهاب إلى عدن مول كل يوم متأنقين إذ لا تخلو جيوبهم من حصاد الترقيم (التجليس) ولا رقابهم من السلاسل وهذا شيء لا يضايقني كثيراً في الحقيقة، ما يضايقني انضمام مثل هؤلاء إلى التنظيم وما يثير تساؤلاتي هو كيف استطاع التنظيم استقطاب مثل هؤلاء الشباب وكيف اقنعهم بعدم الذهاب في جولات التنزه المعتادة ونزع الجنز وارتداء الزي الافغاني ونزع حزام اللاكوست واستبداله بالحزام الناسف!.
شباب من الذين أعرفهم انضموا إلى تلك التنظيمات الإرهابية ولم يخطر في بالي انضمامهم إلا عندما تأكدت من أصدقاء هناك وتبينت لي مراحل الانضمام بداية من مسميات الدفاع عن الأرض والعرض وبعدها محاربة المجوس والتي غرستها برؤوسهم الجرع الدينية والتعبئة بالأفكار المتطرفة بمقابل صكوك الغفران.
تستاء وتتشاءم من ذلك كون مدينة عدن المعروفة بالمدنية والروح المسالمة يغتالها الإرهاب ويتساقط الشباب واحداً تلو الآخر بصفوف الإرهاب إلى أن تصل -وهي في الطريق لذلك- مرحلة الانهيار .. الشباب الذين كانت أفعالهم تجسد روح السلام والتعايش.

قد يعجبك ايضا