المهندس يحيى مشراح رئيس جمعية الحاسوب العلمية لـ “علوم وتكنولوجيا”

> ثورة التعليم المفتوح فرصة للراغبين للالتحاق بأفضل الجامعات العالمية
لقاء/ هاشم السريحي
ظهرت في الآونة الأخيرة ما يعرف بثورة التعليم المفتوح ذو المساقات الجماعية مفتوحة المصادر عبر عدد من المنصات العالمية التي سهلت الالتحاق بأفضل الجامعات العالمية للحصول على كورسات متميزة في مجالات مختلفة.
من المنصات العربية “إدراك” التي تشكل فرصة فريدة ومهمة للوطن العربي؛ حيث تفتح المجال للمتعلمين العرب للالتحاق عبر شبكة الإنترنت بمساقات متوفرة من قبل أفضل الجامعات العالمية مثل هارفرد، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ويوسي بركلي مع إمكانية الحصول على شهادات إتمام البرنامج وتفتح المجال للالتحاق بمساقات جديدة باللغة العربية لأفضل الأكاديميين العرب لإثراء التعليم عربياً.
للحديث عن هذا الموضوع التقينا المهندس يحيى مشراح رئيس جمعية الحاسوب العلمية الذي اختير مؤخراً سفيراً لمنصة “إدراك” ضمن عشرة سفراء للمنصة في الوطن العربي.
نتمنى منك أن تحدثنا عن منصة “إدراك”؟
– “إدراك” هي منصة إلكترونية عربية للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر، وتعرف باللغة الإنجليزية باسم (MOOCsموكس)، وهذه المنصة تأتي بمبادرة من مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، شعارها العلم لمن يريد، تحرص المؤسسة على بذل كافة الجهود والمساعي للمساهمة في وضع العالم العربي في المقدمة في مجال التربية والتعليم كونهما حجر الأساس لتطور وازدهار الشعوب.
تعمل “إدراك” على توفير التعليم النوعي للعالم العربي من خلال تقديم مساقات منتقاة يقوم على تطويرها أفضل المحترفين والخبراء في العالم العربي وأخرى مترجمة ومعربة عن الأفضل عالمياً، حيث أن “إدراك” أول منصة عربية إلكترونية “للموكسMOOCs” بالشراكة مع “إدكسEDX”، وهي مؤسسة مشتركة بين جامعتي هارفرد ومعهد ماسشوستس للتكنولوجيا، ومختصة في هذا المجال.
ما هو الموكس Moocs؟
– تم الاتفاق على مصطلح «موك» MOOC «Massive open online courses “ في عام 2008، يمكن ترجمته إلى “المساقات الإلكترونية المفتوحة واسعة الانتشار” وهو ما أسميه أنا ثورة التعليم المفتوح؛ حيث حققت تكنولوجيا التعلم الإلكتروني أحلام كثير من الناس في التعلم والدراسة في أفضل الجامعات العالمية مثل: هارفارد، وستانفورد، وكاليفورنيا، دون تحمل أي تكلفة، وفى أي مكان، وأي زمان، دون الحاجة إلى السفر وترك الأوطان وعلى الرغم من حداثة هذا المفهوم الذى بدأ في الظهور عام 2008، إلا إنه انتشر بشكل واسع في الآونة الأخيرة؛ حيث يقدم المحتوى التعليمي عبر اﻹنترنت مجانا للمتعلمين في جميع أنحاء العالم، وأحيانًا بمقابل مادي بسيط؛ مما يساعد على نشر المعرفة وتنمية المهارات في المجاﻻت المختلفة، وتبادل الخبرات بين العلماء والخبراء المتخصصين، وتوفير بيئة تعلم عالمية مفتوحة لأى شخص يمكنه التعلم فيها وتتكون من: فيديوهات لشرح المقرر يقدمها أساتذة وخبراء ومواد للقراءة واختبارات، فضلاً عن منتديات للتواصل بين الطلبة والأساتذة من ناحية، والطلبة وبعضهم البعض من ناحية أخرى.
ما هي أشهر المنصات العالمية التي تقدم الموك؟
– الجامعات العالمية كان لها السبق بتقديم المساقات ومن أشهر المنصاتedx Coursera Udacity Udemy Lynda ، وأغلب الكورسات التي تقدمها باللغة الإنجليزية.
