وتستمر الحكاية..؟!
تأبى الحياة إلا أن تستمر مهما كانت الظروف ورغم أنف من أراد لها أن تتوقف في أرض بدايات الوجود البشري.
إن التاريخ يعيد نفسه من جديد اختبار يتلوه اختبار لهذا الإنسان الذي يعشق أرضه ويترجم هذا العشق بعشقه للحياة والتعمير والتحدي لكل الصعاب التي قد تواجهه, من جديد ومع كل دورة حياة يتكالب عليه أعداء الحياة, يستهدفون تاريخه وحضارته وحياته وإنسانيته وحقه في العيش بحرية وكرامة.
إنه الإنسان اليمني, تاريخه مليء بالهجمات والأعمال الوحشية التي من قبل ومن بعد الإسلام, اختلف الأعداء وتعددت أشكالهم وألوانهم وتعددت أجناسهم وأطماعهم, ومشاريعهم وأعذارهم وأدواتهم, فيما غايتهم واحدة وهي إخضاع وتركيع هذا الإنسان الأبي.
توالت العصور وتبدلت الأجيال وظل الإنسان وروحه الأصيلة صامدة, وما يتعرض له أحفاد أولئك العظام اليوم وما يبدونه من صلابة ورفض لمشاريع الإخضاع والتركيع يؤكد من جديد بأنهم ورثة أولئك العظام, وأن كل محاولات الغزاة ستبوء بالفشل, وأنهم جاهزون وعند مستوى التحدي, وما يسطره الشباب من أفراد الجيش اليمني وأفراد اللجان الشعبية إلا خير دليل وأعظم برهان على أنهم الرجال.
ورغم الحصار وفارق التسليح وتشكيل الأحلاف والتآمر الدولي الذي يستهدفهم اليوم فإنهم لن يعدموا الوسيلة ولن تعييهم التحديات مهما كبرت وسيتمسكون بحقهم في الحياة ولن يفوتوا فرصة أو مناسبة لتعزيز وجودهم واستمرار نشاطهم وممارسة حياتهم مهما تضاءلت الفرص.
هذه هي حكاية أرض السعيدة وشعبها الأبي الذي يحب الحياة ويعشق تحدي الصعاب, أرض بلقيس وسبأ وأسعد الكامل, أرض أول إنسان بني السد وشق القناة وشيد المدرجات, أرض أول من خط مبادئ التعمير وتطويع الجغرافيا لخدمة الإنسان.. حكاية يترجمها أحفاد التبابعة العظام, الذين يجسدون اليوم المعنى العظيم المتسق مع عظمتهم معنى أن لا تستسلم للتحديات مهما كبرت, ومعاني كثيرة أخرى عن التحمل والصبر والإيمان بقدرتهم على التحدي والتحمل والصبر, وصنع النصر والنجاح وخلق الفرصة في زمن اللا ممكن والمستحيل..