من فساد العدوان إلى فساد السياسة
من فساد العدوان السعودي وتحالفاته العربية والأمريكية على أرض اليمن وأبناء شعبها اليمني منذ ثمانية أشهر دمار.. قصف.. قتل.. حصار.. إلى فساد السياسة الديمقراطية والحزبية وقياداتها وأطراف حوارها.. اختلاف.. مصالح.. ارتهان لأعداء اليمن.. عمالة.. خيانة.. تأييد.. مساندة.. دعم للعدوان.. من المهم القول إن هذه المسميات للعدوان وفساده على أرض بلادنا وسياسة اليمن الحزبية وقياداتها وحوارها ومواقفها تجاه اليمن هي وقوى تحالف العدوان وجهان لعملة واحدة اختلفت في المسميات لكنها لا تختلف في الأهداف والمؤامرات على حرب اليمن وقتل شعب اليمن.. أطفال.. نساء.. مدنيين.. منازل المواطنين.. مزارع الفلاحين.. أسواق المواطنين.. جسور العبور للطرقات.. صالات أعراس النساء.. حفل الزفاف الجماعي.. في المدن والأرياف على حد سواء.. لا تدري ما هي أسباب ذلك الاستهداف التحالفي بقيادة السعودية.. وإذا كان السبب معروفا عند أبناء اليمن.. أنه حقد النظام السعودي منذ زمن على اليمن تداعت له شرعية الفساد وقوى سياسة أحزاب الفساد سنوات في بلادنا نعرف الأسباب من ورائها الحقد على أبناء شعبنا البسطاء ومصالح تواصلت مع قيادة العدو سنوات.. شيكات نقد سعودية.. ودولارات أمريكية استلمها من هم في صف العدوان ومتواجدون حاليا في أرض العدوان.. خطابات كاذبة باسم اليمن والشعب.. وانتماء للمصالح الشخصية.. بعيدة كل البعد عن خدمة اليمن والشعب.. خالية الوفاض من الولاء الوطني والوفاء للشعب.. كما كانت ثقة الوفاء من الشعب إلا من رحم ربي.
فساد سياسي لقوى وقيادات السياسة الديمقراطية في اليمن سنوات.. فسادها على الأرض أكثر من نفعها.. وتحريضها أكثر من جمعها.. وأضرارها أكثر من صلاحها وخرابها أكثر من إعمارها.. وعمالتها أكثر من وطنيتها وحكمتها أقل من رشدها.. وإيمانها أقل من إيمان يمن الإيمان, ناهيك عن إيمان الطاعة وواجبات الإيمان والعبادة لا نختلف في هذا فوائدها ونجاحها لمن يعمل بها لكن التعامل الإنساني للإنسان وللوطن الأرض والإنسان شيء آخر يفرضه واقع الحياة وفطرة المنشأ والقيم.
إن غياب سياسة الحكم الرشيد في مؤسسات الدولة والتوزيع العادل لموارد الوطن وثرواته الطبيعية في مجال التنمية الاقتصادية للبلاد وأبناء الشعب ووجود قيادات وطنية وسياسة تعمل من أجل خدمة اليمن وشعبها.. فإن تلك الموارد والثروات الوطنية والنفطية وعائداتها اليومية.. القادرة على تأمين الاكتفاء الشعبي والوطني لكنها غير قادرة على تأمين احتياج النظام وأصحاب المصالح السياسية وقيادات الدولة الذين تعودوا على تقاسم الثروة.. ومقدرات البلاد من النفط والمساعدات والهبات والمنح الخارجية التي أدت إلى واقع يمني صعب وظروف اقتصادية لدى أبناء شعبنا التي تنحو به نحو الانهيار والتشظي.. والتي تجلت في شكل إرهاب وتطرف ديني عنيف ينذر بانهيار للأوضاع في بلادنا وللدولة ومكوناتها السياسية.
والأسوأ أن أولئك ومن فقدوا مصالحهم وارتباطهم الوطني الداخلي بعد ثورة تغيير العام 2011م وثورة الحادي والعشرين من سبتمبر العام 2014م وسياستهم الفاشلة وحروبهم الداخلية العبثية سنوات.. التي استدعت التدخل الخارجي في شؤون بلادنا الداخلية.. من قبل العدوان السعودي وتحالفاته في قصف مقدرات اليمن وممارسة أعمال القتل واستهداف الأبرياء في بلادنا بأبشع صورها الإجرامية والعدوانية.. والتي أصبحت قيادة العدوان السعودي تسيطر في القرار السياسي من خلال تعطيل مؤتمر الحوار الوطني ومخرجات اتفاق الشراكة والسلم الذي أجمعت عليه كل المكونات السياسية وجماعة أنصار الله.
إن العدوان وما خلفه من دمار وقتل وتجويع لشعبنا اليمني.. لن يمر بلا ثمن أو رد أو قضاء لأبناء شعبنا.. وإن التاريخ اليمني والوطني يملك من المصداقية والولاء والتضحيات والدفاع ما يكفي لأن يثبت لقوى العدوان وتحالفاته أن من يحفر حفرة لأخيه المسلم الأصل والعروبة والتاريخ والايمان والحكمة يقع فيها.. وأنك حين تضع العقرب في جيبك فإن أول ما يقوم به هو أن يلدغك.. وأن ما يبحثون عنه في أرض اليمن بيأس وخيبة وانهزام لن يتحقق في ظل إرادة اليمن الصلبة الأرض والإنسان وصمودها الأسطوري ما يزيد عن ثمانية أشهر دليل على انتصارهم على قوى العدوان ومرتزقتهم من الداخل.. وعمالة السياسة وفسادها في بلادنا سنوات وانبطاحها للنظام السعودي لأسرة آل سعود.
وفي الأخير نقول لكل أعداء اليمن.. من النظام السعودي وأعوانه من عرب المستأجرين ومن أعوانهم ومؤيديهم وداعميهم من اليمن واليمنيين أن من سرق أحلام اليمنيين وهدم بلادهم ودمر مكاسبهم ومصالحهم ومرافقهم وخدماتهم العامة والخاصة وقتل أبناءهم ونساءهم ومنازلهم ومزارعهم سينال عقابه آجلا أم عاجلا, وها هو النظام السعودي وتحالفاته يدفع ثمن العدوان على اليمن بخسائر يومية كبيرة في العتاد والعدة في كل جبهات القتال وعلى الحدود السعودية من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية.. ولن تموت العرب إلا متوافية.. وغدا لناظره قريب.