عجلة التعليم لم تتوقف..!؟
طلاب: سنتعلم حتى في الطرقات وإرادتنا أقوى من كل العقبات
أولياء أمور: سنتحمل كل المشقات
تحقيق – وائل الشيباني
عند رؤية الطلاب يتوجهون بنشاط صوب مدارسهم لتلقي العلم بكل حماس والابتسامة تملأ وجوههم ندرك حينها أن إرادتهم أقوي من أي شيء آخر هذا ما يثبت علناً للجميع أن أبناء اليمن قادرون على تحطيم كل العوائق التي تسعى إلى عرقلة الدراسة متوكلين على الله عز وجل وساندين ظهورهم على إرادة أولياء أمورهم الذين سعوا جاهدين لتوفير مستلزمات الدراسة لهم بعد أن تعاونت معهم جميع المدارس من خلال تقليص المتطلبات الدراسية عن باقي الأعوام … متطلبات العام الدراسي الجديد وكيف استطاع أولياء الأمور توفيرها وماهية الأسباب التي دفعتهم لذلك وغيرها من التفاصيل تجدونها في سياق الاستطلاع التالي:
ارتفعت أسعار الدفاتر والأقلام وغيرها من المتطلبات الدراسية بسبب الحصار الخانق على اليمن وزادت مع هذا الصعود غير المتوقع في الأسعار هموم أولياء الأمور الذين تجاوزوا هذه المشكلة لإيمانهم الكامل بأهمية التعليم ودوره في بناء جيل متسامح يعمل كيد واحدة للارتقاء بهذا الوطن برغم صعوبتها خاصة مع أرباب الأسر التي يزيد عدد أفرادها الملتحقين بالمدارس عن خمسة أو ستة أفراد وبتعاون المدرسين سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة وكافة الجهات المعنية التي سعت لتخفيف الحمل الثقيل الذي تفرضه المستلزمات المدرسية.
وهذا ما أكده المعلم منصور محمد غالب وأضاف: لابد من جميع المعلمين العمل كيد واحدة من أجل مساعدة الطلاب وتقديم بعض التنازلات خاصة تلك المتعلقة بالكماليات التي يطلبها البعض من المعلمين كالغلافات والدفاتر المجلدة وما إلى ذلك.
(روح متفائلة )
محمد عبد الحق موظف حكومي وأب لأربعة أولاد وفتاتين لم يبد أي استياء من تحمل أعباء إضافية أثقلت كاهله ودفعته لاستلاف عشرة آلاف ريال من أحد جيرانه لتوفير مستلزمات الدراسة لأبنائه وعلل ذلك بالقول :مستعد للعمل طيلة ثلاث فترات إذا كان ذلك سيساعد أبنائي على التعلم بصورة جيدة فإنا أحلم بأن أراهم ناجحين في المستقبل ويقدمون الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن الغالي ولرفع اسمه عاليا.
لم يختلف معه إسماعيل الوصابي سائق باص بحي الدائري حين قال :صحيح أن المدارس خففت الحمل علينا هذا العام وقللت من طلباتها واستطعت أن أشتري كل المتطلبات الدراسية لأولادي الثلاثة لكنها كانت صعبة نوعاً ما بسبب ارتفاع الأسعار والحرب ولكن لا بأس في ذلك فالتعليم أهم من كل شيء وأنا مستعد لأن أبذل الغالي والنفيس في سبيل تعليم أولادي وإلحاقهم بالجامعة ولم يمنعن العدوان ولا الأزمة المالية من ذلك طالما الله معي هو حسبي ونعم الوكيل .
(تعاون غير مسبوق )
أم إبراهيم معلمة وأم أربعة أبناء جميعهم في الصفوف الأساسية تؤكد بأن هذا العام استثنائي من قبل المعلمين من ضمنهم هي وأوضحت ذلك بالقول هذا العام أتى بظروف نفسية ومادية صعبة على الطلاب وأولياء أمورهم لذا عملنا نحن كمعلمين على تخفيف الحمل على الطلاب من خلال تقليل الطلبات وإلغاء الكماليات التي يطلبها البعض وتقليص عدد الورق من 100ورقة إلى 60حتى يخف الحمل على أولياء الأمور ليتمكنوا من شرائه.