ماهي الجهود العربية في نشر مواقع MOOC واستخدامها؟
– على المستوى العربي توجد بعض المؤسسات التي تبذل جهوداً كبيرة في هذا الإطار –ولكنها لا تزال محدودة جداً- مثل منصة «إدراك» التي تستخدم لنشر التعليم باللغة العربية وكذلك منصة رواق وأكاديمية ملتقى الدارين وتوجد بعض الجهود الفردية لإنشاء وتقديم مواقع لشرح المساقات باللغة العربية كما توجد بعض المقررات المترجمة للعربية مثل: خان أكاديمي ولكننا نحتاج لبذل مزيد من الجهد والتخطيط لزيادة عدد المقررات MOOC في الوطن العربي وفى مختلف التخصصات.
هناك الكثير من المنصات تقدم نفس هذه الخدمة ما الذي يميز منصة «إدراك» عن غيرها؟
– نعم كما ذكرت هناك الكثير من المنصات والتي تعمل منذ فتره ولكن العالم العربي كان مغيباً عن الموكس حتى فترة قريبة جدا حينما ظهرت منصة «إدراك» حيث تشكل هذه المنصة فرصة فريدة ومهمة للوطن العربي، إذ تفتح المجال للمتعلمين العرب للالتحاق عبر شبكة الإنترنت بمساقات متوفرة من قبل أفضل الجامعات العالمية مثل هارفرد، معهد ماسشوستس للتكنولوجيا، ويوسي بركلي مع إمكانية الحصول على شهادات إتمام، وستفتح المجال أيضاً للالتحاق بمساقات جديدة باللغة العربية لأفضل الأكاديميين العرب لإثراء التعليم عربياً. ومن الجدير بالذكر أن كافة المساقات على منصة «إدراك» مجانية.
وكذلك تتميز بتقديمها لمساقات مطلوبة تتناسب مع ما هو مطلوب في الواقع حيث تقدم حالياً كورس الطاقة الشمسية الجزء الثاني وقدمت سابقاً الجزء الأول واللغة الانجليزية وإدارة الأعمال وغيرها من المساقات.
أنت كسفير لهذه المنصة في اليمن ما الذي ستقدمه للمجتمع اليمني؟
– حالياً نهدف لنشر ثقافة التعليم الإلكتروني والتعليم المفتوح «MOOCs” وتعريفه على المساقات المتوفرة والمتاحة التي تساعد على تطوير المهارات والقدرات وإكساب المتدربين معارف متنوعة؛ ففي اليمن مازال مجال الموكس غير معروف فمن خلال الفعاليات التي نظمناها في السابق رأيت شغفاً وحباً للتعلم في المتدربين ولكنهم لم يعرفوا كيف يستفيدوا من الإنترنت والمواقع والمنصات التي توفر الموكس أو لم يسمعوا بها من قبل وحاليا نعد لفعاليات نستهدف بها الفئات المختلفة وكذلك طرحنا بعض الحلول من أجل التغلب على بطء الإنترنت ومحدودية التنزيل لدينا في اليمن .
هل هناك تحديات أو صعوبات تواجه الموك؟
– هناك بعض التحديات على المستوى العالمي منها التسرب أو قلة الالتزام؛ حيث نجد عدداً كبيراً يسجل في الكورسات يتجاوز مئات الآلاف ولكن نسبة الأشخاص الذين يكملون الكورس حتى النهاية تبلغ ما بين 7% إلى 9% ، وكذلك الحيرة من كثرة الخيارات المتاحة.
وعلى المستوى المحلي لدينا بطء شبكة الإنترنت وارتفاع رسوم الاشتراك مقارنة بالعالم وكذلك محدودية التنزيل ومؤخراً حدث انقطاع للطاقة الكهربائية ولكن بتعاوننا يمكننا أن نتغلب عليها.
ما الذي يحتاجه الشخص للالتحاق بالموك؟
– عمل حساب في المنصة التي تقدم الكورسات التي يحتاجها ثم التسجيل في الكورسات والبدء بالمتابعة ومن أجل إكمال المساق بنجاح دون انقطاع ننصح باختيار المساق الذي يحتاجه في الفترة الحالية والعمل على إكماله والحصول على الشهادة ثم الانتقال إلى مساق آخر، ولابد من المشاركة في النقاشات والانضمام إلى المجموعات والتفاعل معها.
كلمة أخيرة..
– نحن الآن مقبلون على نهضة وثورة في مجال التعليم وهناك إشارات تبعث الأمل والتفاؤل في العالم العربي من خلال المبادرات التعليمية التي خرجت خلال الثلاث سنوات الماضية وأنصح بالاستفادة من الإنترنت فهو عالم واسع جدا يضع بين يديك كل ما تريد فقط إعرف كيف تستخدمه سواء في مجال التعليم والتدريب أو البحث أو التجارة أو غيره وهذا ما نسعى إليه، إنشاء مجتمع يحقق الاستفادة المثلى من التكنولوجيا الحديثة.

قد يعجبك ايضا