“العربي” وأمين وأنا .. له الامتنان
قرأت مجلة “العربي” الأدبية الثقافية الشهرية كما لم أقرأها منذ صورها عام 1958م من الكويت كهدية للشعب العربي من الكويت الشقيقة, هي مجلة متميزة وشاملة من المادة المنشورة, حتى الكاتب تمكنت المجلة حينذاك – منذ تأسيسها برئاسة العلاَّمة الأديب المثقف الدكتور أحمد زكي ومنذ عددها الأول – من أن تجذب إلى صفها كوكبة من الكتَّاب المتميزين في العلوم والتاريخ والنقد والأدب والفن التشكيلي وكل فنون الكتابة.
كانت “العربي” ولا تزال عروسة المجلات الثقافية العربية, ولم تتمكن ولن تتمكن مطبوعة من منافستها, ولا يزال عطاؤها يتجدد يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وعاماً بعد عام, وكل الذين تبوأوا رئاسة تحريرها ملتزمون بسياسة محددة, من أحمد بهاء الدين مروراً بالرميحي حتى سليمان العسكري, وهو بالمناسبة دكتور ومن القامات الثقافية المعروفة.
مَن كان يتابعها في الخمسينيات شهرياً حتى عامنا هذا يتابعها, أي أنها عاشت مع الإنسان العربي في شبابه حتى شيخوخته.
قرأت في “العربي” لكبار المؤرخين والشعراء والروائيين, تابعت استطلاعاتها في كل أقطار الدنيا, تعرفت من خلالها على بلدان وثقافات شعوب من فنون ومسرح.
خط واضح وشفاف اختطَّته لنفسها, ابتعدت عن السياسة والاحتكاك بين العرب وخصوماتهم, اهتمت بتثقيف الإنسان العربي ووضعته نصب عينيها.
لقد قيّض الله لي صاحب مكتبة الفارس, إنسان مهذب يملك مكتبة متواضعة, هو الصديق العزيز أمين عبدالودود الأغبري, الذي امتلك مجموعة كبيرة من مجلة “العربي”, أعداداً
قديمة مليئة بالمواد الثقافية والأدبية والعلمية, واقترح عليَّ أن آخذ عدداً من المجلة أقرأه ومن ثم أعيده للمكتبة, وهكذا دفعني للقراءة والتزود بالمعرفة, فله كل الامتنان والتقدير والعرفان.