وهذا ما أكدته المعلمة غنية ياسين مربية للصف الخامس حيث أفادت قائلة :اتفقنا أنا وجميع المعلمين والمعلمات في الصف الخامس على تخفيف الطلبات الدراسية على الطلاب كون الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد صعبة بسبب استمرار الحرب و الحصار وهذا ما حدث بالفعل فقد قمنا بالاستغناء عن بعض الطلبات التي تعودنا عليها كالدفاتر المجلدة التي ترتفع بنسبة 300بالمائة عن الدفاتر العادية وكذلك قلصنا عدد الورق في المواد التي تحتمل ذلك من 100ورقة إلى 60ولم نطلب غلافاً ذا لون معين لكل مادة كل ذلك للتخفيف من أعباء أولياء الأمور التي ازدادت هذا العام مع ارتفاع الأسعار.
وختمت حديثها بالقول :أنا وزملائي أولياء أمور قبل أن نكون معلمين ومربين لذا فنحن سعينا بكل ما أمكن للمساعدة فألاهم هو استمرار التعليم وهذا ما حدث فعلا وأثبت اليمنيون أنهم أقوى مما توقع الجميع.
(عزيمة وثبات )
لم يتمكن والدي من توفير الدفاتر لي إلى اليوم بسبب توقفه عن العمل هكذا استهل الطالب أحسن حميد مرغم طالب في المستوى العاشر حديثه وأضاف :بالرغم من عدم قدرة والدي على شراء الدفاتر في الوقت الحالي إلا أني أذهب للدراسة كل يوم وأكتب في دفتر واحد متبق من العام الماضي وسأقوم بنقل الدروس كلها حين يشتري والدي كل متطلبات الدراسة ولم أتوقف عن الذهاب للدراسة وإن اضطرني ذلك للعمل في أي شيء كان، المهم أن أدرس وموضوع التعليم بالنسبة لي إما أكون أو لا أكون وأنهى حديثه بالقول : سيخيب ظن كل من يعتقد أن العملية التعليمية في بلادنا ستتوقف بل ستستمر ولو اضطررنا للدراسة في الشوارع.
لم يكن عمار السعيدي أقل عزيمة من مرغم حين قال : التعليم حق لكل شاب وطفل ذكر كان أو أنثى في اليمن ونحن سنتعلم في أي مكان فقصف المدارس ممكن والمعاهد والجامعات إن أرادوا لكن ستبقى العقول وسنتعلم حتى في جانب الطرقات برغم أنف الجميع فالعلم هو الوحيد القادر على بناء يمن خال من الأحقاد وبه فقط نستطيع إصلاح كل ما دمر.
(تطمينات )
من ناحيته أكد الأستاذ عبد الله الكميم مدير مدرسة ابن خلدون أن إدارة المدرسة أكدت على المعلمين ألا يضغطوا على الطلاب هذا العام في الطلبات مراعاة للظروف الحالية.
وأفاد بموجبه أن كثيراً من إدارات المدارس قامت بنفس الإجراء للتخفيف على الطلاب والطالبات في المدارس بجميع الصفوف وتمثل ذلك بتجنب طلب الدفاتر المجلدة ذات الأسعار المرتفعة والقبول بالدفاتر العادية وتجنب طلب المتطلبات التكميلية كتغليف الدفاتر بلون معين وما إلى ذلك وطرحنا الموضوع على المعلمين والمربين في كافة الصفوف وقد أبدى الكثير منهم موافقته.
وختم الكميم حديثه بالقول: مهم من جميع مدراء المدارس سواء الحكومية أو الخاصة أن يوجهوا المعلمين والمعلمات بتخفيف الضغط على أولياء الأمور الذين أصروا إلا أن يكمل أبناءهم الدراسة تحت أي ظرف كان فالأوضاع الاقتصادية في البلد صعبة وتحتم على الجميع مراعاة ذلك.