الصيادون.. أهداف مباشرة للعدوان

تقرير/ عادل بشر  

بضعة أيام ويدخل العدوان السعودي على اليمن شهره التاسع مسجلاً بذلك أطول فترة حصار شامل وقصف جوي وبحري متواصل لقرابة الـ241 يوماً بحلول اليوم السبت ” 21 نوفمبر 2015م” ارتكب فيها عدة مجازر بشعة بحق المدنيين ، نساءً وأطفالاً وشيوخاً وشباباً، وجرائم حرب لم يشهد التاريخ مثلها.

تسعة أشهر والعدو السعودي يستهدف كافة شرائح المجتمع اليمني, وبما أن الصيد يعتبر مصدراً من مصادر الرزق والذي يستفيد منه قرابة 45 ألف صياد على طول 2500 كم من الساحل فقد شرع العدو في استغلال الحاجة الإنسانية ليبتزهم في رزقهم محاولاً بذلك إخضاعهم واكتساب تبعيتهم له، غير أن محاولاته باءت بالفشل أمام صمود ووطنية وإخلاص الصيادين مثل بقية شرائح المجتمع الصامد عدا حثالة القوم الذين ارتضوا أن يكونوا أحذية للعدوان يرتديها وقت الحاجة لها ويلقي بها في مكب النفايات حين تنتهي صلاحية استخدامها.
وكثف العدو السعودي من استهدافه للصيادين وخصوصاً في الفترة الأخيرة مرتكبا جرائم بشعة في حق ممتهني هذا العمل الشريف أصحاب السواعد السمرـ ملح هذه الأرض، وأحباب البحر وأصدقاء السماء، فقصفهم نياماً بعشرات الغارات واستهدفهم وهم يبحرون مطمئنين ودمر قواربهم وهي تطفو على سطح البحر لا شيء تحمله سوى شباك فارغة ترجو من الرحمن أن يكون يومها أفضل، ولم يكتف العدو بذلك بل طارد بطائراته أبناء البحر إلى اليابسة واستهدفهم في مراكز الإنزال فقتل وأصاب وأحرق الكثير.
الخميس المنصرم ” 19 نوفمبر” شن طيران العدوان السعودي عدة غارات جوية على تجمع للصيادين في جزيرة “زقر” التابعة لمحافظة الحديدة، واستشهد 20 صياداً وأصيب 4 آخرون ودُمرت قواربهم.
قبل ذلك بيوم واحد ” الأربعاء 18 نوفمبر” نفذت الطائرات الحربية ومروحيات الاباتشي هجوماً كاسحاً معززاً بصواريخ البوارج الحربية على قوارب الصيادين الراسية في شواطئ المخا بمحافظة تعز فدمر وأغرق عدداً منها وأتلف عدداً آخر.
ويوم الثلاثاء ” 17 نوفمبر” استهدف ذات العدوان قوارب الصيادين أيضاً في المخا ونتج عن ذلك استشهاد أربعة صيادين وإصابة تسعة آخرين وتدمير قواربهم، فيما لا يزال  7 قوارب مفقودة ولا يُعرف مصيرها .
وطبقاً لشهادات جمعها الائتلاف المدني لرصد جرائم العدوان من  بعض الصيادين الذين أصيبوا جراء القصف وتم إسعافهم إلى مستشفى الأمل التخصصي بالحديدة فإن إحدى بوارج العدوان أطلقت تحذيرا للصيادين بالوقوف وكان عددها ثلاثة قوارب وبعد أن توقفوا فاجأتهم البارجة بإطلاق نار كثيف من رشاشاتها استشهد على إثرها أربعة من الصيادين بينما فر البقية بالقفز إلى البحر.
وبتاريخ 13 نوفمبر الجاري قصفت طائرات الحقد السعودي مركز الإنزال السمكي بميناء المخا ما أدى إلى استشهاد 3 وإصابة 9 من الصيادين وتدمير شامل لميناء الصيد.
وقبلها بثلاثة أيام وتحديدا بتاريخ 10 نوفمبر شنت الطائرات المعادية غارات جوية استهدفت من خلالها مركز الإنزال السمكي في ميناء الصيد بمديرية الخوخة متسببة باستشهاد احد الصيادين وإصابة 4 آخرين .
وأفاد أحد الصيادين الناجين من القصف أن الصياد الشهيد تحول جسده إلى أشلاء، فيما نُقل الأربعة الجرحى إلى المستشفى وهم بحالة خطرة، كون بعضهم فقد أجزاء من جسده جراء القصف.
احتجاز 25 صياداً
واحتجزت القوات البحرية للتحالف السعودي 25 صياداً يمنياً جنوب جزيرة بكلان بمحافظة حجة .
وأكد مصدر محلي من أقرباء الصيادين المحتجزين أن 25 صياداً يمنياً احتجزتهم قوات بحرية تابعة للتحالف السعودي قبالة السواحل الجنوبية لجزيرة بكلان والتي تُعتبر إحدى جزر مديرية ميدي التابعة لمحافظة حجة .
وأوضح أهالي الصيادين أنهم لا يعرفون ما هو مصير أقربائهم مناشدين جميع المنظمات الدولية والإنسانية سرعة التحرك للإفراج عنهم خصوصاً وأن هذه الأسر لا يوجد من يعولها .
مجزرة “عقبان”
الاستهداف الممنهج والمتعمد لشريحة الصيادين ليس وليد اللحظة وأيضاً ليس ببعيد عن استهداف العدو لجميع شرائح المجتمع ولليمن أرضاً وشعباً، حيث سبق وأن ارتكب العدوان السعودي مجزرة بشعة بحق تجمع للصيادين في جزيرة ” عُقبان” بتاريخ 22 أكتوبر الماضي والتي استشهد فيها 115 صياداً وأصيب العشرات.
وروى  أحد الصيادين الناجين من مجزرة  جزيرة”عٌقبان” ، تفاصيل القصف الجوي لطيران العدو على الصيادين.
وذكر الصياد خالد أحمد بغوي أنهم فوجئوا عند الساعة الحادية عشرة من صباح الخميس الموافق 22 أكتوبر بقصف جوي شديد من قبل طيران العدو السعودي أثناء ما كان الصيادون نائمين عقب رحلة صيد ليلية كالمعتاد، مشيرا إلى أن القصف على الصيادين النائمين استمر حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا وحاول بعض الصيادين اللجوء إلى المراكب والابتعاد عبرها عن مواقع القصف إلا أن الطائرات المعادية استهدفتهم مع المراكب.
وأوضح الصياد بغوي أن بعض الناجين من الغارات حاولوا إنقاذ زملائهم المصابين وعددهم نحو 40 مصابا ونقلهم على متن أحد المراكب غير أنه تم قصف القارب بصاروخ على بعد 2 كم من الجزيرة الساعة الثالثة عصرا ولم ينج منهم سوى شخصين فقط.
شيخ الصيادين
من جهته شيخ الصيادين بمحافظة الحديدة الشيخ عبدالله قبيصي أفاد في اتصال هاتفي أجريناه معه أن العدو قصف الجزيرة بأكثر من 15 غارة متتالية وان عدد الضحايا بلغ 115 شهيداً وعشرات الجرحى، مشيرا إلى أن الجزيرة يقصدها جميع الصيادين من مختلف مديريات الحديدة للاصطياد وتحتوي على أماكن يقضي الصيادون استراحتهم فيها.

