يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة عمل إلى إيران للمرة الأولى منذ عام 2007م، حين حضر قمة الدول الخمس المطلة على بحر قزوين.
وتأتي زيارة بوتين هذه المرة إلى طهران للمشاركة في القمة الثالثة، التي يعقدها في طهران منتدى الدول المصدرة للغاز، الذي يضم في عضويته إيران وروسيا والجزائر وقطر وليبيا والإمارات ومصر وبوليفيا ونيجيريا وفنزويلا وغينيا الاستوائية وترينيداد وتوباغو، إضافة إلى العراق وعمان وهولندا والنرويج وكازاخستان وبيرو وأذربيجان – التي تحمل صفة مراقب.
ويلتقي بوتين في إطار هذه الزيارة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني، حيث ستكون الأزمة السورية على رأس القضايا المطروحة للبحث.
هذا، وتعزز طهران علاقاتها الاقتصادية في الآونة الأخيرة مع موسكو، التي تنوي تقديم خطين ائتمانيين لها بقيمة سبعة مليارات دولار، وتنوي موسكو أيضا (حسب وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك) رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 1.6 مليار حاليا إلى 10 مليارات دولار. بينما ستتراوح قيمة قائمة المشروعات الروسية الإجمالية الطويلة الأمد في إيران ما بين 35 و40 مليار دولار، وستشمل بناء وتحديث محطات توليد الطاقة وبناء مجمع كهرباء، إضافة إلى الاتصالات والفضاء والنقل وبناء البنية التحتية للسكك الحديد.
غير أن ذلك لا يثير اهتمام وسائل الإعلام الغربية، فالموضوع المحبب لها الآن هو “قلق” إيران من تعاظم تأثير روسيا على الحكومة السورية، وظهور “توتر واضح بين الروس والإيرانيين” نتيجة لذلك، وفق وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند.
ووجدت الصحافة الغربية الوقت مناسبا للغوص في تاريخ العلاقات بين روسيا وإيران، والتي “يقررها التنازع بين الإمبراطوريتين الفارسية والروسية في القرن التاسع عشر”.
وتعجبت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية (22/11/2015م) من أن منظر التعاون المدهش في العمليات الروسية الإيرانية في سوريا يتجاوز ما كان بينهما من شك وعدم ثقة قبل قرن من الزمان (ترجمة موقع “عربي 21”).
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، أن الولايات المتحدة تعيش قلقا جديا من انتهاج إيران وروسيا سياسة منسقة في سوريا، ولذا تحاول واشنطن شق التحالف بين موسكو وطهران. وفي هذا الإطار تأتي مطالبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قمة “ابيك” الأخيرة في الفلبين روسيا وإيران (حسب وكالة “أسوشيتد برس”) بالقيام باختيار استراتيجي بين مساندة الرئيس الأسد والحفاظ على وحدة الدولة السورية.
وأكد مصدر قريب من المسار التفاوضي لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية (20 /11 /2015م) أن واشنطن تحاول دق إسفين بين موسكو وطهران، وكذلك بين الشيعة والسنة على الطريقة الإمبريالية القديمة “فرق تسد!”، وذلك للتحكم بجميع الأطراف.
بيد أن القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أكد لوكالة “مهر” الإيرانية، مطلع شهر نوفمبر الجاري، أنْ “لا خلاف روسيا-إيرانيا على مسألة الأسد”.
وأكدت مصادر إعلامية روسية أن تنسيقا “تكامليا” قائم بين إيران وروسيا حول كل الموضوعات، التي تهم الطرفين، وعلى رأسها الأزمة السورية، التي تحتاج إلى تشاور مستمر يجريه مسؤولو البلدين خلال زياراتهم إلى العاصمتين الإيرانية والروسية.
وفي هذا الإطار، نقلت رويترز عن مسؤول رفيع المستوى في إحدى دول الشرق الأوسط إن القرار ببدء العملية العسكرية الروسية في سوريا اتخذ بعد لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي في طهران صيف هذا العام.
*نقلاً عن قناة rt