شيخ كمران
إلى ذلك قال الشيخ محمد مساوى الكمراني، شيخ جزيرة كمران، إن الوصول إلى جزيرة عُقبان التي تبعد عن كمران بعشرين كم أمر يعد من المستحيلات نتيجة استهداف طيران العدوان السعودي لأي مركب يقترب من الجزيرة، فكان من الصعب جداً الانتقال إلى مكان القصف وانتشال الجثث أو إسعاف الجرحى .
وأشار الشيخ مساوى خلال اتصال هاتفي أجريناه معه إلى أن جثث الشهداء الصيادين تحللت وتفرق بعضها في مياه البحر بفعل الأمواج البحرية، وأشلاء منها وصلت إلى القرب من شواطئ الجزر المحيطة بعُقبان، وبعض الصيادين عثروا في شباك الصيد على أشلاء من أجساد زملائهم الشهداء، لافتاً إلى أن العدو السعودي تسبب في تعطل حياة البحارة الذين يعتمدون بدرجة رئيسية في معيشتهم على الاصطياد، ولكن العدوان حاربهم بداية الأمر بالحصار الغاشم ومنع دخول المشتقات النفطية، وحالياً باستهداف مراكبهم في البحر.
استهداف منازل الصيادين بالخوخة
ولم يقتصر استهداف العدوان السعودي للصيادين في البحر بل تبعهم إلى منازلهم واستهدف حتى الأطفال والنساء، حيث نفذت الطائرات المعادية  في 13 أكتوبر الماضي سلسلة غارات جوية على منازل الصيادين بالخوخة، نتج عنها استشهاد وإصابة 23 بينهم نساء وأطفال، وتدمير وتضرر قرابة 28 منزلاً.
قوارب صيادين هنود
وبتاريخ 8 سبتمبر الماضي فقد 8 هنود في مياه البحر الأحمر قُبالة سواحل الخوخة بمحافظة الحديدة، فيما أصيب 13 آخرون من نظرائهم جراء استهداف طيران تحالف العدوان السعودي لقواربهم بغارتين. وقال مصدر أمني: إن طائرات العدوان استهدفت قوارب صيادين في ميناء “الحيمة” بمديرية الخوخة من بينها عدد 2 صنبوق تابعة لعمال من الجنسية الهندية كانت راسية بالقرب من الميناء، لافتاً إلى أن القصف تسبب بإصابة 13 هندياً وفقدان 8 آخرين في البحر بالإضافة إلى إصابة عدد من الصيادين اليمنيين.

قد يعجبك ايضا